نقاط في سطور
{ حادثة فردية مسرحها مدينة كسلا.. شجار بين أحد منسوبي قوات الدعم السريع وشاب من المدينة.. أدت المشاجرة لإطلاق نار من قبل منسوب قوات الدعم السريع وإصابة الشاب وفتاة بجروح، نقلا على إثرها للمستشفى وفتح بلاغ جنائي في مواجهة الفرد الجاني.. ولكن الحادثة الفردية استغلها المعارضون لوجود قوات الدعم السريع والمتربصون بها والمتصيدون لأخطاء أفرادها بشن حملة مسعورة ضد شباب الدعم السريع الذين هرعوا لحماية الحدود الشرقية من أطماع الأجنبي، وبمجرد وصولهم لحدودنا الشرقية تراجعت الأعمال العدائية ولزم كل متمرد وأجنبي قواعده.. وبدلاً عن الثناء والتقدير لدور قوات الدعم السريع أخذ البعض ينهش في عظمها ويأكل من لحمها لشيء في نفوس هؤلاء الشائنين، الباحثين عن أخطاء الأفراد وتحميلها للمؤسسة التي تنافح عن السودان وأمنه.. ولكن مجرد وجود قوات الدعم السريع يثير غضب البعض وغيرة آخرين، لذلك يهاجمون قوات الدعم السريع ويتربصون بها.. ويتصيدون أخطاءها الصغيرة ويجعلون منها مهدداً للمجتمع.
وإذا تحدث قادة الدعم السريع اتخذ البعض من حديثهم هزواً وحرفوا الكلم، ولا تجد قوات الدعم السريع الحماية القانونية التي تحظى بها كل القوات النظامية، رغم أن الدعم السريع اليوم هي من يتصدى للتمرد في كل مكان وترفع راية السودان خفاقة في حرب اليمن.. وتحارب تجارة البشر.. وتهريب السلع وتحفر آبار الماء وتشيّد الطرق وتحمي العرض وتسهر لينام المواطنون آمنين.
{ رغم أن أغلب القوى السياسية تطالب بالنظام الفيدرالي ومن أجل الفيدرالية حملت الأطراف السلاح مناهضة للنظام المركزي الذي يسلب السلطات من المحليات والولايات ويجعل (رفع طوبة) من شارع دنقلا يتم بقرار من المركز، والتصديق بطاحونة في تالودي من سلطة وزارة التجارة والتموين في الخرطوم، وأخذت الإنقاذ على عاتقها تطبيق الحكم الفيدرالي وشعر الناس بقيمة المشاركة في السلطة، وأصبح أبناء المزارعين والرعاة حكاماً في مناطقهم وبعث الحكم الفيدرالي الرضا، وخفت صوت البندقية.
لكن منذ إلغاء حق الولايات في انتخاب ولاة أمرها بدأت الحكومة المركزية في التراجع عن الفيدرالية والعودة بمنهج ناعم للمركزية القابضة.. المال في الخرطوم والتعيين من الخرطوم والإعفاء من الخرطوم.. وحتى الأراضي حاولت الخرطوم جعلها سلطة خاصة بها بزعم وادعاء تنظيم وتشجيع الاستثمار.. والتراجع عن الحكم الفيدرالي قد يحقق للمركز قبضة صارمة.. وسيطرة مطلقة، والمجيء بولاة ووزراء ومعتمدين في الولايات (ضلولين) طائعين يسبحون بحمد أولياء نعمتهم وسلطتهم في الخرطوم، لكنهم يفتقرون إلى السند الجماهيري.. وحينما تبحث الخرطوم في يوم ما عن الجماهير تجدها قد انفضت ووضعت على آذانها سماعات تحجب عنها الصوت ونظارات لتعتيم الرؤية.. فما جدوى المركزية بعد الفيدرالية يا سادتي الكرام؟
{ طار إلى القاهرة أمس وزير الخارجية “إبراهيم غندور” ومدير جهاز الأمن الوطني الفريق “محمد عطا”، من أجل رد التحية بأفضل منها، إلى القاهرة التي زار رئيسها “السيسي” المشير “البشير” في إثيوبيا بمقر إقامته.. والزيارة التي ينتظر أن تطوي كثيراً من الملفات العالقة وتعيد للعلاقات السودانية المصرية (عقلها) وتجنب البلاد مزالق الخوض في معارك لا تزيد البلدين إلا خسراناً مبيناً، يجب النظر لهذه الزيارة بعين التفاؤل خاصة وأن “غندور” و”محمد عطا” يمثلان أرفع المواقع ذات الصلة بالأمن والسياسة في السودان، وقد تفتح الزيارة أبواباً لتفاهمات عميقة تتجاوز حالة الاحتقان الحالية ومظاهر التراشق الإعلامي والأذى المتبادل الذي لم يخسر منه إلا الشعب المسكين في البلدين.