نائب رئيس نادي الموردة العاصمي "حنان خالد عبد الوهاب": أؤمن بالعلمانية وأصوم (الاثنين) و(الخميس)
“حنان خالد” عضو باتحاد سيدات الأعمال السودانيات، وأيضاً قيادية بحزب الوسط، ونائب رئيس نادي الموردة العاصمي.. في عقدها الرابع بشباب وحيوية العصاميين.. من حي الموردة بملامح أفريقية.. تركب عربة سريالية سوداء غامضة، وتدير أعمالها من باريس إلى الخرطوم وجوبا، وتتحدث اللغة العربية بطلاقة أهل أم درمان مع إنجليزية ممتازة ومثلها فرنسية وبولندية.. متزوجة من فرنسي ولها منه ثلاثة أولاد “فرانسوا”، “ميشل” و”توماس”.. صاموا معها آخر رمضان وتهجدوا أواخره، وحالياً متزوجة من سوداني.. وتقول “حنان”: أنا ست بيت وممتازة في المطبخ، ونفت أنها التقت “عبد الواحد محمد نور” بباريس.
{ من هي “حنان”؟
– أنا “حنان خالد عبد الوهاب”.. من مواليد أم درمان (وكمان) من مواليد حي الموردة.
{ لكن هذا لا يكفي لقارئ يتطلع أن يعرف تفاصيل أمثالكم من القيادات البديلة إن صح التعبير؟
– ذهبت إلى بغداد بعمر الـ (16) عاماً.. دخلت حزب البعث وخرجت منه بعد حصولي على البكالوريا.
{ لماذا كانت بغداد البداية والبوابة لأوروبا؟
– فقط لأن أهلي هناك.
{ كل شيء مهم حصل في بولندا.. صحيح؟
– درست الجامعة والماجستير هناك.
{ هل الحياة سهلة وعادية لفتاة سودانية في (بوزيان)؟
– حاولت الاعتماد على نفسي وفتحت (كشك بيرقر) في الجامعة، واستأجرت سيدة بولندية لإدارته.
{ وأنت (بت من بنات أم درمان)؟
– أكثر من ذلك، استوردت عربات (سكند هاند) من بلجيكا من قرية روسيلاري، وأسست شركة (اسكو).
{ هناك في (بوزيان) كنت أفريقية أكثر من عربية؟
– طبعاً، وتزوجت من رجل فرنسي وأنجبت منه ثلاثة أولاد “توماس، ميشيل وفرانسوا”.
{ تزوجتِ من مسيحي فرنسي (دا غلط كبير)؟
– أبداً الراجل يا أخوي أسلم، وبكيت حينما نطق بالشهادتين أمامي، فعلاً كانت لحظة عجيبة.
{ ترك الملذات من أجلك؟
– طبعه طبع مسلمين، لا يدخن ولا يشرب. وأكتر من كدا، أختي تزوجت من فرنسي وأسلم، وأخوي طبيب تزوج أوكرانية وأسلمت.
{ وراء كل عظيم امرأة.. أليس كذلك؟
– بل قل مع كل رجل عظيم امرأة.
{ ولكن أسماء الأولاد ما زالت مسيحية.. ليه؟
– (دا الغلط الكبير).. والإسلام نزل في جزيرة العرب لكنه لم ينزل للعرب فقط، والاسم لا علاقة له بنوع الدين، ودي عصبية غير مبررة.
{ أنت تميلين للعلمانية حسب ما أفهم حتى الآن؟
– أنا أؤمن بالعلمانية وأصوم كل (اثنين) و(خميس).
{ كيف كانت حياة الآباء بأم درمان؟
– كنت محظوظة ولدت في عائلة (OPEN MIND) ومحترمة، كان أبي مدرب ملاكمة ويناديني حتى مماته بـ (حنان الدنيا كله)، تربينا في الحوش الكبير وكبرنا لنكتشف أن (ناس فلان) هم جيران وليس أعمامنا كما كنا نظن.
{ ما هو الشيء الراسخ من تلك الأيام؟
– درس العصر في مدرسة الأولاد.
{ هل كنت تقرأين كتب الأدب؟
– اقرأ كتب السيكولوجي وقليلاً من الأدب.
{ ما رأيك في عقوبة الجلد المدرسية؟
– ليست إنسانية، وبدل أن نقهر الطفل يجب أن نعلمه الحوار والنقاش.
{ هل قرأت السيرة النبوية؟
– طبعاً بالتأكيد، وأحب الأقوياء سيدنا “عمر بن الخطاب” و”خالد بن الوليد”.
{ ما هو نوع حضورك لحصة التربية الإسلامية (كتلميذة)؟
– كنت أعشق السيرة النبوية وأبكي، كنت أظن أن مكانة المرأة في الإسلام مهضومة.
{ بعد داك عرفت الحقيقة؟
– الإسلام يكرم المرأة ولكن التنظير المتأخر خلط كثيراً من الأمور.
{ ما هو الفرق الواضح بيننا وأوروبا؟
– هم مثال للصدق والأمانة واحترام الآخر.
{ وبالتالي عندك كلام في الحرية؟
– كل شي في الدنيا عنده حدود.
{ ما هو رأيك في تربيتنا السودانية؟
– تربيتنا صحيحة.
{ أنت قيادية في حزب الوسط وبنادي الموردة العاصمي.. ما هي علاقتك بالريف؟
– للأسف ضعيفة جداً وأنا أخجل من هذه الحقيقة.
{ هل تزورين الجيران بحي الموردة؟
– علاقاتي الاجتماعية ضعيفة بحكم عملي.
{ إذا كنت في إجازة للريف الفرنسي فأي ريف تختارين؟
– بصراحة اختار الذهاب إلى فرنسا لزيارة أولادي.
{ والريف السوداني؟
– أنا صادقة مع نفسي وأمينة معاك.
{ الرجال قوامون على النساء؟
– إحساسي العميق أننا متساوون، ولكن معايير الفهم هي المشكلة.
{ بأية بطاقة وهوية تعيشين في أوروبا.. أفريقية أم عربية؟
– أنا احترم شقي الأفريقي وشكلي الأفريقي.
{ أيهما في الروح يسكن: باريس أم الخرطوم؟
– باريس جميلة، لكن الخرطوم أحلى بأهلها.
{ متى بدأت المداومة على أداء فريضة الصلاة؟
– من الابتدائية (وقت بوقت).
{ هل وقفت مع بناتنا الفرنسيات في قضية ارتداء النقاب في الأماكن العامة؟
– في ذلك الوقت لم أكن بباريس.
{ أنا أدعوك للحجاب؟
– أرفض الدعوة، لأنني أعرف علاقتي بربي (كويس جداً).
{ هل ترتدين الثوب السوداني؟
– التوب زي جميل، لكنني لا أستطيع حمل (9) أمتار معي للعمل.
{ متى تبكي “حنان خالد عبد الوهاب”؟
– بكيت صبيحة العيد على نعمة صيام أولادي رمضان والتهجد معي بأم درمان، وكان الناس يسألون: من هؤلاء الخواجات.
{ وأيه حكايتك مع نادي الموردة؟
– أنا من الموردة، وكان أبي يبكي في حالتين فقط: هزيمة (الموردة) وإذا غنى “وردي” (يا شعباً لهبت ثوريتك).. الموردة عشقنا وبيتنا الكبير.. ولعلمك الكحلي والأحمر شعار الكلية الحربية؟
{ هزائم الفريق كثيرة جداً وأصبحت هي الأساس.. ليه؟
– لأسباب كثيرة جداً، ونحن لجان تسيير وجدنا الخراب ولم نكن جزءاً منه، والآن بدأنا في تصحيح المسار.
{ ما هي إنجازاتكم حتى الآن؟
– النجيل أخضر كالكريستال، ونسوان الموردة دخلن وشاهدن كل شي (زغردن وبكن).
{ لماذا تأخر كل هذا ونادي الموردة قديم وكبير؟
– لن نرجع للوراء، والآن جهاز الأمن والمخابرات الوطني تبرع بالإنارة الكاملة.
{ كيف يدير مجتمعنا حواره العام؟
– الاختلاف سيد الموقف، لكن في صينية الغداء كلنا أمة واحدة.
{ تقصدين اللمة على الطريقة السودانية؟
– بالضبط تمام التمام.
{ بخلفية (كشك) بولندا.. ما رأيك في البيزنس السوداني؟
– عاوزين الثراء السريع ولا يعرفون أنه بيزنس فيه أخلاق وقيم.
{ ما هي علاقتك بالتصوف؟
– جيدة، لأنهم يتسامحون مع الآخر أياً كان وضعه وشكله.
{ والأخوة السلفيون؟
– ليس من شأني الحكم على الآخرين، وأحترم أية وجهة نظر أخرى مغايرة لما اعتقد.
{ هل الشعب السوداني ديمقراطي؟
– أبداً.. أبداً.
{ ما هو موقفك من الفيلم الأمريكي الذي يسيء لرسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)؟
– تعريف العقيدة في الغرب مختلف عما نفهمه، وكان ينبغي لنا أن نرد بعمل فني يُفهمهم الحقيقة الغائبة عنهم.
{ المرة دي أمريكا غلطانة يا “حنان”؟
– الدين مليء بالإنسانية ويجب أن نعلمهم عظمة نبينا الكريم بالطريقة التي تفيدهم، لفهمنا بصورة أفضل.
{ رأيك الأخير شنو؟
– (It’s not my business)
{ الموردة متعة وراحة ضمير؟
– لا أعرف مصدر الكلام، وما أعلمه أننا أهل فرحة وبهجة.
{ ما رأيك في الرجل السوداني؟
– من أعزّ أصدقائي.
{ أقصد الرجل كزوج؟
– لا ينفع معي كزوج.
{ ليه.. ليه.. ليه؟
– لأنه غير متصالح مع نفسه.
{ والمرأة السودانية؟
– ضعيفة.. ضعيفة.. ضعيفة.
{ المرأة تحتاج للحماية المعنوية من الرجل؟
– أنا لا أحتاج هذه الحماية رأيك شنو؟
{ بالبلدي دي قناعات غريبة ويجب احترام التقاليد.. مش كدا؟
– هي مُش حماية، بل تآلف مشترك.
{ ما رأيك في الآية الكريمة (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)؟
– دي قناعاتي.
{ أنت فشلت في زواجك الأول؟
– أنا سعيدة ومافي شيء كامل.
{ هل ذهبت للحج.. أو العمرة في رمضان؟
– عندي النية أنا وأولادي.
{ أنت سيدة أعمال سودانية.. ما هي ملامح سيدة الأعمال عندنا؟
– اشتركت في عدة مؤتمرات ووجدت أن نسوان المؤتمر الوطني يسيطرن على الموضوع.
{ أحك لينا حكاية؟
– ذات مرة اتصلت الأخت “سامية شبو” وأخبرتني أن الرئيس سيزورنا في مقر اتحاد سيدات الأعمال وطلبت مني ارتداء الثوب السوداني، رفضت وجئت بالملابس التي اعتدت ارتداءها أمام أهلي.
{ هل سبق أن قابلت السيد الرئيس؟
– نعم، وقمت وعرفت بنفسي، مشروعاتي، شركاتي وآمالي، وأثناء الخروج وقف عندي السيد الرئيس تحدث لي وقال: إننا نفتخر ببنات السودان من أمثالك، وكان بصحبتي أولادي وعبروا عن اندهاشهم، وقال لي “توماس”: أريد قفطان مثل قفطان الرئيس وكان يقصد الجلابية.
{ السودانيون في بولندا؟
– يا سلام.. يا سلام.. يا سلام.
{ عندك حكاية تثبت؟
– كان في الأردن واحد سوري وبجواره في غرفة المشفى شاب سوداني، وطلب منه السوداني أن يخرج ويطلب من أي سوداني يقابله يسلمه الروشتة، فضحك الشامي لأن ما سمعه تحقق.
{ عفواً نفس القصة تحكي في مشفى سعودي ويمني؟
– أنا أعرفه (السوري) اسمه “أبو عمر درويش” عنده مصنع كوابل ومصنع تعدين بالنيل الأزرق.
{ برأيك كم تبلغ درجة قبول المجتمع لـ”حنان خالد”؟
– من سلام أهلي وأعمامي، أنا مقبولة وسط أهلي؟
{ كشك بولندا؟
– أجمل البدايات.
{ وحزب الوسط؟
– جمع كل قناعاتي وأتمنى إنجازاً سياسياً.
{ ما الشيء الذي اكتمل في أوروبا ومستحيل في السودان؟
– الديمقراطية.
{ مَن مِن أولادك الأكثر سودانية؟
– “فرانسوا” (100%) سوداني.
{ تضحكين على من؟
– أضحك على أحد مسؤولي الاستثمار بأحد البنوك، في اجتماع دعانا إلى (الفطور) فقلت أنا صائمة، فقال لي: إنت بتضحكي على مين؟
{ الشاعر الكبير “هاشم صديق” خالك.. كيف تبدو حياته من قريب؟
– يقولون إنه زول خلافي، وأقول العكس دمعته قريبة.
{ والأخوة الجنوبيون؟
– أحبهم جداً وإيمانهم بدولة الشمال أقوى من دولتهم.. والجيران وطيبتنا أشياء فقدوها.
{ “حنان” التقدمية؟
– أهلي فاهمنّي وما لي غرض بالنميمة والكلام الفارغ.
{ جربتِ الفشل؟
– لا أتحمله إطلاقاً.
{ المرأة إن بقت فأس لا تكسر الرأس.. رأيك يا “حنان”؟
– دا الكلام الفارغ ذاتو.
{ وناس المؤتمر الوطني؟
– البلد دي ما حقت المؤتمر الوطني.
{ اكتبي تحت هذا العنوان أية عبارة ترغبين (سيكولوجية الإنسان المقهور)؟
– بكلامنا الأم درماني الظلم الله ما ضوقك ليهو.
{ رأيك في البنات التقدميات؟
– ضدهن بشدة، لأنهن يفهمن خطأ روح التقدم، وهن منفتحات على الفراغ.
{ نرجع لحزب الوسط.. ما الذي تريدون إضافته للساحة السودانية؟
– الوسط هو التوازن، وأهل الطبقة الوسطى أسمى ما نريد تحقيقه مع آخرين.
{ هل ذهبت إلى باريس لملاقاة “عبد الواحد محمد نور”؟
– لم أقابله.