متى تفهم؟
{ متى تفهم النخب الحاكمة والسُلطة القابضة في مصر على أنفاس شعبها أن مشكلاتها الداخلية لن تحل بمشروعات مؤقتة تبحث فيها مصر عن عدو خارجي تتخذه حائط تتكئ عليه لتبرير فشلها في الوفاء بالتعهدات التي بذلتها للشعب المصري بالرفاهية وتحسين الخدمات؟.
{ متى تفهم حكومة الجنرال السيسي أن الخرطوم أقرب إليها من اريتريا وجنوب السودان ومشيخات الخليج التي تمنحها الدولار والبترول والخبز ولكنها لا تمنحها حل مشكلات الشعب المصري؟
{ متى تفهم مصر أن السودان قوة عسكرية كبيرة في القارة الأفريقية وجيشه المدرب على القتال في كل الظروف.. وقد خاض الحرب الثلاثية في تسعينيات القرن الماضي لوحده لم يطلب عوناً من دولة ولم تنكسر قواته وإن قوات مصر طال عهدها بالقتال وظلت في حظائرها سمينة ونظيفة ومنذ هزيمتها من إسرائيل وهزيمتها في اليمن لم تقاتل، فكيف لها مواجهة جيش يسنده شعب حمل السلاح وضحى في سبيل أن يبقى؟ مرفوع الهامات..حُراً.. لا تكبله القيود؟
{ ومتى تفهم دولة اريتريا أنها تخوض معركة غيرها.. وتخدم مصالح دولاً تكيد لها.. وتخسر شقيقها الذي حمل “أسياسِ أفورقي” من الوهن والضعف إلى كرسي الحُكم.. ومتى تتعلم من دروس الأمس القريب وتنأى بنفسها وشعبها من المهالك وخوض المعارك الخاسرة؟
{ متى تتعلم مشيخات الخليج من تجاربها الفاشلة.. وتحمي نفسها بسواعد أبنائها بدلاً من الحماية الأمريكية التي جعلت مشيخات الخليج أضحوكة بين الأمم والشعوب ومحل تندر وسخرية.
ومتى تنفق أموالها في خدمة مشروعات عربية وإسلامية تمسح عنها عار الراهن حيث بات العربي في نظر الغربي صندوق يفيض بالمال والذهب يبحث عن المتعة الحسية والمعنوية.. يبيع كل شيء من أجل جندي غربي يقف مشرعاً سلاحه مدعياً حماية العربي من العربي؟
ومتى تتذكر مشيخات الخليج بأن المقاتلين السودانيين الذين يذودون عن شرفهم هم في اليمن إذا انسحبوا الآن فإن الحوثيين وإيران سيفعلون بهم ما لم يفعله صدام حسين؟
{ ومتى يفهم بعض أبناء السودان أن للعمالة ثمن.. وإنهم أصبحوا مطية للآخرين وبندقية للإيجار.. يقاتلون مع خليفة “حتفر” بحثاً عن المال.. وتجمعهم اليوم المخابرات المصرية وتنفق عليهم دولة الإمارات وتحتضنهم اريتريا وترمي بهم في وجه بني جلدتهم من أجل ضرب السوداني بالسوداني؟
{ ومتى يفهم الناجون من معركة فوز دنقو.. والهاربون من واقعة دونكي البعاشيم وملحمة عشيراية أن الدعم السريع يتوجه الآن إلى وادي هور وإلى حدود البلاد الشرقية.. وإن أولئك السمر الذين لا يعرفون الهروب ساعة الوغى يتشوقون إلى خوض معركة أخيرة؟.
{ومتى تفهم المعارضة المسلحة أنها تحفر الآن قبرها بيدها.. وتكتب السطر الأخير لحياتها حينما تخدع مخابرات مصر بأموال الخليج.. لفتح ثغرة على الحدود مع اريتريا؟
{ متى يتعلم هؤلاء جميعاً أن السودان قادر على فعل الكثير.. وإذا وقعت الواقعة والتقى الجمعان فإن أخبار القاهرة واسمرا ستطير بها وكالات الأنباء قبل الخرطوم التي تعتمد على نفسها وتقاتل بجيشها، بينما الآخرون يحرضهم أسيادهم لخوض المعارك الخاسرة؟
متى تفهمون جميعاً أن الخرطوم عصية على الجبارين ولحمها مُر على طيور الرخم؟..