تقارير

مابين أسواق البيع المخفض بالخرطوم .. ومحلات الإجمالي بالسوق المركزي !!

اختفاء السلع الأساسية عن المراكز وفوارق ضئيلة في الأسعار

مواطن : (بالله بلا مراكز بيع مخفض .. مفروض يعملوها كنيرة عشان فرق السعر ما ادفعو فرض مواصلات)
الخرطوم ـ هبة محمود
على الرغم من المعالجات الاقتصادية التي دفعت بها ولاية الخرطوم لمجابهة موجة الغلاء الطاحنة التي تشهدها الأسواق هذه الأيام، إذ تسجل السلع الاستهلاكية الضرورية ارتفاعاً في أسعارها بدرجة غير مسبوقة في أعقاب موازنة العام 2018، وذلك من خلال افتتاح مراكز البيع المخفض المقامة في الأحياء بأسعار مخفضة، إلا أنها أي ـ المراكز ـ لم تسهم كثيراً في انخفاض أسعار كثير من السلع مقارنة بأسعار الأسواق والبقالات، فيما غابت عن بعضها سلع أساسية أهمها سلعتا السكر والزيت، في الوقت الذي شكا فيه عدد من المواطنين من عدم توفر سلع مهمة، بينما فضّل بعضهم الشراء من الأسواق نسبة لفارق السعر الضئيل بحد شكواهم، والذي يتم صرفه على تعرفة المواصلات في الطريق لمركز البيع المخفض.
}مفارقات
جولة قصيرة لـ(المجهر) كشفت عن بعض المفارقات بين تلك المراكز وبين الأسواق في مقارنة بين مركز البيع المخفض بميدان المولد بالخرطوم والسوق المركزي الخرطوم، فداخل المركز كشف التاجر “محمود عبد الوهاب” عن توقف شركات الزيوت والشاي والصابون عن عرض منتجاتها بالمركز نسبة لارتفاع الأسعار، بعد أن طلبت منهم إدارة المركز عدم رفع السعر، وقطع بتذبذب سلعتي الدقيق والسكر وعدم انتظام وجودهما بالمركز نسبة لارتفاع الأسعار، وقال: أخطرنا إدارة المركز بارتفاع أسعار كثير من السلع، إلا أنهم طالبونا بالصبر، وزاد: بهذه الطريقة سوف تجابه مراكز البيع المخفض مشكلة ارتفاع الأسعار، لأنها بالتأكيد لن تعود بالمنفعة على التاجر.
بعيداً عن حديث التاجر “محمود” فقد كشفت الجولة عن وجود بعض السلع بسعر فارق واحد جنيه عن السوق والمحال التجارية الأخرى الموجودة بالأحياء المختلفة، على سبيل المثال منتجات نوبو (شعيرية ـ مكرونة ـ سكسكانية) فقد بلغ سعر عبوة الكيس داخل المركز (9) جنيهات، بينما يباع خارجه بـ(10)، الأمر الذي استنكره كثير من المواطنين، فيما ظهرت بعض المنتجات الأخرى بأسعار زهيدة وجودة قليلة، وفي الأثناء توجد بعض أنواع (الصلصة) المستوردة بأسعار أقل من الصلصة المحلية، نسبة لارتفاع أسعار الأخيرة وسيما (صلصة سعيد).
وقد دعت “منى عبد المعطي” (ربة منزل) كانت تتجول بالمركز، إلى ضرورة فرض الرقابة على الدكاكين بالأحياء، لافتة إلى غياب بعض السلع مثل الصابون عن المركز.
فيما يتعلق بالفواكه فقد قطع التاجر “أحمد يوسف” باختلاف الأسعار داخل المركز حسب النوع، مؤكداً على أن سعر دستة البرتقال يتراوح ما بين (25ـ 30) جنيهاً داخل المركز، بينما يوجد نوع آخر من البرتقال يباع خارجه بـ(50) جنيهاً، لافتاً إلى أن سعر كيلو العنب ودستة التفاح بلغ (140) جنيهاً خارج المركز، بينما يباعان داخله بسعر (100) جنيه فقط، مشيراً إلى التزامهم بالأسعار التي بدأوا بها العمل منذ أول يوم بالمركز.
داخل قسم الخضروات بالمركز رصدت (المجهر) تطابق بعض أسعار الخضروات بين المركز والسوق مثل خضار البامية الذي يباع بسعر (20) جنيهاً، في الوقت الذي تباع فيه بعض الخضروات بأسعار قليلة قد تصل للنصف مقارنة بالسوق، فكيلو الطماطم يباع بـ(6) جنيهات، بينما تتفاوت أسعاره خارجه بين (10) و(12) جنيهاً، أما البطاطس فيباع الكيلو بسعر (15) جنيهاً بدلاً عن (20) جنيهاً بالسوق، وهو الأمر الذي خلف عدداً من التساؤلات حول انخفاض هذه الأسعار داخل المركز، بينما تباع بأسعار مضاعفة خارجه، سيما أن التاجر” فتحي بحيري” أكد للصحيفة عدم وجود خسارة، لافتاً إلى أن الهم الكبير هو استقرار السودان، وقد طالب عدد من المواطنين بضرورة إحكام الرقابة على الأسواق، وأن مراكز البيع المخفض ليست حلاً ناجعاً للارتفاع الرهيب الذي تشهده الأسواق، سيما أن الوصول إليها من قبل بعض المواطنين يحتاج إلى وسيلة (مواصلات)، في الوقت الذي تشهد فيه نقصاً في أهم السلع الأساسية، على الرغم من تصريحات مدير عام قطاع الاقتصاد بمالية الخرطوم “عادل عبد العزيز الفكي” في وقت سابق، عن أن المعالجات ستتم لتخفيف العبء الناجم عن السياسات المالية والنقدية المصاحبة لموازنة العام 2018، مؤكداً أن الأسعار بالمراكز تقل بمقدار (15%) إلى (20%) من الأسعار السائدة في السوق.
وداخل السوق المركزي بالخرطوم، هاجم أحد المواطنين الذي طالب بتدوين اسمه بـ(سوداني)، مراكز البيع المخفض التي افتتحتها حكومة الولاية قائلاً: (بالله بلا مراكز بيع مخفض، المفترض يعملوها في كل مكان عشان الناس تصل ليها، لكن أركب مواصلات وأصل ليها، ما يجي من تعبها ساي) وذهب مغادراً.
بالقرب منه قطع التاجر “عز الدين خوجلي” بالسوق المركزي الخرطوم، عن عودة عدد من التجار من مراكز البيع المخفض عقب انتقالهم للبيع داخلها، مؤكداً أنه لا يوجد ما يسمى بالبيع المخفض.
وفي السياق كشف عن زيادة قاربت الـ(30%) لكثير من الأسعار في أقل من يومين، مرجعاً السبب إلى الهلع الذي أصاب المواطنين في أعقاب ارتفاع أسعار الدولار، ولفت لـ(المجهر) عن أن سلعتي الزيت والسكر أكثر السلع التي تواجه زيادة مستمرة في الأسعار، الأمر الذي خلق إحجاماً عن الشراء من قبل المواطنين بحد تعبيره.
وفي الأثناء وصف التاجر “عيسى الأمين” الزيادة في الأسعار بغير المبررة، مؤكداً على أن أسعارهم ومراكز البيع المخفض لا تختلف كثيراً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية