أخبار

منو الحرضك؟!!

{ كثيرة هي القصص والحكاوي التي تروى عن شيخ العرب ” أبو سن”، وتنسب إليه أقوال وأفعال لا نملك حيثيات تصديقها أو تكذيبها، وحتى الزميلين العزيزين أولاد الناظر “أبوسن” (حاتم ومتوكل) يبتسمان فقط حينما تذكر وتروى قصص شيخ العرب التي أصبحت مثل (قفشات) الرباطاب، ولكل حالة في واقعنا الراهن قياس من الماضي، وطرفة لـ” أبو سن” تعضد أحياناً رؤية بعينها، بيد أن الثابت في التاريخ أن ناظر الشكرية كان حكيماً وشجاعاً وكريماً، طيب الخصال، جاء لمجلسه أعرابي مسرعاً، وحول شيخ العرب جماعته (الباشبزق) أو (الباشمرقة) يحمونه ويموت أحدهم فداء أبوسن. صدم الأعرابي الجميع حينما اعتدى على شيخ العرب بالضرب المبرح، وتصدى له الحراس والمريدون لدق عنقه في ثوانٍ، إلا أن شيخ العرب حال بينهم وقتل من اعتدى عليه وأضفى عليه حماية خاصة حتى لا تزهق روحه وأمر رجاله بالابتعاد، وجلس الرجل على الأرض حاسراً الرأس (نادماً) على فعلته، فسأله شيخ العرب: ( لماذا أقدمت على هذا الفعل المشين، وهل بيني وبينك ما يدفعك لضربي)؟ تابع شيخ العرب حديثه: ( أنت ود قبائل، لكن هناك من حرضك على ضربي)، فاعترف الرجل وأشار لخصوم ود أبوسن، فأمر بإخلاء سبيله ذلك شأن شيخ عرب الشكرية، لكن شيخ عرب الرزيقات المهندس ” عبد الله مسار” بعد خروجه من مجلس الوزراء بقرار مفاجئ عاد للمنطقة الوسطى بين الحكومة والمعارضة، يستغل موقعه كنائب في البرلمان ويرمي الجهاز التنفيذي بمدفعية ثقيلة يُسمع دويها في بحر العرب والميل (14)، وسماحة التي كانت في الزمان القديم تسمى (سفاهة)، ” ود مسار” تعرض هذا الأسبوع لصفعة موجعة من داخل حزبه وقيادات تنظيمه الذي اقتلع عضويته من فك ” مبارك الفاضل” ورعى تنظيمه بالسهر والحمى وغزا شرايينه بما يملك، لكن فجأة انتفض من داخل التنظيم أكثر من (إعرابي) وقرروا تجميد سلطات وصلاحيات مسار تمهيداً لعزله من منصبه وتعيين رئيس آخر مكانه لا يكون مثل ” مسار”، وقد ينال الرئيس الجديد موقعاً في الحكومة الاتحادية مع أن المؤتمر الوطني يعلم جيداً أنه منح منصب الوزير لشخص ” مسار” ومن ورائه قبيلته الرزيقات، ومكافئة لـ” مسار” الذي لم يترك لـ” الصادق المهدي” و” آل المهدي” ما يقولونه، وساهم ” مسار” في إضعاف حزب (الأمة) وفت عضده وبعثرة صفه، وتلك مهمة لا ينهض بها إلا أولي العزم من أمثال ” مسار” الذي شغل الحكومة بانتقاداته من قبة البرلمان، والآن (الدائرة تدور) وينشغل ” مسار” بحزبه، فهل ثمة من لعب دور المحرض ضد مسار لشيء في نفس المؤتمر الوطني؟.
{ سألت المهندس ” مسار” في جلسة أنس: ما الذي يحدث في حزبك؟؟ فقال ضاحكاً: ( الجماعة زعلانين شوية)، قلت: (من هم الجماعة؟؟)، فقال: ( أنا أعرفهم وأنت تعرفهم)، فهل القارئ يعرف الجماعة الذين (أطاحوا) بـ” مسار” من مقعده في رابعة النهار، أو حاولوا الإطاحة به وما يزال الدرب طويلاً وشاقاً؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية