أقوياء بدونهم!
على تخوم الروح تخونني قدرتي.. أنتقي وجعي وأختلي بدمعي فيجري أنهاراً..
يؤرقني الفرح.. أوشك أن أخشاه.. أن أكرهه.. ولكن إيماني بالله يحول دون ذلك فأعود بفعل لا حول ولا قوة إلا بالله.
هكذا أنا.. ومعظم أولئك الذين حالت خيباتهم دون البحث عن مكامن قواهم.. أو ربما لأن أوان اكتشافها لم يحن بعد..
غير أنني وبعد بحث مضنٍ وطويل ومختلف.. توصلت إلى إن القوى لا تخون..
وأننا نحن من نبدأ بخذلان أنفسنا..
فتخور قوانا وننتهي إلى الكآبة والحزن..
والكآبة حزن طويل الأمد طلت عليه العزلة لون الأسى فتجمدت ملامحه وصار كائناً خرافي الوجع..
فما لنا عليه؟؟؟
الشعور بالرضا.. هو درجة من السلام الروحي الذي لا يدرك قيمته إلا من تعاطاه.. أول مراحل الشعور بالرضا.. هو اليقين بأن الله هو الحق العدل.. سطر أقدارنا قبل أن نرى الضوء.. فالتسليم لأمره جزء من إيماننا به..
هذا هو جلاء الحزن..
نحن أقوياء بما يكفي لهدم أساس ضعفنا.. أقوياء بما يكفي ليكون الشعور بالرضا هو ديدننا..
لكل منا نقطة قوة.. تنطلق منها قدراته.. كما لنا نقاط ضعف تخوننا عندها القوى..
لذا دعونا نبحث عن نقاط قوتنا لنحطم بها جيوش ضعفنا.. ولنرتق بها ثقوب الأمل فنستر عورة أوجاعنا..
نحن أقوياء بمن باعونا للحزن بثمن بخس مواجع معدودة..
وأقوياء بدونهم..
فلنترك جروحنا ونبحث عن مكامن عافيتنا..
} خلف نافذة مغلقة
رأيت الدهر مختلفاً يدور
فلا حزن يدوم ولا سرور
وقد بنت الملوك به قصوراً
فلم يبق الملوك ولا القصور
أو كما قال الشاعر.