شهادتي لله

الانتخابات هي الحل..

تتحدث كل القوى السياسية المعارضة باستمرار عن ضرورة الوصول لحل سياسي شامل يتجاوز الاتفاقيات الثنائية بين الحكومة وبعض الأحزاب والحركات.
ولكن رغم تعدد اتفاقيات السلام التي تم توقيعها من “نيفاشا” إلى “أبوجا”، ومن “أسمرا” إلى “القاهرة” ثم اتفاق سلام دارفور في “الدوحة”، إلا أن النداء ما يزال مرفوعاً (لا بد من حل سياسي شامل)!!
وبهذا المنطق فإن أي اتفاق سلام مع حركة أو حركتين من الحركات المسلحة عبر مفاوضات المنطقتين (جبال النوبة والنيل الأزرق) أو دارفور، يعني أن الحل السياسي الشامل يبقى منقوصاً، فإن وقّع “عقار” لن يوقع “الحلو”، وإن وافق “جبريل” و”مناوي” لن يوافق “عبد الواحد”!!
إذن.. فإن طريق المفاوضات والاتفاقيات الثنائية أو الجزئية، لا يحقق ما تدعو له المعارضة، كما أنه لا يلبي طموحات الحكومة.
الحل في رأيي هو التواضع على الخيار الحاسم والناجع الذي لا يحتاج إلى مفاوضات طويلة وعبثية، ولا اتفاقيات منقوصة تؤدي إلى إضعاف الدولة بالمزيد من المحاصصات الجهوية والإثنية والسياسية، والحل هو الاتفاق على أسس وضوابط انتخابات حرة.. نزيهة وشفافة، دون أية وصاية أو تدخلات أو توجيه من السلطة.
الانتخابات هي الحل، فإن فازت حركة “مناوي” بكل دوائر دارفور وبعض دوائر الخرطوم وولايات أخرى، حلال عليها وهذا كسبها الديمقراطي، ذات المعيار ينطبق على المؤتمر الوطني الذي يجب عليه أن يقتنع بدخول العملية الديمقراطية بقناعة تامة و(لعب نظيف)، تماماً كما فعلت الجبهة الإسلامية القومية في انتخابات الديمقراطية الثالثة (1986- 1989)، وحققت المركز الثالث في مقاعد البرلمان.
غير هذا الطريق، لن يكون هناك (حل سياسي شامل)، ولن يحقق الحزب الحاكم تسوية مأمونة العواقب تنهي مسلسل المفاوضات غير المنتجة ومحاولات الإطاحة بحكمه وإسقاط النظام.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية