هل يمنع ارتفاع أسعار الخدمة الطبية العلاج عن ذوي الدخل المحدود؟

تقرير – فاطمة عوض
(هل يمنع ارتفاع أسعار الخدمة الطبية العلاج عن ذوي الدخل المحدود؟)، هذا التساؤل كان محور منتدى تنسيقي طرحه وزير الصحة “بحر إدريس أبو قردة” ووزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي “مشاعر الدولب” ومدير صندوق التأمين الصحي “طلال الفاضل”.
الندوة التي أقيمت، أمس (الاثنين)، بهذا الخصوص رسمت خارطة علاجية تستوعب الظروف الاقتصادية الراهنة. وكانت قضية الدواء وتصاعد أسعار الخدمة العلاجية وما هو المخرج من الأزمة لقضية مرتبطة بالفقر والعوز وعدم توفر بعض أصناف الدواء لطالب العلاج بالتأمين الصحي خاصة لذوي الدخل المحدود، كان محوراً أساسياً للنقاش، في تدشين قائمة أدوية التأمين الصحي للعام 2018- 2020 تحت شعار (لنجعل المؤمن عليهم محور اهتمامنا) بإعلان قائمة أدوية جديدة تخفيفاً لعبء العلاج في ظل الزيادة المتصاعدة للخدمة العلاجية وارتفاع تكلفة العلاج والدواء، ورسمت القائمة الجديدة خارطة علاجية تستوعب الظروف الاقتصادية الراهنة بإضافة (75) صنفاً لقائمة التأمين، مع ضمانات أن يجد كل حامل بطاقة الخدمة العلاجية ويحصل على الدواء دون معاناة.
(75) صنف دواء جديد لقائمة التأمين
أعلن الصندوق القومي للتأمين الصحي عن قائمة جديدة للأدوية تضم (75) صنف دواء جديد لتصل القائمة إلى (690) صنفاً تضم أدوية الأمراض المزمنة وأدوية الأطفال والنساء والتوليد والأمراض النفسية والمضادات الحيوية، وذلك عبر لجنة من كبار الاستشاريين والاختصاصيين وضعت القائمة بإدخال أدوية لم تكن موجودة وأدوية مرتفعة التكلفة حسب احتياجات المرضى، وأخضعت القائمة للمراجعة فيما تم سحب ثلاثة أصناف دواء واستبدالها بأدوية حديثة.
وأكد د. “طلال الفاضل” مدير عام الصندوق القومي للتأمين الصحي تطبيق القائمة الجديدة فوراً بعد تسليمها للإمدادات الطبية توطئة لتوزيعها في جميع الصيدليات التابعة للتأمين والمستشفيات والمراكز الصحية، بهدف تخفيف عبء التكلفة العلاجية، وأشار لارتفاع التغطية بالتأمين الصحي من (43%) إلى (66%).
{ “أبو قردة”: (مافي صحة بدون تأمين صحي)
أكد وزير الصحة الاتحادية “بحر إدريس أبو قردة” أهمية التأمين الصحي قائلاً (مافي صحة بدون تأمين صحي) باعتباره جزءاً أساسياً في الصحةـ وقال إن تمويل الصحة يهدف إلى ترقية التأمين والانتقال من العلاج التدريجي إلى التأمين الصحي، وأكد أن الدولة تصرف حوالي (113) مليون دولار في السنة للعلاج المجاني والعمليات القيصرية وعلاج الإطفال والكلى والسرطان، وكشف عن خطة للانتقال تدريجياً للتأمين الصحي، مشيراً إلى البدء بعلاج الأطفال دون الخامسة وتعميمه في الولايات. وقطع “أبو قردة” بأن تحديث الأدوية واختيار الدواء يتم عبر مختصين.
{ “الدولب” تطالب ببقاء تكلفة الدواء في التأمين دون زيادة
طالبت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي “مشاعر الدولب” بأن تبقى تكلفة الدواء في التأمين الصحي كما هي دون زيادة، وأعلنت توحيد قائمة أدوية ولاية الخرطوم مع القائمة القومية، وأكدت تحديث القائمة بأفضل الاختصاصيين لصالح خدمة المواطن.
{ آراء كبار الاختصاصين
وقال عضو اللجنة الفنية للدواء دكتور “عمر زايد بركة” إن تحديث القائمة يهدف إلى ترقية وتطوير حزمة الأدوية للمؤمن عليهم بتكلفة ميسرة للمستهلك، مع ضمان حسن الاستخدام لتحقيق النتائج المرجوة بجهد مشترك بين التأمين الصحي والمؤسسات الصحية بالولايات من المراكز الصحية المقدمة للخدمة، بدءاً من المساعد الطبي والطبيب العمومي والصيادلة والإمدادات الطبية والاتحادات والجهات النقابية وجمعية حماية المستهلك، وقال إن هذا الجهد تم بواسطة مجموعة كبيرة من الاختصاصيين والاستشاريين حيث تمت إضافة وتعديل كثير من الأدوية.
وكشف دكتور “علي بابكر حبور” اختصاصي طب الأطفال عن عقد ورشة لمناقشة وتنقيح القائمة للمرضى المنضمين في التأمين الصحي، وأكد إضافة أدوية لم تكن موجودة في قائمة التأمين الصحي، وذلك بإضافة الأدوية الأساسية سواء رخيصة أو غالية الثمن تشمل أمراض الشلل والكلى وغيرها، مشيراً لتنقيح القائمة بواسطة خبراء من المجالس الاستشارية والمجالس التخصصية استناداً إلى الأدلة والبراهين لاختيار الأدوية التي تناسب الوضع الحالي وتوفر الدواء للمرضى بأقل الأسعار.
وأكد دكتور “عبد اللطيف عشميق” رئيس جمعية النساء والتوليد أن أدوية التأمين الصحي يتم تحديثها وتجديدها كل عامين، ونوه إلى أن القائمة الجديدة غطت نسبة كبيرة من احتياجات المواطنين لكل الأمراض المزمنة (الضغط والسكري) والمضادات الحيوية، وإضافة كل أدوية النساء والتوليد خاصة أدوية العقم التي قال إنها مكلفة جداً.
وقال دكتور “عبد الله عبد الرحمن” رئيس جمعية الطب النفسي إن الورشة التي انعقدت لوضع القائمة أمّها عدد كبير من المختصين خاصة في مجال الطب النفسي لتكون لدى المريض النفسي فرصة أوسع للحصول على الأدوية.
وأكد مدير الإدارة العامة للصيدلة د. “حسن عبد الرحمن” مشاركة إدارته في تحديث القائمة مع عدد من الاختصاصيين، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الأدوية لها برهان وسند لقائمة التأمين الصحي.