*وفاة طفلة رضيعة طرق ذووها أبواب المستشفيات فصدتهم تلك الأبواب بمبانيها الخرسانية وقلوب بعض النافذين فيها (الصماء) تؤشر على (رخص) حياة الإنسان لدينا .. وإنها تأتي في آخر أولويات المسؤولين لدينا..
* توقفت الحياة في تركيا عندما بكت طفلة صغيرة بعد أن فشلت في لقاء الرئيس أوردوغان .. ولكن الرئيس نفض كل ما في يده من أعمال ..وأرسل لإحضار الطفلة ليمسح دموعها بيديها ويهدهدها..ولدينا الأطفال هنا يموتون بدم بارد.. وتمضي الحياة كأن شيئاً لم يكن..
*تموت رضيعة ببوابة المستشفيات الحكومية والخاصة ولا يطرف للأطباء ولا العاملين في المستشفيات ولا وزير الصحة الاتحادي أو الولائي لدينا جفن….
*جاء في الأثر عن الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قوله: “ويلك يا عمر، لو أن بغلة تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق؟”.
*ونحن بدورنا نسأل وزير الصحة الاتحادي والولائي لدينا .. (لم لم تفتحوا لها أبواب المستشفيات)…و (لم لم تمنحوها حقها في الحياة ..وحقها الطبيعي في العلاج)؟
* الأمر هنا يتعلق بالمستقبل كله الذي نراه يسحق أمامنا كل يوم
* لقد فشلتم في ذلك لم لا تعلنون استقالتكم..؟؟
*تدجين الإبداع
{ تدجين المطرب لمنتجه الإبداعي وتسخيره لخدمة قوى سياسية محددة سيضر به كثيراً.. (سيركن) كثيرين في ركن منزوٍ من (الذاكرة الجمعية) للناس، وأقرب الأمثلة لذلك فنان الحقيبة الفارع “محمد الحسن قيقم” الذي يعدّ من أعتى مطربي فن الحقيبة، لكنه دجّن مشروعه الغنائي لصالح الإنقاذ في بداياتها، فأصبح الآن في مجاهل النسيان، بالإضافة إلى “شنان” الذي كان منشد الإنقاذ الأول في بداياتها، ومضى إلى ذات درب “قيقم”.
{ بالمقابل فإن ثمة خيطاً رفيعاً بين أن يكون المبدع منتمياً لتيار فكري محدد أو حتى لأحد الأحزاب السياسية، وبين أن يكون إحدى أدوات ذلك الفكر أو التنظيم.. يجب أن يكون ولاء الفنان الأول للجماهير والناس، يصبح ناطقاً باسمهم حتى وإن تعارضت مصلحة الحزب مع ما يؤمن به من انحيازه للناس، ولا ينحرف عن التزامه تجاه قضايا الناس والمجتمع، وهؤلاء ينسى الشعب انتماءهم الحزبي أو الفكري لأنهم لم يرهنوا أدواتهم لحزب محدد أو لفكرة أيديولوجية، أمثال الراحلين الكبيرين “محجوب شريف” و”محمد الحسن سالم حميد” اللذين رغم انتمائهما لقوى اليسار إلا أنهما لم يرهنا أدواتهما الإبداعية أو يسخرانها لمصلحة ضيقة، بل انحازا إلى جماهير الناس بوعي كبير منهما بأهمية تأثيرهما القوي.. ولهذا السبب مضى “قيقم” و”شنان” إلى مجاهيل النسيان، وبقي “الحميد” و”الشريف” علامتين إبداعيتين راسختين في دماغ وقلوب الناس.
مسامرة أخيرة..
*ربما ساهمت (ذبابة الفضائية السودانية) في لفت أنظار الناس إلى أنه لا تزال هناك قناة تحمل الصفة القومية، ويتم تمويلها من خزينة الدولة، وبها كوادر من مخرجين ومنتجين ومذيعين.. إلخ….ولكن ذات (الذبابة) فضحت إلى حد كبير بؤس الفضائية وكيفية البيئة (الطاردة) بداخلها التي لم تستطع (طرد) مجرد (ذبابة) صارعت المذيعة في قراءة الأخبار… والفضائية التي كانت رافداً أساسياً لكل القنوات المحلية بعض الإقليمية تعاني الآن بشدة..وربما أنه قد آن أوان التغيير بداخلها