مسألة مستعجلة

متى ينتهي مسلسل شح السيولة؟!

نجل الدين ادم

تطاولت فترة تحجيم السيولة وشحها في البنوك التي ربما تتخذها الحكومة كمعالجة لمشكلة تصاعد سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية أو لسبب آخر.
لا أحد ينكر التأثير الإيجابي الذي أحدثته السياسة، ولكن لا أحد يعرف متى سينتهي مسلسل شح السيولة الذي يتعذر معه سحب نقودك التي أودعتها مختاراً وليس مجبراً في البنك.
الكثير من الشركات والعملاء سئموا من هذا الانتظار وأنا متأكد لو أن أي شخص منا كان على علم ودراية بأن فترة شهر مثلاً يمكن أن تكون برداً وسلاماً على سعر صرف الجنيه ويعود الحال إلى ما كان عليه، فإن الجميع سيتحملون تبعات هذا الشح من السيولة ويصبرون صبراً جميلاً، ولكن لا أحد يعرف.. فهناك عدم شفافية في مسألة المعالجات، لذلك فإنني أخشى أن ترتد هذه السياسة المصرفية على المعالجات إذا ما تطاولت المدة لأيام أخرى.
الآن الكثير من العملاء حولوا منازلهم إلى بنوك، حيث تجد خزنهم مليئة بالعملات المحلية والأجنبية على السواء، في محاولة منهم لتجنب مشكلة تعذر الصرف، ولم يعد، إلا القليل منهم، يحوّل المبالغ النقدية التي تورد إليه، وفي المقابل تراجعت حركة البنوك المالية، فباتت أغلب المعاملات البنكية عبارة عن أوراق وهي الشيكات المصرفية، هذه المعالجة ستكبد المصارف والبنوك خسائر لا حصر لها، وأصعبها فقد البنك للعميل الذي يمكن أن يقوم بإنشاء صرافة مستقلة داخل منزله كبنك بديل، وبالتالي سيتراجع الناس إلى الوراء كثيراً في المعاملات وترتد المعاملات إلى تقليدية كما كان في الماضي.
نقول للبنك المركزي إن المعالجات أتت أكلها ولا يُتوقع منها المزيد، لأن التفكير في المزيد سيفقدنا الكثير.. على بنك السودان أن يطلق سراح العملة المحلية التي يعتقلها لأن الأسباب وراء ذلك انتفت وهي الوصول إلى أرقام معقولة في سعر الصرف.. على بنك السودان أن يبحث عن وسيلة أخرى فاعلة حتى يكمل حلقات المعالجة.. وعلى البنك أن يقترح المزيد من المعالجات ولا يعتمد على أقصر الطرق للحل، لأن هذه الميزة يمكن أن تكون نقمة.
بنك السودان يعرف جيداً مكامن الخلل وأن هناك مجموعات تعدّ بأصابع اليد تتحكم في مصائر الناس وتتحكم في الوضع الاقتصادي وفي تصاعد أسعار الصرف.. على الجهات المسؤولية أن تلتفت إلى هذه النقطة المهمة، والبعض في ظل هذه المعالجات يتعذر عليه سحب بضع مئات من الجنيهات للعلاج.. لذلك يكون السؤال الملح الذي ينبغي أن يجيب عنه بنك السودان هو: إلى متى سيستمر مسلسل شح السيولة هذا؟.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية