الديوان

الباسطة.. هل تصبح حلماً صعب المنال للفقراء

السودانيون تفوقوا على السوريين في فنون صناعتها
المجهر – خالد الفاضل
وصل سعر كيلو الباسطة بأنواعها المختلفة إلى (١٠٠) جنيه في المحال العادية، فيما وصل إلى (٣٠٠) في بعض المحال الكبيرة، وذلك في ظل غلاء مواد التصنيع من دقيق وسكر وزيت وسمن.. وتشهد صناعة الحلويات والمعجنات حالة من الكساد بسبب عزوف الأسر السودانية عن شرائها بكميات كبيرة مثلما كان يحدث في الماضي، إضافة إلى الزيادات المطردة في أسعارها. وعلى خلفية هذا الكساد انسحبت من سوق الحلويات أسماء كبيرة كان لها وزنها مثل (سلا) و)الدانوب) وغيرهما.
مصانع حلويات “الطيب سيد مكي” هي الأشهر والأقدم في السوق ولديها سمعة طيبة في كل أرجاء السودان.. في المساحة التالية جلسنا مع “هاشم عبد الله” الذي يدير أحد فروع محال “الطيب سيد مكي” ودردشنا معه حول صناعة الحلويات ومستقبلها في ظل الزيادات الكبيرة في أسعار مواد التصنيع.. فماذا قال؟
{ إقبال ضعيف
قلنا لـ”هاشم” إن الإقبال ضعيف على شراء الحلويات، فقاطعنا بسرعة: (بل قل إن الإقبال ضعيف جداً جداً، وانظر إلى المحل هل ترى أي زبون؟)، ويسترسل “هاشم” بحسرة: (ظروف الناس لا تسمح لهم بشراء كيلو باسطة بمائة جنيه ناهيك عن ٢٠٠ و٣٠٠ حتى الزبائن القليلين المداومين على الشراء يكتفون بربع أو نصف كيلو في أفضل الأحوال لإرضاء أطفالهم).
قلت لـ”هاشم”: الكيلو عندكم بـ(٩٠) جنيهاً وهنالك محال أخرى تبيع الكيلو بـ(٤٠) جنيهاً؟ فأجاب: (والله الجودة تختلف، نحن نهتم بجودة الحلويات ونستخدم السمن وليس الزيوت العادية.. وفي عالم الحلويات يمكن تصنيعها بجودة قليلة بسعر رخيص جداً).. ويواصل حديثه: (لعلمك نحن لم نضع أي زيادات على أسعارنا بعد رفع الدعم عن الدقيق، وعمنا الطيب سيد مكي طلب منا التريث في زيادة الأسعار مراعاة للظروف الصعبة التي يعيشها الناس، ولكن لو سألتني فأتوقع أن تواصل أسعار الباسطة الارتفاع في ظل القفز الجنوني لأسعار مواد التصنيع.. ولا أخفي عليك أن هذه الصناعة أصبحت قليلة العائد وطاردة وقد انسحبت من سوقها أسماء كبيرة مثل سلا والدانوب وغيرهما من الأسماء الكبيرة.. ولو قارنا عملنا في الماضي والآن فالفرق كبير جداً والآن يبيع المحل صواني لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، بينما كنا في زمن مضى نبيع في اليوم الواحد عشرات الصواني).
{ الحلويات السورية
قاطعت هاشم بسؤال عن حديث البعض عن أن السوريين تفوقوا على السودانيين في صناعة الحلويات، فأجاب بسرعة: (هذا كلام غير صحيح، السودانيون متفوقون على السوريين ولدينا زبائن سمعوا عن الحلويات السورية وتحولوا لشرائها إلا أنهم عادوا إلينا من جديد وقالوا لم نجد أفضل من الحلويات السودانية.. وأزيدك من الشعر بيتاً حلويات الطيب سيد مكي وصلت إلى أمريكا والصين والإمارات وغيرها، وهذا بفضل الجودة العالية لحلوياتنا). 
ويحكي “هاشم” عن حلويات “الطيب سيد مكي” وهو اسم له وزنه في أرجاء السودان كافة فيقول: (أولاد سيد مكي من قدامى رواد صناعة الحلويات بأنواعها إضافة إلى حلويات المولد وتقدم محالهم أجود أصناف الحلويات بداية بالباسطة والكنافة والبسبوسة وبلح الشام والبسيمة ورموش الست إضافة إلى القراقيش مثل البيتي فور والكعك والبسكويت ينسون وعادي)، ويقول عن “الطيب سيد مكي” إنه رجل أعمال من طراز فريد يهتم بجودة منتجاته ويقف عليها يومياً بنفسه داخل المصنع ويتذوق الحلويات ليتأكد من جودتها، وتجده يهتم جداً بإرضاء الزبون، وهو فوق ذلك رجل مرح وصاحب طرفة وهلالابي على السكين، ولـ”الطيب سيد مكي” أربعة أفرع بسوق أم درمان والعرضة وود نوباوي والخرطوم.. وعن أشهر الصنايعية يقول “هاشم”: (هم الراحل بيّن ونبيل الحلفاوي وحسين وعطا كنافة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية