رأي

بكل الوضوح

يبقون على برودهم المستفز!!
عامر باشاب

{ بح صوتنا و(نشف ريق) قلمنا ونحن نكتب عن الحالة التي وصل إليها السوق بعد أن سقط في أيدي السماسرة وتجار الاحتكار الذين ظلوا يتلاعبون بجميع السلع خاصة الضرورية، يخفونها ثم يرفعون أسعارها كيفما يريدون ولا يخشون أحداً بعد أن اطمأنوا أن السوق أصبح مطلوقاً بدون رقيب أو حسيب.
{ سبق، وللمرة المليون، أن كتبنا بوجع كل الوضوح، وذكرنا بأن خطورة من يسيطرون على السوق ويديرون حرب الاحتكار وغلاء الأسعار هم أكثر خطورة على البلاد والعباد من خطر حركات التمرد وأفظع خطورة من أعدائنا المتربصين بنا من جميع الاتجاهات، ويريدوننا أن نبقى مدورين في فلك الأزمات حتى الممات.. وكل هذا الصراخ للانتباه، لكن لا حياة لمن تنادي، ويبدو أن القائمين على الأمر هائمون ونائمون في نعيم ولا يستشعرون الخطر.
{ قبل يومين خرج علينا السيد “حاتم السر” وزير التجارة الخارجية بتصريح من نوعية تصريحات الإعلان عن الوجود (نحن هنا)، حيث قال: (الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي حيال الفوضى والانفلات في الأسعار)، ثم أعلن عن فرض إجراءات وضوابط مشددة للرقابة على أسعار السلع والخدمات في الأسواق المحلية، وأعلن عن تشكيل لجنة اقتصادية لمنع انفلات أسعار السلع الاستهلاكية بعد تحريك سعر الدولار الجمركي إلى (18) جنيهاً، في موازنة العام الجديد.
{ ولكن كالعادة، مر التصريح في الهواء الطلق مثل الكثير من التصريحات المشابهة التي (شالها الهوا)، لا تفاعل ولا انفعال من قبل الحكومة تجاه انفلات وفوضى السوق، لا تشكيل لجنة اقتصادية ولا ضوابط مشددة ولا رقابة ولا ولا ولا.. ويبقى حال السوق على ما هو عليه بل أسوأ من الذي كان، والآن الفوضى أكبر من التي سبقتها والانفلات وصل مرحلة خطر يصعب السيطرة عليها.
} وضوح أخير
{ للأسف الشديد الانفلات يعمّ كل الأسواق، والكل تفحم بحريق نار الأسعار، والمسؤولون عن الشأن الاقتصادي ببلادنا يبقون على برودهم المستفز وكأن الأمر لا يعنيهم!!
{ وزير المالية الفريق “محمد عثمان الركابي” ما زال راكب موجة التنظيرات والبحث عن طوق نجاة للحكومة في رفع الدعم عن السلع وتطويق رقبة المواطن بلهيب الغلاء، و”علي محمود” رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان أثبت بأنه (طاشي شبكة) يستمتع فقط بالكرسي الدوار تحت قبة البرلمان.
{ أما محافظ البنك المركزي السيد “حازم عبد القادر الشين” فقد أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه محافظ غير (حازم) خاصة بعد فشل كل سياساته في ضبط سعر الصرف ومحاصرة (الدولار) الذي ما زال يبهدل في الجنيه السوداني ويمرمط به في أدني الأرض.
{ ارحلوا.. يرحمنا ويرحمكم الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية