اجتماع (ساهر) بين "البشير" و "سلفاكير"
التأم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في وقت متأخر من ليل أمس، اجتماع مغلق بين الرئيس “عمر البشير” ورئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” بحضور رئيسي الوفدين “إدريس محمد عبدالقادر” و”باقان أموم”، ويواصل الرئيسان اجتماعات القمة صباح اليوم (الاثنين) بالقصر الرئاسي الإثيوبي، حيث من المتوقع ان ينضم إليها رئيس الوزراء الإثيوبي والوسيط الإفريقي “ثامبو أمبيكي”، وانخرط الرئيس الجنوبي “سلفاكير ميارديت” في لقاءات مع وفده المفاوضات، استمرت حتى وقت متأخر من عشية أمس فيما استمع الرئيس “البشير” إلى تنوير حول ملفات التفاوض كافة. وأكد الرئيس “البشير” عزم السودان المضي قدماً في تحقيق السلام والوصول إلى حلول حول القضايا كافة دون تنازل عن حقوق المواطنين السودانيين، بينما أكد مصدر حكومي أن الخرطوم قدمت التنازلات الممكنة كافة، وأن الكرة الآن في ملعب الجنوبيين.
وحسم المؤتمر الوطني الحاكم موقفه من قضايا النزاع مع دولة الجنوب، وقرر القطاع السياسي في اجتماعه أمس (الأحد) الموافقة على مقترح تكوين الإدارية المشتركة لمنطقة “أبيي” واستكمال مؤسساتها التنفيذية والتشريعية توطئة للشروع في (الاستفتاء) على تبعية المنطقة للسودان، أو الجنوب، ورفضت الحكومة المقترحات الخمسة الأخرى التي تقدم بها الوسيط الأفريقي “ثابو أمبيكي” وقال الدكتور “ربيع عبد العاطي” عضو القطاع السياسي لـ (المجهر) أمس إن الحكومة وافقت على خريطة أمبيكي وإضافة (14) ميل للمناطق الخمس المتنازع عليها بين الدولتين، على أن تتبع لسيادة السودان إلى حين الفصل في النزاع.
وكشف “ربيع” عن موافقة وفد الجنوب – شفاهة- على فك الارتباط مع الفرقتين التاسعة والعاشرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، لكن وفد السودان شدد على ضرورة إصدار قرارات جمهورية من حكومة الجنوب بإعلان فك الارتباط، وتسريح المقاتلين بالفرقتين التابعتين لقطاع الشمال، وجدد القطاع السياسي رفضه الحوار مع (القطاع) إلا بعد فك الارتباط مع دولة الجنوب.
وأوضح سفير السودان لدى إثيوبيا الفريق أول ركن “عبد الرحمن سر الختم”، في تصريحات عقب لقاء الرئيس “البشير” برئيس الوزراء الإثيوبي الجديد “هايلي ماريام دسالجين” أوضح أنه تم الاتفاق على أن يلتقي الرئيسين “البشير” و”سلفاكير” صباح اليوم بفندق شيراتون بأديس عقب اكتمال الترتيبات كافة،
لكن ” الشروق نت ” نقلت عن مصادر مطلعة في أديس، أن وصول البشير متأخراً إلى مقر المفاوضات هو السبب في تأجيل القمة التي كان مقرراً لها أن تبدأ في الساعة الحادية عشرة صباحاً، والتقى البشير بصالة كبار الزوارــ فور وصوله ــ رئيس الوفد الحكومي الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” واستمع إلى تنوير منه حول موقف ملفات التفاوض.
وتتجه الأنظار اليوم صوب قمة الرئيسين لطي ملفات التفاوض كافة بين البلدين بعد جولة مفاوضات ممتدة بين وفديهما.
وأكدت المصادر أن “سلفاكير” كان مقرراً أن يتوجه من أديس إلى العاصمة الأميركية واشنطن لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن تأخر القمة دفعه إلى تأجيل سفره إلى (الاثنين) .
وتوصل وفدا التفاوض من البلدين إلى اتفاق حول المسائل الأمنية كافة، ما عدا ملف الحدود الذي تقرر أن يتم رفعه إلى قمة الرئيسين لحسمه بصورة نهائية.
وقال سفير السودان بأديس في تصريحات صحفية إن “البشير” اجتمع، بالقصر الرئاسي فور وصوله أديس أبابا، برئيس الوزراء الإثيوبي الجديد “هايلي ماريام” وهنأه على توليه المنصب خلفاً للراحل ملس زناوي.
وأوضح أن “البشير” أكد لرئيس الوزراء الإثيوبي استعداد السودان التام للتعاون مع بلاده لتحقيق البرامج المشتركة
وأوضح سفير السودان أن الرئيس “البشير” قدم شرحاً لرئيس الوزراء الإثيوبي “هايلي ماريام” حول آخر تطورات الموقف في المفاوضات الجارية حاليا بأديس أبابا ، وقدم له موجزاً مركزاً عن موقف السودان من المفاوضات، وقال إن الرئيس تحدث بصراحة ومنطق واضح عن موقف السودان الثابت من هذه القضايا، وأن رئيس الوزراء الأثيوبي قد تفهم موقف السودان من هذه القضايا.
وفى السياق قالت مصادر، إن وفد جنوب السودان أبلغ الوسيط الأفريقي “ثابو أمبيكي” رسمياً، أمس (الأحد)، بموافقته على الخارطة التي طرحها من ست نقاط للتوصل إلى اتفاق حول أبيي، بينما لا يزال وفد الخرطوم يدرس في الخارطة.
ويقر مقترح الوساطة ــ الذي جاء في سبع صفحات ــ إجراء استفتاء لأبيي في أكتوبر من العام المقبل، لتقرر فيه قبائل الدينكا نقوك بجانب السودانيين الآخرين المقيمين بالمنطقة، إما الانضمام للجنوب أو الشمال.
وأوكل المقترح لمفوضية استفتاء أبيي، الذي أشار لتكوينها برئاسة الاتحاد الأفريقي وعضوين من السودان وجنوب السودان، مسؤولية تحديد من هم السودانيون الآخرون وفترة إقامتهم التي تحق لهم التصويت الواردة في قانون استفتاء المنطقة
وضم المقترح حسبما نقلت (الشروق نت) ضمانات قوية للمسيرية بالمنطقة على رأسها حق العبور والرعي، وقنن ذلك بالقوانين، بجانب منح المسيرية نسبة (20%) من بترول أبيي لمدة خمسة أعوام، وأعطى الدينكا نقوك (30%) من بترول المنطقة والدولة التي تؤول لها أبيي سواء الخرطوم أو جوبا نسبة (50%.)
وفى غضون ذلك أعرب وزير الخارجية “علي أحمد كرتي” قبيل توجهه إلى نيويورك عن أمله في أن يسفر اللقاء في تسوية كل الأمور العالقة بين شمال وجنوب السودان خاصة مع نهاية المهلة التي حددتها الأمم المتحدة وتابع بالقول: “نحن نؤمن بأن هذه الأمور يمكن أن يتم حلها ودياً بين الطرفين ”
ورافق “البشير” خلال الزيارة وفد مؤلف من مساعده العقيد “عبد الرحمن الصادق المهدي”، ووزير شؤون الرئاسة الفريق “بكري حسن صالح”، وواليا جنوب كردفان “أحمد محمد هارون” والنيل الأزرق اللواء “الهادي بشرى.”