ربع مقال

عودوا إلى الله بقوة .. !!

خالد حسن لقمان

يقول ابن القيم رحمه الله: ‏(مهما بلغ تقصيرك في العبادة، فلا تفرط في حُسن الخُلق، فقد يكون مفتاحك لدخول أعالي الجنة، أتظن أن الصالحين بلا ذنوب؟!
‏إنهم فقط: استتروا ولم يُجاهروا، واستغفروا ولم يُصروا، واعترفوا ولم يبرروا، وأحسنوا بعدما أساءوا).. قال تعالى: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) {التوبة: 102}.
ويقول ابن القيم في كتابه الداء والدواء: (من آثار الذنوب والمعاصي: إن المعاصي تزرع أمثالها، وتولد بعضها بعضا، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها).. كما قال بعض السلف: (إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومنها: أنها تضعف القلب عن إرادته، فتقوي إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا، إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية، فلو مات نصفه لما تاب إلى الله، فيأتي بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان بشيء كثير، وقلبه معقود بالمعصية مُصر عليها، عازم على مواقعتها متى أمكنه، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك) ..
‏وقيل ﻷحد السلف: كيف أنت ودينك؟
‏فقال: (هو ثوب تمزِّقهُ المعاصي، وأرقِّعهُ بالاستغفار) .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية