معارض التراث بولاية الجزيرة.. ياهو ده السودان
نائب الرئيس يتفاعل مع أغاني “ندى القلعة”
ود مدني- نهلة مجذوب
تراث غني ليس لأهل الجزيرة فحسب، بل امتد ليشمل كل تراث السودان القيم والجميل احتشد بمعارض التراث بحاضرة ولاية الجزيرة مدينة ود مدني التي أقيمت على شرف مهرجان السياحة والتسوق الثالث بالولاية.
وافتتح المهرجان في حلة زاهية مساء (الخميس) الماضي بساحة ميدان الاتحاد على يد نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” ووالي الجزيرة “محمد طاهر أيلا” ووزير السياحة والحياة البرية “محمد أبو زيد”.
وشهدت أمسية الافتتاح حضوراً كبيراً لحكومة الجزيرة وجماهير محلياتها، وتدافع الجميع لحضور الحفل المصاحب الذي أحيته المطربة “ندى القلعة” وفنان الشرق “محمد البدري”.
وحرص نائب الرئيس على حضور الحفل المصاحب للافتتاح، وتفاعل بشدة معه وكان فنان الشرق “محمد البدري” قد تغنى بأغنية (أعلى الجمال تغار منا) للشاعر “إدريس جماع” وألحان وغناء “سيد خليفة” بجانب أغانيه البجاوية وسط تفاعل الجمهور. وما أن اعتلت المطربة “ندى القلعة” المسرح لتقديم وصلتها الغنائية حتى تفاعل معها الجمهور الغفير الذي احتشد من كل صوب وحدب لسماعها، وظهرت “القلعة” بحجاب مع ارتداء ثوب سهرة سوداني أنيق، وقدمت ليلتها أغانيها الخاصة التي تتسم بروح الوطنية والموغلة في الحماسة وتمجيد الوطن السودان.
وأبدى نائب رئيس الجمهورية “حسبو” تفاعلاً كبيراً مع أغاني “ندى” وشوهد يردد ويبشر لكل كلماتها، وجاءت في كلمته التي ألقاها إشادة بكلمات أغانيها واقتباسات مؤكداً العمل بها، كما أشار إلى دور الفن والثقافة في بناء الوطن وفي الحياة.
وقبل أن تبدأ الغناء حيت “ندى” نائب الرئيس ووالي الجزيرة وهنأت الجميع بأعياد الاستقلال وجمهورها بسجيتها بقولها (أهلي ومسقط رأسي كل سنة وإنتو طيبين ومدني دائماً منورة وهي لؤلؤة السودان)، ووجهت نداء بحياء لنائب الرئيس ضاحكة: (نتمنى العاصمة تبغر من مدني)، ومن الأغاني التي قدمتها “ندى” ليلتها: (هوي يا وليد أخير انقرع الكنداكة السيف والنحاس والدرع)، (بفتخر سودانية هيبة مختومة في جوازي وفي البلد دي اعتزازي)، و(أركز يا التلب).
وشمل المعرض (67) صالة، وشاركت فيه (8) محليات و(8) وزارات، إضافة لمشروع الجزيرة وهيئة الحياة البرية، وعدد من الجهات والأفراد والجمعيات المهتمة بالتراث.. وظهر المعرض بصورة مواكبة للتطور والتنمية التي تشهدها مدينة مدني بصورة خاصة.
وتوقفت الصحيفة أثناء تجوالها بالمعرض بـ(معرض بيت الشنابلة) الذي كان جاذباً للغاية وشمل بيت الشعر للشنابلة القبيلة العريقة بجانب المعرض الذي احتوى على مقتنيات نادرة وثمينة لعمد ومشايخ ونظار القبيلة، قبل وأثناء فترة الاستعمار وبعده، وكانت من ضمنها مقتنيات تعرض لأول مرة، منها السيارة ماركة الـ”هوستن” التي أهديت لعمدة الكبابيش “العشاي” من حكومة المملكة المتحدة عام 1950م، وقيل وحسب مرشد المعرض “سعد عثمان” إن العربة قام بتخزينها قبل وفاته ولم تخرج إلا للمعرض هذا. بجانب هذا كانت مشاركة المهتم بجمع العملات والطوابع العم “الريح عبد السلام” وكان معرضه مدهشاً لاحتوائه على أكثر من (150) كيلو من عملة الحديد وعملات قديمة ونادرة لـ(180) دولة مختلفة بالعالم ومشاركته كانت من الخرطوم إلى مدني التي هي مسقط رأسه وأهله.
هذا بجانب مشاركة الحياة البرية بحيوانات مفترسة ضمت الأسود والتماسيح وأخرى كالزرافة والقرود، ومقتنيات مدينة ومحليات مدني في جانب الرياضة والثقافة وإرث العمد والمشايخ.. وكان المعرض زاخراً بكل ما هو فريد وجديد ويشكل إرثاً ضارباً في الجذور لولاية الجزيرة الغنية.
ويجيء البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض بإقامة عدد من السهرات الغنائية والمحاضرات الدينية والتراثية المتخصصة على مدار أيام المعرض.
ولاحظت (المجهر) اجتذاب المعرض لعدد كبير من الزوار، وحالة الرضا والفرح التي يلتمسها الزائر للمعرض، إذ خلق أجواء رائعة بين زائريه من الشباب والأطفال والكبار ومعرفتهم بالتراث في جوانب عديدة.