رأي

مسألة مستعجلة

اشتعال السوق ومبررات وزير المالية!!
نجل الدين ادم
مفاجآت غير سارة استبق بها التجار، الميزانية يوم (الأحد) برفع أسعار أغلب السلع بصورة غير معهودة.. التجار نفذوا هجمة مرتدة على الموازنة الجديدة ليحيلوا السوق إلى جحيم مبكر يصعب الاقتراب منه، قبل أن يجيز نواب الشعب الموازنة مساء ذات اليوم.
الآن الأسواق مولعة نار كل شيء ارتفع سعره، الملبوسات والأثاثات وغيرها ولا أحد يسأل، نعم كل شيء ارتفع سعره وبصورة مزعجة ولا حياة لمن تنادي، وزارة المالية تكتفي بفضيلة النفي، ونفي النفي إثبات!.
اذكر أن عدداً من الخبراء الاقتصاديين أبدوا وجهات نظرهم خلال الأسابيع الماضية بشأن زيادة الدولار الجمركي، وأشاروا بوضوح أن المسألة ستؤثر سلباً على الأسعار، وبالفعل كلامهم ما وقع (واطة)، إرهاصات زيادة الدولار الجمركي لوحدها فعلت الأفاعيل فما بال الحال بعض اعتماد المقترح في الميزانية الجديدة.
تعجبت لحديث وزير المالية سعادة الفريق “الركابي” وهو يرد على بعض تساؤلات النواب البرلمانيين بأن تسريب البعض لمعلومة زيادة الدولار الجمركي أثر سلباً في أسعار السلع، وكأنما يعترف ضمنياً بأن زيادة الدولار الجمركي من أصلها كسياسة لها تأثير مباشرة، وإلا لماذا تقول بذلك؟.
لو كانت وزارة المالية واثقة حقاً من مقترحها بزيادة الدولار الجمركي فإنها لن تتأثر بتسريب أو بإعلان المقترح طالما أنها متحوطة لذلك، وزير المالية حاول أن يقنع نفسه، وليس بقية خلق الله لكنه فشل فيما نجح فيه الآخرون.
ومن مفارقات تخبط الحكومة وعدم اتزانها هو تحصيل رسوم إضافية على بعض السلع قبل إجازتها من المجلس الوطني، والسؤال الذي يفرض نفسه ما الجدوى من إيداع مشروع تعديل الرسم في الموازنة؟، والحكومة تتجاوز البرلمان وتقوم بتنفيذ ذلك قبل إجازة البرلمان!
وزير الكهرباء اقر ضمناً في حديثه أمام البرلمان رداً على سؤال عن أسباب زيادة تعرفة الخدمة، بأنهم قاموا بتحصيل الزيادات قبل اعتمادها، ولكن لأسباب معلومة.
لم يكن مجدياً أن يستدعي البرلمان الوزير يوم أمس بعد أن وقع الفأس في الرأس، ما الذي سيفعله البرلمان بعد أن علم أن الوزير مرر زياداته على الكهرباء قبل بدء العام.
وكما أشرت فإن كل السلع قد ارتفعت أسعارها بصورة مجنونة والمواطن بات بين كماشين الزيادات المفروضة من قبل السُلطات الاتحادية وتلك المفروض من السُلطات الولائية كما حدث في موازنة ولاية الخرطوم.
أغلب المواطنين كانوا يمنون أنفسهم بأن يكون العام الجديد عام رخاء وخير وافر، ولكن الأمر أصبح غير، أتمنى أن تتدارك الحكومة أي اختلال في الموازنة حتى تمضي الأمور بصورة سليمة.
 والله المستعان

  
 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية