الديوان

الشيخ محمد سيد حاج…حكاية داعية أحبه السودانيون

كان يدعو الناس بالطرافة والعذوبة وحلاوة المنطق

الخرطوم- المجهر
الشيخ محمد سيد حاج من مواليد حلفا في 21 مارس 1972 بمدينه حلفا الجديدة القرية 12، أشكيت، وتنقل في مراحل التعليم من خلوة الحاج يوسف ثم مدرسة الحاج يوسف شرق الابتدائية- الأميرية حلفا الجديدة المتوسطة-الطبري الثانوية حلفا الجديدة.
ثم التحق الشيخ بكلية الشريعة جامعة أم درمان الإسلامية، وفي أيام الدراسة كان هنالك بعض النشاط له في الجامعة، وكان يتكفل بالرد على الأحزاب العلمانية وأصحاب المدارس التجديدية .. ثم تخرج في الجامعة عام 1998 ثم أكمل التعليم العالي ونال الماجستير وكان يعد رسالة الدكتوراه بعنوان (إنفرادات ابن تيمية الفقهية عن الأئمة الأربعة)
النشأة الدينية :
كانت بداياته الدينية قبل التعليم الأساسي، حيث أخذه والده إلى خلوة الحاج يوسف لتحفيظ القرآن الكريم، ثم كان عليه تأثير قوي من أحد أساتذته في المدرسة الابتدائية، وهو الأستاذ عبد الحي كوبيل في العقيدة وإقامة الصلوات في أوقاتها.
بدايات العلم الشرعي : كانت في مدينة حلفا مسقط رأسه، وكان في الصف الثاني المتوسط، وكان من أبرز علمائه
الشيخ عبد الرحمن أبو زيد محمد حمزة – خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
الشيخ محمد عبد الله الحاج – خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة، وكان إمام مسجد أنصار السنة بحلفا الجديدة.
كان أول وقوف له أمام الناس واعظاً في الصف الثاني المتوسط، وكانت الموعظة بعنوان الدار الآخرة.
ثم في عام 1990 كان يتحدث في مسجد القرية بعد صلاة المغرب، وفي نفس العام خطب أول جمعة له في نفس المسجد، وبعد ذلك خطب في مسجد السوق بمدينة حلفا
وفي المرحلة الثانوية أقام منبراً للنقاش و الحوار مع الطلاب، كان يطرح فيه الدعوة السلفية، و يرد على الشبهات، ويتناول بعض التنظيمات المنحرفة وسط الطلاب .
مؤلفات الشيخ :
– الحروب الصليبية بين الأمس واليوم
– الحسبة مسؤولية الجميع
– فقه الائتلاف
– حكم الاحتفال بالمولد النبوي
– لماذا لا التزم ؟
– رمضان فضائل و آداب وأحكام.
كان يتصف بسرعة بديهة وحدة ذهن وتوقد قريحة، مع دعابة وطرفة جعلت الناس يحبونه ويسعون إلى مسجده في كل جمعة، ويتحلقون في دروسه، حيث كان لسلاسة أسلوبه وعذوبة عرضه وحلاوة منطقه أثر في ذلك، قال عنه الشيخ عبد الحي يوسف:  كان الشيخ وصولاً للناس في أفراحهم وأتراحهم، ساعياً بينهم بالإصلاح والخير، ولا زلت أذكر حين عرض عليَّ خبر فتاة بينها وبين أهلها خلاف في شأن زواج تحرص عليه، وأهلها لا يريدون، لاعتراضهم على الرجل الذي تقدم لها، فاعتذرت إليه بأنني لا أدخل في هذه الأمور، ولم يزل ـ رحمه الله وغفر له وجزاه خيراً ـ يلح عليَّ ويفتل  لي في الذروة والقارب حتى ذهبت معه إلى بيت أهلها، ومكثنا معهم حيناً من الليل نحاورهم، ومعهم فتاتهم؛ ثم بعد ذلك ما زلت أسأله عن أخبارها كلما لقيته، فيحكي  لي ما حدث من أمرها، مما يدل على أنه تابع واستقصى وما ملَّ ولا كلَّ

ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺋفه
ﺍﻟﻨﺎﺱ في ﺍلشهواﺕ ﻳﻨﻘﺴﻤﻮن ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ، ﻧﻮﻉ (ﺑﺘﺎﻉ ﻧﺴﻮﺍﻥ) ﻭﻧﻮﻉ (ﺑﺘﺎﻉ ﻗﺮﻭﺵ) .. ﺑﺘﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﻮﺍﻥ ﺩﺍ ﻟﻮ ﺃﺩﻳﺘﻮ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺟﻨﻴه ﺣﺮﺍﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻚ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺑﺎكل حرﺍﻡ، ﻟﻜﻦ ﺩﺍ ﻣﺰﺍﺟﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺍﺕ “ﻃﺮﺣﻪ ﺳﺎﻱ ﺗﺠﻬﺠﻬﻮ “ﻭﺍﻟﺜﺎﻧي ﻣﺎ ﺑﻌﺎﻳﻦ ﻟﻠﻨﺴﻮﺍﻥ ﻟﻜﻦ ﺟﻨﻮ ﺟﻦ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭﺍﺕ.
ومن طرائفه: ﻗﺎﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺠﻴﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺷﻨﻮ .. ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻴﻪ ﺣﺮﺍﻡ، ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻚ ﺣﺮﺍﻡ ﻛﻴﻒ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻛﺪﻱ ﻣﺎ ﺗﺸﻮﻑ ﻟﻴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﻗﺔ .. ﻗﺎﻝ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻴﻪ ﺃﺷﻮﻑ ﻟﻴﻚ ﻓﺮﻗﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺷﻐﺎﻝ ﺑﺒﻴﻊ ﻓي ﺍﻟﺴﻮﻕ؟

ويحكى عنه من الطرائف أيضاَ: ﻗﺎﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺠﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻪ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﺩﻱ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺷﻨﻮ؟
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺣﺮﺍﻡ ﻛﻴﻒ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ …
ﻳﺨﻠﻴﻪ ﻳﻤﺸﻲ ﻟﻰ ﺷﻴﺦ ﺗﺎﻧﻰ ﺑﺮﺿﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﺎﻧي ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ
ﻳﺨﻠﻴﻪ ﻭﻳﻤﺸﻲ ﻟﻰ ﺷﻴﺦ ﺛﺎﻟﺚ ﺑﺮﺿﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ …
ﻳﻤﺸﻲ ﻟﻠﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺩﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻪ ﺣﻼﻝ ﻭ ﻳﺠﻮﺯ، ﻗﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻚ ﺑﺲ ﺩﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻻ ﺑﻼﺵ.
وفاته..
توفي الشيخ محمد سيد حاج يوم السبت 10 جمادى الأولى 1431 هـ، الموافق 24 أبريل 2010م إثر حادث مروري على طريق القضارف – الخرطوم حوالي الساعة الواحدة ظهراً، وقد كان في طريقه لتقديم محاضرة بمسجد جماعة أنصار السنة المحمدية بمدينة [دوكة] بولاية القضارف، وكان الحادث عند منطقة القدمبلية قبل وصوله مدينة القضارف.. تم نقله إلى مستشفي مدينة القضارف وكان يعاني من كسور وإصابات بليغة، ثم توفي في الساعة الواحدة ليلاً بالمستشفى؛ نقل جثمانه على متن مروحية خصصتها له رئاسة الجمهورية ليدفن بالخرطوم بعد خلاف بين جماهير الشيخ على مكان دفنه، حيث أوصى الشيخ قبل موته أن يدفن حيث قبضت روحه، إلا أن الأغلبية آثرت نقله إلى الخرطوم على خلاف وصية الشيخ؛ احتشد أمام مسجد الشيخ في صباح الأحد آلاف المصلين والجماهير لتشييع الشيخ إلى مثواه الأخير، حتى امتلأت الساحة الأمامية للمسجد وأغلقت الطرقات المجاورة للمسجد بالمشيعين؛ تقدم للصلاة عليه الشيخ أبو زيد محمد حمزة، فخالفوا وصية الشيخ مرة أخرى، حيث أوصى أن يصلي عليه الشيخ كمال الدين الزنادي أو الشيخ إبراهيم ميرغني؛ حضر الصلاة قطاع كبير من كبار مسئولي الدولة ورجال الأعمال على رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه آنذاك علي عثمان محمد طه؛ دفن الشيخ بمقابر شمبات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية