تقارير

ماذا وراء لقاءات "الايفانجليكان" بقادة قطاع الشمال؟

ربما وضعت حيثيات التقرير الآن أمام مجلس النواب الأمريكي تمهيداً لفعل شيء ما، يحدد حسب مسؤولون أمريكيون أكتوبر المقبل موعد إصدار قانون العقوبات الخارجية الخاصة بالعام 2013م، تماماً بذات الصورة التي أخذت بها مقاطع ذاك  الشريط (الفيديو) الباهت اللقطات، هنالك تحت ظلال الأشجار بعدما اصطفت بعض النسوة بطريقة مصطنعة أمام عضو مجلس النواب المبعوث في مهام محددة عقب تسلله خلسة إلى “اييدا” و”كاودا” أبريل الماضي، لتستقر إجاباتهن على منضدة مجلس النواب في انتظار صياغة ذاك القانون لمعاقبة  الخرطوم، والفيصل هو الشهر المقبل موعد تسويق تلك البضاعة في سوق الانتخابات الأمريكية المقبلة!
العديد من الأسئلة تطرح نفسها هنا تزامناً مع زيارات قادة قطاع الشمال إلى العاصمة (واشنطن) حول الدوافع وراء الزيارة، وبينما رجح مراقبون أن مسؤولين داخل الإدارة الأمريكية ضاقوا ذرعاً بتصرفات قادة قطاع الشمال حسب صحيفة (واشنطن بوست)، فإن وكالة المخابرات الأمريكية (السي أي أيه) هي التي استدعت “عرمان” الأمين العام لقطاع الشمال من العاصمة الإثيوبية و(على وجه السرعة )، إلى العاصمة الأمريكية بغرض مساءلته بخصوص المفاوضات، وحسب الصحيفة فإن (السي أي أيه) استدعت “عرمان” بشكل فوري ونقلت إليه توجيهات رسمية وصارمة فيما يختص بفك ارتباط قطاع الشمال بدولة الجنوب ورفع يده عن ولايتي (النيل الأزرق) و(جنوب كردفان) باعتباره لا يمثل أبناء النوبة ولا (النيل الأزرق)، وحذرت وكالة المخابرات “عرمان” من مغبة هذا ونصحته بالا يصبح (خميرة عكننة)، وقالت الصحيفة إن تلك الخطوة جاءت في إطار سعي الإدارة الأمريكية إلى تحسين موقفها وخلق موقف داعم لها خلال الانتخابات المزمع عقدها في نوفمبر المقبل.
ويرى مراقبون أن سعي المجموعة المتشددة ضد (الخرطوم) إلى تنظيم تلك اللقاءات، ومن بينهم السيناتور “فرانك وولف” زعيم (الايفانجلكان) و”مايكل كابوانو” اللذان يقودان اللوبي المعادي للسودان مع قيادات قطاع الشمال، ربما جاءت لدعم ذات التقرير الذي لوّح برفعه إلى الكونغرس الأمريكي سيناتورات من بينهم “وولف” نفسه الشهر المقبل، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل لتلك الزيارة علاقة بما قد يعلن عنه من قرارات من داخل الكونغرس الأمريكي بما في ذلك مشروع معاقبة أية دولة تستقبل الرئيس “البشير”؟، المشروع الذي لوّح به “وولف” خلال مايو المنصرم.
مصادر رسمية بالخرطوم رجحت موافقة مجلس النواب بـ(الكونغرس الأمريكي) ذي الأغلبية الجمهورية على المشروع، لكنها أشارت إلى أن مجلس الشيوخ الذي يهيِّمن عليه الديمقراطيون لن يصدر مشروع قانون العقوبات الخارجية الخاص بالعام 2013م قبل أكتوبر المقبل، الأمر الذي رجح محللون أن النواب الذين رتبوا تلك اللقاءات قد يبذلون الأسابيع المقبلة جهوداً مكثفة لإجازته في أكتوبر المقبل.
عضو مجلس النواب المعتق “فرانك وولف” سبق وأن تسلل خلسة إلى معسكر “اييد” للاجئين في أبريل الماضي، وأطلق وجود انتهاكات لحقوق الإنسان وإبادة جماعية بمناطق (النيل الأزرق) و(جنوب كردفان).
تسلل حذر
وبداية انطلاق القصة المثيرة كانت داخل مخيم (اييدا) على المناطق الحدودية بـ(جنوب النيل الأزرق) وتفاصيل قصة نائب المقاطعة العاشرة بـ(فرجينيا) تجعله هنالك يبحث عن بضاعة يسوقها لحملته الانتخابية المقبلة، والبضاعة كانت تسويق ضحايا ذاك المخيم، ثم محاولاتهم الالتفاف حول قادة قطاع الشمال، والقصة برمتها تأتي من أجل انتخاب الرجل للمرة الحادية عشر في تلك الدائرة بولاية (فرجينيا) المجاورة للعاصمة الأمريكية (واشنطن) ليتربع عليها النائب المعتق دون منازع، وهي من الدوائر المعروفة بوجود نسبة عالية من المحافظين المتدينين المعروفين بـ”الايفانجليكان”، ويبلغ عدد سكانها (634) ألف نسمة (76%) من بينهم مسيحيون، وتشير المعلومات إلى أن “فرانك وولف” نجح في تمرير وإجازة العديد من القرارات، ومثله فعل العديد من النافذين كفعلة القس “فرانكلين جراهام”، فقد تسلل هو الآخر إلى معسكرات بـ(جنوب كردفان) بمساعدة دولة وحكومة (جنوب السودان) دون علم حكومة (الخرطوم) الرسمية، واستطاع هنالك أن يلتقي بـ”الحلو” في منطقة (كاودا) حسب مصادر رسمية بحجة الوقوف على انتهاكات المسيحيين هنالك، والقس “فرانكلين جراهام” هو رئيس مؤسسة “بيللي جراهام الايفانجليكانية ” بأمريكا، استثمر القس رحلته المحفوفة بالمخاطر لتسجيل شهادات لمجموعات أعدتها مسبقاً الحركة الشعبية قطاع الشمال بهدف تسويق انتهاكات ضد الخرطوم سمتها انتهاكات المسيحيين بمناطق (جبال النوبة)، وفي الأثناء استثمرت مذيعة تلك الأجواء وأجرت حواراً مع “الحلو” تحت عنوان (الرجل الذي يقود تمرداً ضد الخرطوم).
ذات السيناريو سبقه إليه القس “فرانك وولف” عندما زار معسكر “اييدا ” وتسلل أيضاً من دولة (جنوب السودان) دون علم (الخرطوم) التي احتجت على الكيفية التي تمت بها الزيارة، واعتبرتها انتهاكاً لسيادة الدولة، إلى ذلك تكررت زيارات مماثلة لأعضاء بمجلس النواب دخلوا البلاد عن طريق بوابة دولة (الجنوب).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية