الديوان

الأسلوب في كسب القلوب.. لماذا اختفت الكلمات الرقيقة من حياتنا؟..

لو سمحت.. متشكر.. آسف: كلمات بسيطة ولكنها تترك انطباعاً عميقاً في نفوس الآخرين...!

الخرطوم: يسرا أشرف
الأسلوب هو الطريقة التي نتعامل بها مع الآخرين، وبها نكسب مودتهم لنا، لذا علينا أن نتعلم كيف نتعامل بأفضل أسلوب، وأن نعطي كل شخص الأسلوب الذي يجب أن نتبعه معه، مؤخراً اختفت من قاموس معاملاتنا كثير من الكلمات البسيطة التي قد يكون لها وقع كبير في نفوس الآخرين مثل (لو سمحت، متشكر، اتفضل ، آسف) وغيرها وحلت بدلاً عنها وجوه صارمة .. وكلمات مقتضبة وملامح قاسية تساهم في زيادة الهوة النفسية بين الناس.
صفات بشرية
هنالك من البشر من يتصف بصفة الغضب الدائم الذي يجب التعامل معه بكل هدوء حتى لا يزيد في انفعاله . وينصح أن يستخدم معه أسلوب الحكمة والتريث، وهنالك أيضاً الهازل؛ وهو أصعب الأنواع لأنه لا يأخذ الأمر بجدية، أما الحليم فهو أفضل الأنواع، لأن التعامل معه سهل و بسيط .. وأيضاً هناك الشخص قاسي القلب ويعتبر من أسوأ الأنواع لأنه يصعب التعامل معه، ومعقد في تركيبته، وهو عادة ما يعاني من مشاكل نفسية كبيرة لا يستطيع ترجمتها، فيحولها إلى قسوة.. وغيرها من الأنواع البشرية …
ولكل نوع من الأنواع السابقة طريقته في الاعتذار والشكر والثناء، ولكن بطريقته و من وجهة نظره.. فالبعض يستطيع أن يقول (شكراً لك، آسف، لو سمحت وغيرها من الكلمات) .
أما البعض الآخر فيترجم هذه الكلمات بأسلوبه الخاص بفعل أو اعتذار، ولكن بطريقة غير مباشرة، حتى لا يعلمك أنه اعتذر فيرضيك و يرضي كبرياءه.. وهو إلى حد ما أفضل من النوع التاني …
أما أسوأ الأنواع فهو من لا يعتذر مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، فهو يمتثل لكبريائه و قسوته ولا يأبه إلى الآخرين و هذا فعلياً يعاني من مرض نفسي، ويجب أن يعرض على طبيب نفسي لتلقي العلاج.
إذاً ما هو أنسب حل للتخلص من هذه القسوة، والرجوع إلى الكلمات المحببة إلى النفس، والتي تزيد من المودة والاحترام بين الناس؟
– تعتقد هدى محمد التي تعمل ربة منزل أن أفضل حل هو مراجعة النفس والجلوس والتحدث معها (ماذا سأخسر إن قلت لو سمحت أو آسف أو شكراً) إذا تمكنا من الإجابة على هذا السؤال بكل صدق نستطيع حينها أن نقول هذه الكلمات، ونرتقي بعقولنا وأسلوبنا في التعامل.
صراع أخوات
تحكي سارة أنها كانت تأخذ أغراض أختها دون استئذان منها، وكانت أختها تقول لها كل حين يجب عليك أن تأخذي الإذن مني أولاً، ولكنها لم تكن تعيرها الاهتمام وتأخذ أغراضها وأحيانا تتلفها لها ولا تعتذر، فقررت الأخت أن تعاقب أختها وقد كان لأختها حذاء مفضل فأخذته دون علمها و ذهبت به إلى المدرسة، وبعد العودة وجدت أختها غاضبة وهي تبحث عن حذائها كالمجنونة، فسألتها هل رأيتي حذائي، لقد تركته هنا ولكني لا أجده، فقالت لها أنا أخذته ولبسته وانقطع فرميته، فاشتاطت الأخت غضباً من أختها، وقالت لها كيف تفعلين ذلك وأنا لم أأذن لكي بأخذه؟ فقالت لها ولكني كنت دائماً اقول لكي لا تأخذي أشيائي و لم تسمعي كلامي، وأنبهك لأني أغضب من ذلك ولم تكترثي لكلامي، وأنا الآن لا أبالي فأنت فعلتي لي ذلك مسبقاً، ودار بينهما نقاش طويل وبعد أن فهمت أنها كانت مخطئة اعتذرت من أختها ووعدتها أن لا تكرر فعلتها مرة أخرى، فأخرجت الأخت الحذاء وقالت لها كنت فقط أريد أن أعلمك هذا .. فشكرتها واعتذرت منها على ما بدر منها مسبقاً.
من هذه القصة نستفيد و ندرك كيفية التعامل و نصح الآخرين والاعتذار والشكر والاستئذان، فكلٌ منا له طريقته في توصيل المعلومة والاعتذار والشكر و علينا معرفة الطريقة المناسبة لإيصال المعلومة إلى الطرف الآخر .. وما بين كسب القلوب و كسرها شئ بسيط يسمى أسلوب .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية