رأي

الحاسة السادسة

لا تعطني سمكة.. بل علمني اصطاد!
رشان أوشي
لاشك أن هناك بوناً شاسعاً بين المواطن وديوان الزكاة، فكثير من المواطنين يعتقدون أنهم لا يجدون العون المطلوب من زكاة المسلمين رغم استحقاقهم لها، سواء أن كانوا فقراء أو غارمين، فمازلت اذكر في العام 2013م، اتصلت بي سيدة تشكو الفاقة، وتتوسل نشر مظلمتها، عساها تجد فاعل خير يعينها على ضنك العيش، بعد أن أعطاها ديوان الزكاة مبلغاً زهيداً لا يقضي حاجتها، بالفعل نشرت قضية تلك السيدة التي قست عليها الظروف كثيراً، فاتصل بي الأستاذ “ايمن جبكول” رئيس قسم الصحافة والنشر بإدارة إعلام الزكاة، حاملاً رغبة السيد أمين عام الديوان بلقائي لتوضيح بعض الأمور، كانت بالنسبة لي خطوة مدهشة لا يقم بها من يثق بموقفه جيداً، بالفعل وصلت إلى مقرهم في الزمن المتفق عليه، لأجد ستيني يصرخ في الشارع غاضباً ومكلوماً، فلذة كبده طريحة فراش الموت بانتظار إجراء عملية جراحية لها، يقف المال عائقاً أمام شفاء ابنته، طرق كل الأبواب ومنها باب الديوان وبعد مماطلة شهرين حصل على دعم لا يكفي ثمن دواء ناهيك عن إجراء عملية جراحية، حملت تلك القضايا ووضعتها على منضدة الأمين العام “محمد عبد الرازق”، ليجيب الرجل إجابة كانت مذهلة، بأن كم الطلبات التي تقدم يومياً لهم لن تكفيها كل زكاة المسلمين في أنحاء المعمورة، موضحاً ذلك بالأرقام.
يبدو أن القائمين على أمر الزكاة اتخذوا  طريقاً جديداً عبر بنود المصارف  لمساعدة المحتاجين، بتوفير سبل كسب عيش دائمة، عملاً بالحكمة القائلة “لا تعطني سمكة بل علمني اصطاد”، حيث  لفتت انتباهي آليات زراعية ودراجات نقل في معرض للديوان، ووحدات سكنية لأسر الشهداء لدى تغطيتي لزيارة رئيس الجمهورية، لولايتي النيل الأزرق وسنار،  تساءلت عن الأمر، وعلمت أن أمانة الزكاة ملكت أسراً فقيرة مشروعات إعاشة تخرجهم من دائرة الفقر، بدلاً عن الدعم المالي المباشر الذي ينضب، وتعتبر خطوة منصفة كثيراً ومنطقية، لأن الدعم المالي تشوبه الشوائب، وتحوم حوله الشبهات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية