قبل الكتائب ..
– التقط الدكتور أسامة الريس نائب أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني دعوة الرئيس التي أطلقها للشباب السوداني لمواجهة الحملة الإعلامية في وسائط الإعلام الإلكتروني والتي تقودها المعارضة بترتيب دقيق أدى لتسميم الأجواء و(خلق) حالة من الرعب والذعر من جراء الأكاذيب التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وحالة العجز التي يجابه بها الإعلام الوطني مخطط إسقاط النظام معنوياً وقيمياً، ومن ثم سقوطه مادياً، مما دفع وزراء ومسؤولين مثل وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف لأن يتصدى بقلمه للحملة، وتسخير جزء من وقته ليصد عن حكومته وحزبها سهام الإعلام، وهو عين ما يفعله أمين حسن عمر عبر مدونته التي أصبحت أشهر مدونه لسياسي سوداني في الفترة الأخيرة
* وأسامة الريس بعد دعوة الرئيس أعلن عن حملة يقودها شباب المؤتمر الوطني ليصدوا سهام الإعلام الإلكتروني المعارض من خلال تكوين كتائب تتصدى بأقلامها لزيف الشائعات الذي أفسد الحياة العامة، وجعل وطننا منتجاً وقادراً على إطعام الجوعى وكسوة العريان مسجوناً في شاشات الهواتف الذكية، أنظر للمواصلات العامة في كل حافلة تنقل الركاب من الدروشاب إلى بحري هناك عشرون رجلاً وامرأة يتابعون الأخبار من خلال شاشة الهاتف في بيوت الأتراح على كثرتها، والأفراح على قلتها، ينظر الناس لبعضهم من خلال هواتفهم.
* في ظل هذا الواقع يعلن أسامة الريس عن حملة مناوئة لحملات المعارضة، اختار لها اسم (كتائب)، وبدلالات الاسم فإن جيش أسامة الريس ينتظر منه الناس:
أولاً: نشر الحقيقة قبل أن يغرق في تكذيب الكاذب
ثانيا: هل تستطيع كتائب أسامة الريس أن تخوض معركتها من غير أسلحة وذخائر؟ ولأن الرجل أسامة الريس اختار الكتائب اسماً لقوام قوته، نستخدم ذات اللغة وذخائر وعتاد المعركة هي الحقائق المدفونة في رمال الحكومة المتحركة، ولن تفلح الحملة المتأخرة في مهمتها، إلا إذا خرجت الحكومة عن صمتها الحالي، وحالة الذهول والخوف والعجز عن المبادرة ومصارحة الناس بالحقائق، مهما كانت مرارتها وبأسباب الأزمة الاقتصادية مهما كانت خطورتها، لأن الصمت على أسباب الأزمة واحد من الأسلحة والذخائر التي استغلتها المعارضة وهي تخوض معركة تكسير عظام النظام الذي يتدثر بالصمت السالب .
* ومنذ أن قدمت الحكومة الميزانية الحالية للبرلمان وهي ميزانية ثقيلة الوطأة على المواطنين، ولها آثار عميقة جداً على حياة الناس، لم تخرج الحكومة لشعبها (تمرق في الموقعة) وتقول كلمتها بصراحة شديدة عن أسباب الضيق الاقتصادي الحالي ،هل بسبب حصار اقتصادي جديد غير معلن بعد رفع الحصار الاقتصادي الأمريكي؟ أم أصبحنا ضحية للصراعات العربية -العربية، حاربنا مع الرياض مجاناً، وخسرنا قطر وإيران مجاناً؟ أم هناك حرب على النظام من داخل النظام؟ أو من بعض من كانوا مع النظام؟ وهل الأزمة سياسية أم اقتصادية؟ ومتى تتعافى البلاد منها؟ وما هي خطة التعافي؟ مثل هذه الأسئلة مطلوب من القيادة السياسية الإجابة عليها بوضوح لكل الشعب، والناس لاينتظرون تبريراً من حازم عبد القادر أو كلاماً مبهماً غارقاً في فنيات الاقتصاد من الجنرال الركابي التائه في متاهة المالية، ولا يسمع الشعب لأحاديث أحمد بلال عثمان، ولكن الشعب ينتظر خطاباً مباشراً وصريحاً من المشير البشير، مثل خطابه لأعضاء حزبه يوم انعقاد مؤتمر الشورى الأخير، وحينها سيجد الرئيس الشعب الذي وقف معه في الجنائية وحرب الجنوب والمنطقتين والعدوان الثلاثي يقف معه سنداً وعضداً منافحاً وصابراً حتى يأتي الفرج بعد العسر يسراً، ثم يأتي من بعده الفريق أول بكري حسن صالح يشرح للناس سياسية الحكومة لإنقاذ الاقتصاد وزيادة الإنتاج حتى يتعافى الوطن، ثم يتحدث حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية وإبراهيم محمود حامد وإبراهيم السنوسي، ومن بعد ذلك كل والٍ في ولايته يصارح مواطنيه بأسباب الأزمة الاقتصادية، وفرص علاجها، وبعد ذلك سيجد أسامة الريس ألوية تسانده في مهمته التي انتدب لها، ولن يخسر مالاً ولا اجتماعات لموظفين تلفهم الحيرة ماذا يكتبون، وقد ساد الساحة النفاق والكذب الذي أفسد المناخ العام
إذا ظن أسامة الريس أن مهمة كتائبه سهلة وميسورة من غير تمليك الرأي العام السوداني كل أسباب الأزمة، فإنه بالطبع لن يفلح في مهمته الصعبة التي انتدبه حزبه لها .