أخبار

نقاط في سطور

ذرفت طفلة صغيرة دمعة ساخنة وهي تجلس على كرسي في ملعب الإمارات بالمملكة المتحدة، أثناء مباراة فريقي الآرسنال ومانشستر سيتي الأسبوع الماضي، الطفلة بكت بحُرقة وظهرت أسنانها (المكسورة) بعد أن ترنح الفريق الذي تشجعه أي مدفعجية لندن أمام (السيتي) الذي صنعه المال الخليجي بعد أن أنفقت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة دون حساب، وأصبح نادياً في بريطانيا.. وفجيعة الطفلة الإنجليزية أن فريقها الذي تشجعه والذي سبق له الفوز بالدور الإنجليزي دون هزيمة في كل المواسم قد شاخ وهرم وتعب من السير في دروب البطولة الإنجليزية وتنازل عن موقعه لفرق أخرى.. وشعرت الطفلة بأن أحلامها في رؤية المدرب الفرنسي العجوز “فينغر” في حمل الكأس مثل حلم المورداب بأم درمان بعودة القراقير لسابق عهدهم.. قبل أن يصبح العالم مجرد شاشة محمولة على هاتف، ما كانت دموع الطفلة الإنجليزية تبلغ غابات الأمازون في أمريكا الجنوبية، ولا جبال الأماتونج في أفريقيا.. ولا التبت في الصين.. والهنود في نيودلهي وسكان الصحراء في توزي أوزو، ولا نحن سكان الحارات (الورانية) في الخرطوم نشاهد ونتفاعل مع ما يحدث في لندن.. ولكنها التكنولوجيا التي جعلت المشاعر تتوحد والقلوب تخفق مع جماليات كرة القدم وأحزانها وأشجانها.
واصلت دولة جنوب السودان الاعتداءات على الرعاة السودانيين ونهب مواشيهم وتقتيلهم بآلتها العسكرية التي أصبحت توجه للسودانيين أكثر من فصائل المعارضة الجنوبية التي تحكم سيطرتها على الحدود، وفي محلية تالودي بولاية جنوب كردفان اعتدت دولة الجنوب على الرعاة من الحوازمة، عشيرة الوزير “سلمان الصافي” وقتلت اثنين منهم.. وأصابت أربعة آخرين بجروح، واختطفت ثلاثة لجهة غير معلومة وتم نهب (3500) رأس من الماشية عبرت الحدود جنوباً، وعاد الفزع خاوي اليدين بعد أن توغل جيش دولة الجنوب بالمنهوبات داخل الدولة، وهي أحداث مماثلة لما تعرض له الرعاة المسيرية في محلية الدبب بغرب كردفان، وفي كلا الحالتين وقفت الحكومة (متفرجة) على مواطنيها ولم تكلف وزارة خارجية “غندور” نفسها عناء ومشقة إصدار بيان يندد ويشجب الأحداث، وتعرض الأراضي السودانية والمواطنين لاعتداءات.. ولو حدث ذلك في الأراضي المحتلة من قبل الإسرائيليين لصدرت البيانات في الخرطوم تندد بالسلوك الإسرائيلي.. ولكن السودانيين لا بواكي عليهم.. وتعامل الحكومة مع الحدث ببرودة دم مفجعة يكشف جانب آخر من التساهل مع الجاني الأجنبي ربما لحسابات مصالح للحاكمين.
الزميل الصحافي والكاتب “مصطفى عبد العزيز” (البطل) أصبح في الفترة الأخيرة بطلاً في نظر البعض وخائناً في نظر آخرين يقفون في الضفة الأخرى من مجرى نهر السياسة العميق.. الوطنيون من أهل الحكم يعتبرون وجوده في منصب المستشار الإعلامي بالسفارة يخدم بعضهم بلاده بحرص أكيد وتضحيات كبيرة، ويخدم بعضهم نفسه في تأسيس البيت وكسوة الزوجة بالذهب، وتعدد السيارات الفارهات.. وبعض من الملحقين الإعلاميين تم اختيارهم كمكافأة لهم وتقديراً لعطائهم في خدمة الدولة السودانية، وفي الضفة الأخرى رهط من المعارضين اتخذوا من البطل خائناً لمشروعهم الرامي لإسقاط النظام.. وإنه قد باع الرفاق في سوق (واقف) واختار الفنادق بدلاً عن الخنادق، كما يزعمون وهؤلاء يجردون سيوفهم لجز عنق البطل.. وإلصاق التهم به.. وأحالته لشاعر يكتب الأغاني في مدح “البشير” لتؤديها مطربة تدعى “إنصاف مدني” أو كما قال.
ويخوض الأستاذ “البطل” معركته لوحده ويضرب ذات الشمال واليمين ولا يجد دعماً ولا مؤازرة من موظفي قطاع الإعلام في المؤتمر الوطني المشغولين بغير هموم الإعلام الوطني.. ويهدر “البطل” الكثير من طاقاته الإبداعية في الرد على ما لا يستحق الرد وتوجيه الرصاص لجوالات القطن الفاسد.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية