مسألة مستعجلة
مشاهد وطنية.. وعواصف رعدية !!
نجل الدين ادم
مشاهد وطنية تسر القلب ملأت شوارع الخرطوم ليلة (الأحد) وصباح (الإثنين)، وأعلام السودان ترفرف في مباني المؤسسات العامة والخاصة، وبين يديَّ الكثير من المارة، في وقت قل فيه الحس الوطني وتراجع، بخاصة لدى الأجيال الحالية التي لا يطربها صوت (أنا سوداني) أو (اليوم نرف راية استقلالنا).. بقدر ما تطربها كلمات أغنية لأحد الفنانين الناشئين!.
حسناً أن عملت وزارة التربية والتعليم، على إعادة لحمة هذا الانفراط عن الطريق وهي تحاول أن تزرع الحس الوطني وتستشعره لدى التلاميذ والطلاب في المدارس وهي توجه بأن تحتفي جميع المدارس بمناسبة ذكرى استقلال السودان، بشكل يزرع القيم السمحاء وتوضح ما خطه الرعيل الأول من مجاهدات، لذلك كانت المدارس الخاصة منها والحكومية، حاضرة في هذه الاحتفالات، أيضاً لفت نظري ما تتبناه البعض من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص من أدوار وطنية لتحتفي مع الجمهور بالاستقلال في الأماكن العامة وبصورة جاذبة وكانت الساحة الخضراء إحدى السوح التى جعلتها الشركات والمؤسسات قبلة للأسر للاحتفال بالاستقلال، وليس رأس السنة، لأن الأخير طغى على الأول فلم يعد الشباب يذكرون عيد الاستقلال، لذلك كانت مبادرة شركات الاتصالات وغيرها من الشركات التي تتعامل مع الجمهور لرعاية مثل هذه الاحتفالات، هي مبادرة ذكية ولماحة، ذلك أنها استطاعت أن تجذب الشباب لهذا الاحتفال الوطني بطريقة تتماشى وواقعهم المتسارع.
التحية في هذا اليوم لكل المؤسسات والجهات التي تشارك في هذا النفير الوطني لتعزيز روح الوطنية ومعانيها.
تأسفت لعدم تمكني من تلبية دعوة لا ترد من إحدى هذه الصروح لحضور الاحتفال الرمزي لعيد الاستقلال، نعم .. دعوة لا ترد لأنها من عرين صناع المستقبل ودور التربية والتعليم، تعذر عليَّ تلبية دعوة مدرسة المناهل النموذجية الخاصة بالكلاكلة اللفة لحضور احتفائية الاستقلال مع الأجيال الواعدة والتي يعول عليها في تعزيز مفهوم الاستقلال الذي تم، لأن الاستقلال ليس هو حدث اقتصر على خروج المستعمر والسلام، فالاستقلال هو معنى أن تستقل برأيك في تحريك اقتصادك وتستفيد من الطاقات ومن هبات المولى عز وجل من أجل الشعب السوداني، لا أن تكون تابعاً تنتظر رحمة الآخرين عليك.
تأسفت لعدم تمكني من الاحتفاء مع أبنائنا في مدرسة المناهل وتلبية دعوة مديرة المدرسة الأستاذة “بثينة”، ودعوة المربي القدير الأستاذ “عباس”، لهم مني وجميع الأساتذة تحايا الاستقلال وهم يعملون على إعادة بناء أجيال واعية لدورها الوطني والرسالي.
التحية لكل مؤسسات التعليم وهي تحرص على هذا التقليد الرمزي في كل عام تنثر فيه بذرة حُب الوطن والتفاني من أجل خدمته، مزيد من التكاتف بين مكونات المجتمع، ستعيد سيرة الاستقلال المجيد كما كانت قبل ستين عاماً، وكل عام والشعب السوداني بألف خير.
مسألة أخيرة.. غداً سأحدثكم كيف أن التجار نفذوا هجمة مرتدة على الموازنة الجديدة وأحالوا السوق إلى جحيم مبكر يصعب الاقتراب منه، قبل أن يجيز نواب الشعب الموازنة بما تحمل من خير وشر، وربنا يستر..