مفاوضات السلام
زيارة الفريق “عماد عدوي” رئيس أركان القوات المسلحة لدولة إثيوبيا واللقاءات التي جرت مع الرئيس “ديسالين” وزير الدفاع والخارجية.. لم تقتصر أجندتها على التوترات الراهنة على الحدود والتحريض المصري لاريتريا.. ومحاولة إحياء جبهة شرقية جديدة لإضعاف الحكومة.. ومحاصرتها حتى تسقط.. والموقف من قضية سد النهضة.. والعلاقات المشتركة.. بقدر ما للزيارة علاقة مباشرة بمفاوضات السلام التي ينتظر استئنافها في أديس أبابا في الأسبوع الأول من شباط فبراير القادم، “وعماد عدوي” شخصية مهمة جداً في ملف المفاوضات ولا يقتصر دوره على فنيات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية والعسكرية، كما يخيل للبعض.. من ظواهر الأشياء، لكن الفريق “عدوي” يمثل الرجل الثاني في الوفد الحكومي بعد المهندس “إبراهيم محمود حامد” الذي يقود التفاوض كمظلة سياسية ومرجعية نهائية.. لكن من يتحمل أعباء المفاوضات وكتابة الخيارات.. والتصدي لمشاغبات التمرد هو الفريق “عماد عدوي” أكثر شخصية يبغضها “ياسر عرمان” ويخافها (كمرت) “جقود” قبل أن تعصف بكليهما الأعاصير وترمي بهما خارج أسوار فندق (رديسون بلو) مقر المفاوضات وصعود آخرين مكانهم، حيث ينتظر أن يقود وفد التفاوض من جهة الحركة الشعبية السيد “عمار أموم” وهذا متغير كبير جداً.. و”عرمان” الذي تم زحزحته من ملف التفاوض ظل ممسكاً به منذ عام 1992م، وحتى أحداث الصيف الماضي حينما (طرده) “عبد العزيز الحلو” من جبال النوبة.
والمفاوضات المرتقب استئنافها في الأسبوع الأول من فبراير ينتظر أن تواجه تعقيدات إجرائية تتطلب من الوساطة جهداً كبيراً ومواقف صارمة.. والتعقيدات تتمثل في عدم الحركة الشعبية الجديدة بما تم الاتفاق عليه في الجولات السابقة.. وتمسك الوفد الحكومي بعدم فتح المفاوضات من جديد مع الوافدين الجُدد على مقارات التفاوض.. وقد أعلن المهندس “إبراهيم محمود حامد” مساعد رئيس الجمهورية في كادقلي منذ أسبوعين أن المفاوضات القادمة تبدأ من حيث انتهت آخر جولة في أب أغسطس 2016م، وبرر “محمود” أسباب حصر المفاوضات بين الحكومة وجناح “عبد العزيز الحلو” واستبعاد جناح “مالك عقار” و”عرمان” من المفاوضات بقوله (المفاوضات من أجل الاتفاق على وقف العدائيات وذلك بين الطرفين الفاعلين عسكرياً على الأرض، فهل يجلس “عرمان” في فندق (ردسون بلو) وسط العاصمة أديس أبابا.. في مقاعد المراقبين فقط ومع الصحافيين في الكافتيريا مترقباً ما تسفر عنه الجلسات في الغرف المغلقة مثلما كان ينتظر “فضيلي جماع” و”محمد سيد أحمد” (الجاكومي) و”زينب كباشي” أم سيدخل المفاوضات كجناح آخر يمثل تيار أو فصيل مستقل عن “عبد العزيز الحلو”؟
في أخبار جبال النوبة دعا “عبد العزيز الحلو” الأسبوع الماضي ضباط الحركة الشعبية من رتبة العميد وما أعلى لاجتماع ينعقد يوم (الخميس) القادم، برئاسة الحركة في (تبانيا) وذلك بعد عودته محبطاً من جوبا التي فشلت في الوفاء بوعودها السابقة وهي تحتضن مجموعة “الحلو” وتتعهدها بالرعاية.. فهل دعوة “الحلو” للضباط من أجل عمل عسكري على الأرض؟ أم من أجل الحصول على تفويض جديد منهم لدخول المفاوضات، وما يمكن أن تقدمه حركته من تنازلات بعد أن قيدت أرجلها وكبلت أيديها بمسألة حق تقرير المصير لجبال النوبة؟.