الديوان

في عيد الحب…..شباب يحتفلون مع المسنين والمشردين ومع المنظمات الطوعية.

تقرير: نهلة مجذوب
اليوم الرابع عشر من شهر فبراير يعتبر في عرف البعض يوماً مميزاً للمحبين ليس كبقية الأيام، فهو يعرف بـ(عيد الحب) أو (الفالنتاين داي) .. ورغم محدودية الاحتفال بهذا العيد في مجتمعنا، إلا أن فئة معينة لا تزال حريصة على الاحتفال به، وتبادل الهدايا من الجنسين.
ويسخر آخرون كثر من الاحتفال بعيد الحب ما يوحي بأن مشاعر الحب الحقيقية النابضة من القلب المطلة من الروح والنابعة من القيم والأخلاق أصبحت غير موجودة عند كثيرين .. في ظل الانفتاح الذي طرأ على الحياة إجمالاً، وأصبح الحب كأنه أمر عادي بجانب الأوضاع الاقتصادية الضاغطة التي تجعل من أمر الاحتفال بهذا العيد مبعثاً للسخرية فكيف يمكن أن يحتفل طالب ثانوي أو جامعة أو موظف محدود الدخل مع من يحبها ويكون يوماً مميزاً تقدم فيه الهدايا أو دعوة لوجبة أو القيام برحلة ترفيهية فهذه كلها منصرفات تبدو صعبة المنال في ظل الظروف الصعبة وحملت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وكاريكاتيرات ونكات تقلل وتسخر من الاحتفال بيوم الحب هذا في وقت تظل المولات لها روادها من ذوي الطبقة الراقية المقتدرة كذلك المطاعم والكافيهات الساهرة .
سؤال طرحته المجهر على مجموعة من الشباب والفتيات الذين يعتبرون أكثر الفئات التي تحتفل بعيد الحب.. فبم ردوا؟
عدم اقتناع شبابي.
تقول إكرام طالبة طب بكلية ابن سينا إن الحب في ذاته قيمة إنسانية لمشاعر عظيمة حبا بها الله اثنين لتتوج بالزواج، سوى أنها قالت إنها غير مقتنعة تماماً بالاحتفال الخاص بعيد الحب في اليوم الذي ابتدعه القديس فالنتاين، وقالت يبدو أن مظهر الاحتفال به ليس جميلاً، ولأنه يظهر الناس مشاعر حبهم للآخرين في هذا اليوم بالذات لتبادل الهدايا لذا فهي لا تؤيده.
ويأتي رأي أسيل جعفر الطبيبة بأنها ترى الحب أمراً مهماً، إلا أنها أطلقت زفرات حرى مع من يحتفلن، وعادت وقالت إذا كان من أحبه يستحق الاحتفاء حقاً سوف أقدم له هدية.
الاحتفال ببرامج خيرية
وتقول رحيق وهي خريجة لغات وترجمة إنها لا تؤيد الاحتفال بعيد الحب، مبينة أنها عمدت منذ سنوات على أن تشارك في مثل هذا اليوم في برامج خيرية تقدم بحب للمحتاجين، وستكون اليوم مشاركة مع (منظمة شباب النجدة) في احتفالهم مع أطفال السرطان ومع منظمة أخرى باسم (بحب العشرة) بالخرطوم مبينة أن هذا عمل يحبه الله وجزاؤه الثواب، أما عيد الحب فأصبحت معروفة عواقبه الوخيمة التي تكلف الفتيات والفتيان كثيراً، وترمي بعضهم في كثير من المهالك وفيما لا يرضي الله والأسرة والمجتمع.
اما هند عبده موظفة تعمل بمؤسسة حكومية، توضح أن لديها اعتقاد في عيد الحب و عيد الأم نفسه، وقالت اعتبر إنها مشاعر معنوية تنساب دائماً للحبيب والأم والأب وغيره، ولا تحتاج لتحديد يوم، وتعتبر عيد الحب بدعة تصرف الكثيرين عن واقع مهم بأن الحب شيء دائم.
ويري سامر أحمد خريج هندسة لقد أصبح الحب أمراً رخيصاً في ظل الخيانة وتعدد العلاقات ونظرة الفتيات لأصحاب المال وترك من يحبونهم لظروفهم الخاصة ويمضي: لا يهمني يوم فلنتاين هذا، لأن التمسك بالحب وروحه والصبر على المحب من الطرفين أصبح أمراً صعباً، ويسأل لماذا لا أدري؟ وقال إنه لا يؤيد أي احتفال به ويعتبره لعباً ولهواً فقط.
من جهته أكد محمد حسن موظف أنه منذ سنوات كان يحتفي بيوم الفلنتاين، ويجتهد في توفير مبلغ لشراء هدية بسيطة لحبيبته التي كان يأمل في أن تصبح زوجة المستقبل ولكنها تركته، ومضى يقول: كنت أحرص على أن اشتري لها عطراً أو دمية دب (دبدوب)،يهديه لها بحياء داخل الجامعة أو في حديقة عامة، وأضاف: اختفت ملامح الاحتفال البسيط بعيد الحب وأصبحنا نسمع عن حفلات وبرامج صاخبة، ولكن فئة معينة تقوم بذلك، وبالتأكيد أي شيء يفضي لتجاوز الخطوط الحمراء ولحدود الدين والعرف غير مقبول ولابد أن نتجنبه.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية