الديوان

في ذكري رحيل إمبراطور الغناء السوداني

كان وردي يحمل هموم السودان على كاهله بأشعار محجوب شريف العاطفية والوطنية

بقلم صلاح الباشا
ونحن حين نكتب في ذكري رحيل الموسيقار محمد وردي (عليه الرحمة) كان لابد لنا من تناول العلاقة الفنية والصداقة العجيبة التي امتدت طويلاً حتى رحيل الاثنين عن الدنيا (وردي ومحجوب شريف) . فقد التقى وردي بأعمال الفتى الذي كان يعكس نبض الشارع السوداني العريض منذ زمانه الباكر، حين كان يعمل معلماً بمدارس أم درمان منذ عام 1968م .. نعم .. جاءت مرحلة بزوغ نجم شاعر الشعب محجوب شريف بأشعاره الندية التي تفيض بأحاسيس الغلابه – ويا سبحان الله- فقد كان مصيره دائماً خلف القضبان في زمان سلطة مايو، والتي كتب لها وبكل فرحة في شهورها الأولى من العام 1969م، حين كانت تحمل شعارات تقدمية يميل لها محجوب، وفي ذلك قصة نرويها هنا، فبحكم أن شريف كان معلماً، فإن هناك فناناً كان معلماً أيضاً وسطع نجمه كفنان شاب وقتذاك، ألا وهو الأستاذ محمد ميرغني فأعطاه قصيدة (حارسنا وفارسنا) التي تحكي عن حركة الجيش السوداني في انقلاب 25 مايو 1969م، وذهب بها محمد ميرغني إلى لجنة النصوص بالإذاعة السودانية، وتمت إجازتها ، فأخذها منه الموسيقار وعازف الكمان الأستاذ الراحل علي ميرغني لتلحينها، وفي بوابة الإذاعة تقابل الأستاذ وردي مع علي ميرغني ومحمد ميرغني، وقد كان يحمل نص النشيد الذي أخذه منه وردي فقرأه وأعجب به جداً، وقال لهما وردي أنا سأتغنى بهذا النشيد بعد تأليف لحن خفيف وفرائحي له، وبالطبع كان علي ميرغني يعرف قدرات محمد وردي في سرعة التلحين، فقال له طالما كان هذا النشيد قد أعجبك ولكن شاعره معلم شاب وله علاقة معرفة مع محمد ميرغني، فأنا أقترح أن تؤديه (دويتو) مع محمد ميرغني، والذي لم يمانع، فقبل وردي الاقتراح وأشرك معه محمد ميرغني في الأداء والتسجيل للإذاعة، ومن هنا عرفت الأجهزة والصحف والشعب السوداني اسم هذا الشاعر الجديد محجوب شريف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية