بكل الوضوح
هؤلاء لا يمثلون الإعلام المصري
عامر باشاب
{ من يعلم الأساس الذين انطلق منه الإعلام المصري منذ عصر النهضة الصحفية على صفحات الجرائد وعلى الفضاءات التلفزيونية والإذاعية، ومن يعرف الإعلاميين المخضرمين الذي وضعوا الأساس المتين لـ(الأهرام) و(أخبار اليوم) وأخواتهما (صباح الخير)، (روز اليوسف)، (آخر ساعة ) ولـ(ماسبيرو) لا يقع في فخ التعميم بتوصيف من يجهرون بالإساءة من حين لآخر للسودان حكومة وشعباً على بعض الشاشات المصرية بأنهم هم (الإعلام المصري).
{ الإعلام المصري الذي نعرفه وتعلمنا منه الكثير إعلام محترم ومتزن، لا يميل إلى أساليب الإساءة والشتائم والتطاول والعداء.
{ الإعلام المصري الذي نعرفه إعلام تربى على نظافة وأناقة الكلمة المكتوبة والمسموعة، إعلام قدم أجيالاً من الأقلام الصحفية والأصوات الإذاعية الكبيرة من قبل ومن بعد جيل العمالقة الذين وضعوا حجر الأساس لصحافة ورقية (للقلوب الشابة والعقول المتحررة)، وسار على نهجهم صناع صحافة تلفزيونية تراعي الدقة والمهنية وترتقي بالذوق العام، ومن بين هؤلاء الكبار “أحمد بهاء الدين” و”هيكل” (بصراحة)، والإخوان “علي” و”مصطفى أمين” و”محمود السعدني” (الود الشقي)، و”أحمد رجب” (كلمة ونص)، والرسام بالريشة والكلمة “صلاح جاهين”.. ومن جيل الرواد “محمد حقي” و”مصطفى سامي” و”أحمد بهجت”، و”حلمي سالم”، و”مفيد فوزي”، و”منير عامر”، و”لويس جريس”، و”محمد هيبة”، و”رشاد كامل”، و”جمال بخيب”، و”آمال عثمان”.. وبالتأكيد قائمة المحترمين من الجيل الحالي تطول.
{ أخيراً.. أقول لا داعي لذكر أسماء الذين اعتادوا الإساءة لنا، ولا داعي للتعليق على نوعية وحجم وشكل الإساءات.. لكن فقط أقول إن الأصوات والوجوه التي لا تشبه مصر (أدب الدنيا والدين) واعتادت الإساءة للسودان من حين لآخر هي في الأول والآخر تسيء لمصر قبل أن تسيء للسودان، لأن مابين مصر والسودان رباط أزلي ضارب في جذور الأرض ونابع من عمق النيل، بالإضافة إلى أن مصر تعدّ أولى المدارس العربية في (التربية الإسلامية) والتربية والتعليم الإعلامي والتجويد والاحترافية المهنية في مجالات الإعلام كافة. وكما تعلمون كاد المعلم أن يكون رسولاً بخلقه واستنارته وبصيرته وحكمته، فكيف لمن يقترب بمكانته من صاحب الخلق العظيم أن ينجر إلى مزالق الهابطين والموتورين؟!
{ لا والله (الإعلام المصري) الذي عُرف بالاحترام والوقار والجدية والموضوعية بريء، بل وبعيد كل البعد عن أساليب هؤلاء الهابطين من الأدعياء المتغولين على المجالات، والناشطين بتهور واضح وفاضح على خراب ذات البين بين شمال وجنوب الوادي (السودان ومصر).. ومن غير سبب وبعيداً عن الموضوعية!!
{ الصحفي المصري الرائع القدير “مفيد فوزي” في آخر كتاباته في صحيفة (المصري اليوم) وتحت عنوان (كلام مهم في الواحدة والنصف) تحدث بأسف عن تحالفات إعلام جديدة في مصر وعن انفصال قنوات في قلب الهيصة ضاع معها المحتوى وغاب المضمون، وباتت الشكوى من الإعلام تتأرجح بين كلمة حق تقال بمهنية وكلمة هزل هي الضحك الأصفر.
} وضوح أخير
{ أرجوكم كفاية عبط.. لا تسيئوا لـ(أم الدنيا).