نوافذ

لا تمتحن ذاكرتي ..

لأن لاشيء يخلد بين حطام العظام …
قدر للذاكرة أن تكون مصنع الذكريات ومخزنها …الا أن حزناً ما سلط عليها ما يكفي من أسلحة الدمار الشامل …فانتهى مشوارها هنا …
حيث الحاجة المطلقة …
نجت بذاتها حينما علمت أنني أغوص في جب الألم يوما بعد يوم …
وتمردت على حينما علمت أماكن ضعفي جيداً …
وما أصعب أن نقاتل ضد من علموا مكامن ضعفنا وأجادوا قصفها من أقصى المسافات …
النار والماء لا يلتقيان إلا في السماء بقدرة قادر..أما هنا …في قلبي …فلا شيء يجدي سوى الصمت والصمت المطلق …لذا لا تحاول أن تجمع بين عشق ورماد …وقافية وموت …
وبما أنك لا تحمل  
لا تمتحن ذاكرتي …
لأن السنين التي لم تبدل ملامحي ولم تضع بصمتها على وجهي البريء …وضعت ما يكفي من الطلقات النارية على مؤخرة الذاكرة بفعل الوجع الذي استقر في كل ناحية من نواحي الجسد …
تقول سيدة الحرف (أحلام مستغانمي. . (ثمة نوعان من الشقاء الأول ألا تحصل على ماتتمناه. .والثاني أن يأتيك وقد تأخر الوقت وتغيرت أنت وتغيرت الأمنيات بعد أن تكون قد شقيت بسببها بضع سنوات    .. 
لذا لا تحرر هذا القلب من قيود قادته للأمان بعد سنوات من الحرب والقهر …دعه في سباته العميق ريثما تموت آخر نبضاته ويقلب التاريخ آخر صفحة له …
دع هذا القلب هكذا  ميتا  ينبض فقط …يحيا ليكمل مراسم دفني عند كل صباح …بل حين كل جراح ..
لا تمتحن ذاكرتي …ولا توقظها …
فسرعان ما تثور المدينة حينما توقظ أسداً طال سباته وكشر عن أنيابه وانتظر من يحرره …
لا تحررني. ..فالموت القديم يليق بي جدا …
موت وحده الألم من جلبه …
ووحده النسيان من جاد به …
ووحده الله من يوقفه …
فلا تقف حائلا بيني والموت …لأني لا أريد لك ذلك …
فقط. ..عش بسلام ..ودع لذاكرتي بعض الصمت …
لتموت بسلام ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية