عندما التقى الرئيسان “البشير” و”السيسي” في العاصمة الإثيوبية على هامش قمة الاتحاد الأفريقي يومئذ والتقى الاثنان معاً برئيس الوزراء الإثيوبي “هايلي ماريام ديسالين”.. كتبنا هنا نقول: (كسروا الحاجز وما ينتظر أكثر..) .. ولم يكن ذلك بعيداً عن التطلعات والمؤشرات يومها كانت تقول بذلك. ثم اكتملت الصورة يوم (الخميس) الماضي، عندما التأمت في القاهرة اللجنة الرباعية برئاسة وزيري الخارجية في البلدين ومديري جهاز الأمن والمخابرات في البلدين أيضاً وكان لهذه اللجنة تبعاً لما جاء في مؤتمرها الصحفي وبيانها الختامي منتج جدير بالاهتمام والوقوف عنده على الصعيد الثنائي في العلاقات بين مصر والسودان والصعيد الثلاثي بينهما والدولة الإثيوبية الجارة السودانية وصاحبة (سد النهضة) الذي تعنى به أكثر جمهورية مصر العربية.
في العلاقات بين السودان ومصر وقد كان بينهما ما كان ولا يزال.. فقد كان من المؤشرات الإيجابية (منع التراشق الإعلامي بين البلدين) وهو الذي كانت له آثاره السالبة على العلاقات بين البلدين.. وصدوره من لجنة على هذا المستوى، وكانت بتوجيه من الرئيسين المصري والسوداني في لقائهما بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا يعني أن القرار ستكون له فاعليته.
وأكثر من ذلك هنا أن اللقاء المشترك بين الرئيسين المصري والسوداني سيكون هذه المرة في العاصمة (الخرطوم) بعد أن كان قد تم من قبل في القاهرة وأخيراً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ليس ذلك فحسب بل إن البيان الختامي للجنة الرباعية في القاهرة بين البلدين كان قد اشتمل على ماله قدر عال من الاهتمام والتركيز وهو :
تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
وليس التنافر والعداء كما كان يحدث من قبل على الحدود بين السودان والجماهيرية الليبية والسودان ودولة جنوب السودان، وأخيراً في الحدود السودانية الاريترية الذي حرك موجة العداء أكثر مما كان عليه الحال من قبل .
نقاط أخرى اشتمل عليها البيان الختامي للجنة وزيري الخارجية ومديري الأمن والمخابرات في البلدين (جمهورية السودان وجمهورية مصر العربية) هو تحسين وتطوير العلاقات مع الجارة إثيوبيا وذلك عبر:
{ تعاون ثلاثي للتنمية والمشاريع المشتركة
{ وصندوق ثلاثي مالي ومشاريع ربط كهربائي وبنى تحتية.
ذلك فضلاً عن تعاون إقليمي بخصوص ما تم الاتفاق عليه في القمة الثلاثية بين الرؤساء في إثيوبيا والسودان ومصر.
وثمة أمور أخرى ما تزال عالقة ولها مكانها في ملف العلاقات بين البلدان الثلاثة غير الأمر متروك – إن جاز التعبير – للقمم الرئاسية إلا أن في ما تم وجرى على الصعيد الدبلوماسي والأمني المخابراتي يُعد كسراً للحاجز وزيادة، فرحلة ألف ميل تبدأ بخطوة.. وبالله التوفيق..