الديوان

البلاد تفقد واحداً من أشهر رجال الأعمال المؤثرين والمثيرين للجدل

(ود الجبل).. رحيل رجل خدم المجتمع وأحبه كل الناس
الخرطوم – عامر باشاب
انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم أمس (السبت) رجل الأعمال (العصامي) “بابكر موسى حامد” الشهير بـ(ودالجبل) عن عمر يناهز (79) عاماً بعد معاناة مع المرض استمرت لعدة شهور.. وبرحيله تكون البلاد قد فقدت شخصية اقتصادية مهمة، حيث ظل الراحل يحافظ على وضعه ومكانته في السوق وكرس كل حياته للأعمال التجارية في مجالات عديد ابتداءً بالمواد الاستهلاكية وانتهاءً بالعقارات التي حقق فيها نجاحات كبيرة، بالإضافة إلى أنه من أوائل التجار الذين لمع نجمهم في ممارسة تجارة العملة وأعمال الصرافة، بجانب اهتمامه بالأعمال الخيرية والإنسانية.
وقد تناقلت وسائل الاتصال الإلكتروني والمواقع الإسفيرية صباح الأمس خبر وفاته بالعاصمة الأردنية عمان التي وصل إليها قبل عدة أيام مستشفياً من مضاعفات مرض السكر (السكري)، وفاضت روحه فجر أمس (السبت) إثر ذبحة صدرية مفاجئة.
ولد الفقيد “بابكر حامد موسى (ود الجبل) بقرية جبيل الطينة ريفي جبل أولياء، ومنذ نشأته الأولى عرف بحبه للتجارة التقليدية البيع والشراء.
بدأ رجل الأعمال الراحل “بابكر حامد” حياته التجارية الفعلية في مجالات كثيرة ابتداءً بتجارة التجزئة وتجارة الجملة إلى أن أنشأ شركات للتجارة والمقاولات، ورغم أميته لكنه وبذكائه الفطري تحول تدريجياً إلى تاجر ناجح ثم إلى ملياردير من الطراز الأول، ولم يرد في تاريخه التجاري أنه دخل في أزمة مالية أو خسر صفقة تجارية.
{ وسيرة الفقيد في (سوق الله أكبر) تقول إنه بدأ التجارة من التجارة الجائلة بيع أكياس الورق المصنوعة يدوياً، أكياس تعبئة الأسمنت، ثم أنشأ (طبلية) لبيع السجائر وعربة لبيع الباسطة، ومنها إلى تأسيس (كنتين) في أحد الأحياء الخرطومية.. وهكذا واصل التجارة إلى أن أصبح واحداً من أشهر وأبرز التجار ورجال الأعمال المؤثرين في السوق، وتجارة الجملة و(تجارة العملة) ثم المقاولات والعقارات.. وأنشأ أولاده، وأبرزهم “عادل” و”الفاتح”، ليسيروا على نفس نهجه.
{ أعمال البر والإحسان
الراحل كذلك طيلة مسيرته التجارية عُرف بأعمال البر والخير والإحسان، وقام بتأسيس عدد من المشاريع الخيرية والتنموية والدعوية (مستشفيات، مراكز صحية، مدارس، جامعات ومجمعات دينية) ما زالت مستمرة في عطائها الإنساني حتى الآن.. ومن أبرز إسهاماته الوطنية دعمه للشرطة بعدد كبير من السيارات التي تم استيعابها في شرطة النجدة والدوريات.
يقول عنه أهل السوق (التجار) صغارهم وكبارهم إن “ود الجبل” كانت له كاريزما ومكانة في السوق ساعدته في تسخير علاقاته في حل مشاكل الآخرين وقيادة الوساطات لفض النزاعات والخلافات التجارية.. ويذكره أهل منطقه جبيل الطينة والقرى المجاورة لها بأنه من الرجال الأوفياء الذين قدموا لأهليهم العديد من الأعمال والمشاريع الخدمية والإنسانية التي تحمل اسمه واسم عائلته واسم شهرته.
{ حضور وعلاقات عامة
كان الراحل من أبرز رجال الأعمال الذي يمتلكون علاقات عامة وظلت تجمعه صلات برجال الدولة ابتداء من رئيس الجمهورية “عمر البشير” والنائب الأول السابق لرئيس الجمهورية “علي عثمان محمد طه” بالإضافة إلى علاقته بالعديد من الوزراء والتنفيذيين والدبلوماسيين.. وكانت تجمعه علاقة صداقة خاصة بوزير العدل الأسبق “عبد الباسط سبدرات” ورئيس البرلمان السابق “الفاتح عز الدين”.
أيضاً كان له حضور مميز في الأوساط الإبداعية، حيث تربطه علاقات صداقة حميمة مع العديد من المطربين أبرزهم “كمال ترباس” و”حسين شندي” و”القلع عبد الحفيظ” و”بلال موسى”.. ومن الإعلاميين “عمر الجزلي”، “حسن فضل المولى”، “مبارك البلال”، “الشفيع عبد العزيز” “رمضان أحمد السيد” و”صلاح دهب”.
{ هندام ووجاهة مختلفة
من الأشياء اللافتة في شخصية “ود الجبل” اهتمامه بأناقته وهندامه، ويعدّ من الشخصيات السودانية النادرة التي تميزت بالوجاهة والظهور الدائم بالزي القومي (الجلابية والملفحة والشال المشغول)، واشتهر بوضع (عمامة) مختلفة على رأسه ميزته عن الآخرين، كما اشتهر بارتداء الصديري وحمل (العصاية)، وتميز بقيادة سيارات فارهة (موديل العام القادم) يتم تصميمها على حسب رغبته، وتختلف في شكلها العام عن الموديلات التي يتم عرضها في السوق.
الفقيد ترأس (نادي الخرطوم1) الاجتماعي والثقافي والرياضي بحي العمارات الذي ضم عدداً كبيراً من رجال الأعمال.
“حسن فضل المولى”: الراحل كان صديقاً وفياً
ونعت قناة النيل الأزرق خلال برنامجها الصباحي أمس الرحل رجل البر والخير والأعمال.
وقال الأستاذ “حسن فضل المولى” المدير العام لقناة النيل الأزرق إن الراحل “بابكر ود الجبل” يعدّ من أصدقاء القناة المقربين، وكان مشاركاً أصيلاً في الكثير من فعالياتها بالرعاية والدعم والمساندة، وسبق أن وثقت القناة تجربته العصامية ونجاحاته الكبيرة كرجل أعمال له إسهامه في دعم الاقتصاد الوطني، إلى جانب مساهماته الكثيرة والمتعددة في شتى المجالات، كما أنه كان نجم مجتمع له مشاركته الفاعلة ومساهماته الواضحة على المستوى الإنساني والاجتماعي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية