رأي

مراكز الشعيرية والصلصة!!

نجل الدين ادم

قبل أيام قليلة كتبت في هذه المساحة عن أهمية الزيارة التي سجلها النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء الفريق أول “بكري حسن صالح” لبعض مراكز البيع المخفض بولاية الخرطوم، للاطمئنان على توفير السلع الأساسية للمواطن بأسعار معقولة، وركزت على أن الزيارة رغم أهميتها إلا أنها كانت ستحقق نتائج أفضل لو كانت مفاجئة دون سابق إنذار لمديري هذه المراكز أو معتمدي المحليات، وفي ذلك كنت أخشى من تلاعب هذه المراكز في المعروض وفي الأسعار والأصناف المطروحة، مؤكد أن المواطن لديه قائمة سلعة معينة هو في حاجة مستمرة لها، فإذا ما وجدها فإنها حتماً ستخفف عليه وطأة الأسعار.
لم يخب ظني في ما كنت أخشاه، فقد أثبتت جولة ميدانية نفذتها الزميلة بالصحيفة “هبة محمود” بعد يومين وتم نشرها في عدد الصحيفة ليوم أمس، عندما لم تجد في المركز سوى الشعيرية والمكرونة والعدس والصلصة وأخرى، ولم تجد في المقابل أثراً لسلعة السكر محبوبة السودانيين، ولا الدقيق ولا الزيت!
فيبدو أن التجار وعند زيارة سعادة النائب الأول، قاموا بجلب بعض جوالات السكر والزيت والدقيق، فكان كل شيء أمامه تمام التمام، ولكن ما أن غادر، سيطرت الشعيرية والصلصة على مشهد المركز المخفض، تخيل وأن هذا هو الحال، ما الفائدة كما قال أحد زوار المركز من المواطنين للمحررة، من مراكز لا توفر ما يطلبه الجمهور، وما معنى أن يشتري كيس شعيرية بمبلغ (9) جنيهات، في مقابل (10) جنيهات في أقرب بقالة!!
أما الملاحظة الثانية والأهم المراكز على عدم جدواها كما ذكر البعض من الزائرين، هي محدودة وتوزع على مواقع جغرافية بعينها ولا تنتشر في الأحياء أو الحارات، وهذا يكلف الكثير من المواطنين عنت الوصول، بجانب الكلفة المالية للمواصلات وربما كان فرقها أكبر من لو أن الشخص قام بالشراء من أقرب دكان في الحي.
هذه المراكز تحتاج لإعادة صياغة وتحتاج لمصداقية لتكون ذات جدوى فلا معنى أن نتحدث عن تخفيف أعباء، والأعباء هي سيدة الموقف، ليس هناك من فارق كبير في السعر بين ما تطرحه هذه المراكز ودكاكين الإجمالي في الأسواق، ما يعني أن سلطات الولاية ليست بحاجة لمثل هذه المراكز ما لم تقدم خدمة حقيقية ترضي المواطن، والذي يريد سلعة أساسية بعينها، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية