شهادتي لله

إلحق مركبنا.. سيدي الرئيس

لم يعد خافياً على أحد، بمن في ذلك رعاة الضأن في خلاء كردفان، شكل التراجع الواضح في أداء الجهازين التنفيذي والسياسي بالدولة. أما ضعف أداء الجهاز التشريعي  فليس جديداً، وهكذا تريد له الدولة منذ سنوات، أن يكون جزءاً من الآليات الدستورية الناعمة، مجلساً مؤدباً.. ومستأنساً، وكأنهم ما سمعوا بمجلس الأمة في الكويت الذي يطيح برؤساء الوزراء وحكوماتهم كل عام، فيضطر سمو الأمير “الصباح” نزولاً لقرار البرلمان، حل الحكومة وتكليف رئيس وزراء جديد!
وإن صبرنا على برلمان مستأنس يجيز الموازنات في يومين وثلاثة، وقد تعدل قبلها أو بعدها.. لا يهم، كما حدث أكثر من مرة، أسعار الكهرباء أو المحروقات، دون علم ومشورة البرلمان، فإن الاستمرار في السكوت على حكومة ضعيفة وقطاع اقتصادي متخبط، بالإضافة إلى قيادة حزبية غائبة عن صناعة القرار والتأثير السياسي، يعني وضعاً كارثياً ينبيء بخطر داهم يتهدد كيان الدولة.. كل الدولة وليس الحزب الحاكم وحده.
إن الذين يتحدثون في حزب المؤتمر الوطني عن وجود بدلاء للرئيس “البشير” في انتخابات 2020 م، يعجزون حتى عن إدارة حزبهم وضبط عضويته بحيث لا ينشق حتى في قائمة الترشح لنقابة المحامين، وهو ما لم يكن يحدث طيلة الـ(28) عاماً الماضية!!
تريدون أن تستبدلوا “البشير” بآخر، وأنتم تعجزون حتى عن إدارة لجنة لضبط سعر صرف (الدولار)، فيقفز في يوم واحد (5) جنيهات وأنتم تتفرجون، ليهب لنجدتكم الرئيس، ويباشر الأمر بنفسه من مكتبه بالقصر الجمهوري، وما كان ليفعل لو أنكم أحسنتم صنعكم؟!
وتحدثوننا عن بديل ومؤسساتكم تعجز عن وقف التشققات واستيلاد الأجنحة في ولايات مثل الجزيرة والبحر الأحمر، فيضطر الرئيس لوقف النزاع بإعلان حالة الطوارىء ؟!
 ليس آخر الإخفاقات موازنة دولار (18) وكهرباء (160 قرشاً) للكيلو واط باعتباره سعر التكلفة!! أي تكلفة.. تكلفة سد مروي أم سد الروصيرص.. أم تكلفة المحطات الحرارية؟!
انخفض إنتاج البترول الذي استخرجه الرجل الطاقة الدكتور “عوض الجاز” نحو  (500) ألف برميل يومياً زمن السودان الواحد، فتكالب على البلد منظراتية اتفاقية (نيفاشا)، فجاءونا باتفاقية معطوبة قسمت بلادنا، وأهدرت مواردها، وشردت ربع شعبنا وربع أرضنا، وفقد الشمال (350) ألف برميل نفط..يومياً.. وغابات وأنهار ورجال كان يمثلون صلب جيشنا وشرطتنا!!
بترول الشمال تراجع عن (130) ألف برميل كثيراً، ولم نعد ننتج وقود الطائرات بل نستورده غالباً.. لماذا تراجع كل شيء؟!
ثم يحدثنا “أمين حسن عمر” عن الوفاء للدستور.. والعهود والمواثيق!! نفسه “أمين” الذي عندما سألته الصحف عن تفاصيل الاتفاق السياسي في “أبيي” عام 2005 م، قال عبارة راسخة في ذاكرتي لن تمحوها كل الأعاصير: (هذه من المسائل المسكوت عنها في الاتفاقية) !!
ولأن المسكوت عنه كان كثيراً، فقد ذهب الجنوب غير مأسوف عليه من فريق (نيفاشا) العبقري الذي أضاع البلد، وقبله أضاع رجل الدولة القوي “علي عثمان محمد طه ” ثم تخلوا عنه ولم يشاركوه حتى في نشاط المؤسسات الخيرية والإنسانية التي نشط فيها مؤخراً!!
إن الرئيس “البشير” أمام مرحلة مفصلية بالغة الحساسية مطلع هذا العام (2018)، غض النظر عن ترشحه في 2020  أو عدمه، إذ لابد ليحافظ على كيان الدولة.. كرئيس حزب ورئيس جمهورية منتخب، أن يجري جراحات كبرى في الجهازين السياسي والتنفيذي، ولا خيار أمامه غير ذلك.
ولا خيار أمامه غير استعادة بعض رجاله الأقوياء الذين اختبرتهم الأزمات، وجمرتهم التجارب، فأنجزوا.. وأنتجوا.. وحفظوا الدولة إلى أن اشتد عودها وقويت شوكتها، فلا يمكن أن يظلوا في برج (المراقبة)، يبصرون هذا التردي الماثل في كل شيء، ولا يملكون غير الدعاء لله أن يحفظ بنيانهم الذي سهروا عليه، فعبث به من لا خبرة لهم ولا همة! 
عودة الرجل الطاقة الدكتور “عوض الجاز” مهمة.. وملحة.. وضرورية.. سيدي الرئيس.. للحزب وللجهاز التنفيذي.
 إلحق مركبنا سيدي الرئيس.. فليس هناك متسع من الوقت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية