رأي

مسامرات

بلا تخدير
محمد إبراهيم الحاج

{ لا يقنعني “عوض شكسبير” عندما يمثل.. فهو بلا قدرات أدائية في المسرح ولا عبر مقاطع الفيديو التي ينشرها ويقلد فيها نجوم المجتمع.. وسبب انتشار بعض تلك المقاطع فقط لأنها تقدم هؤلاء النجوم بطريقة لم يألفها المشاهد السوداني.. وتنتشر بسرعة رغم احتوائها وافتقارها لأبسط مقومات التشخيص الدرامي.
{ ورغم أن “شكسبير” يمكن أن ينجح في الكتابة الدرامية إذا ما بذل فيها جهده تأسيساً على القبول الذي وجده نص (وتر حساس) الدرامي و(ملف سري)، إلا أنه بالقدر ذاته تبدو فرص إقناعنا بأنه ممثل ضئيلة للغاية.. فمن الأفضل له أن ينصرف إلى ما يميزه نسبياً عن ما يجعله مجرد (مهرج).
{ وجود “شكسبير” الدرامي مؤخراً في الأعمال التي يكتبها يجعلنا نعتقد أنه يفرض وجوده كممثل كشرط أساسي قبل بداية العمل الدرامي أو المسرحي.
{ ثمة أسئلة تحمل إجاباتها بين سطورها.. مثلاً السؤال عن اختفاء بعض المطربين الشباب مؤخراً.. أمثال “صلاح ولي” و”مهاب عثمان” و”شريف الفحيل”.. وتأتي الإجابة بلا تردد، أن هؤلاء المطربين صعدوا سلم النجومية بلا مبررات موضوعية.. ولظروف استثنائية فرضها خلو الساحة حالياً من المطرب الشاب الملهم بعد رحيل “محمود عبد العزيز”، فكان طبيعياً أن يهتم الناس بأي قادم جديد.. ولكن هؤلاء القادمين الجدد لم يستطيعوا تثبيت تجاربهم فقط (لأنهم لا يملكون أكثر من ما قدموه).
{ لا نقول إن معينهم الإبداعي نضب لأنهم في الأصل لم يقدموا إبداعاً وإنما- فقط- أعادوا تقديم أغانٍ قديمة.. فأصبحوا بهذا الاجترار (نجوماً مؤقتين)، غير قادرين على الصمود طويلاً، وانكشفوا بعد زوال دهشة الظهور الأول.
{ لا يقتصر الأمر على من تم ذكرهم سابقاً، لكنه ينسحب بالضرورة على كثيرين آخرين يشغلون الساحة الآن ربما في مقدمتهم “مأمون سوار الدهب” و”مكارم بشير”.
{ برأيي أن قصيدة (مصابيح السما التامنة.. طشيس) أبلغ ما خطه يراع شاعر هو “حميد” في وصف راحل وهو “مصطفى سيد أحمد”.. وهي تحتشد بصور شعرية بالغة الدقة.. يسرد فيها الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عاش فيها ود المقبول وقتها وتفاعل بها وأثرت في مشروعه الغنائي.
{ حالة “حميد” في وصف ود المقبول أشبه بأن تكون حاله إلهاماً قدسياً.. من صور القصيدة (المستحيلة):
زي التكنو قبال ده ما فارقنا زول بعد الرسول
يا الخليت زمن الموت مضبوط.. مزبوط
رضينا بلا قرن ننساق وحين نحرن.. جبل يا ساق
ما طال المطر بيصب طبيعي إنو البحر ما راق وكما إنو العكار من طين.. كمان من طين بيجي الرواق
الدنيا عامرابك تظل.. وإن كان رحيلك فرتقها
يا كلكم في العاصفة
دون عاطفة
من كان يسمع مصطفى
صن ووهج صوتو انطفأ
ومن كان بيسمع ما اصطفى
حي بقضيتو
وبس كفى

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية