ربع مقال
من يريد إفشال الزراعة؟
خالد حسن لقمان
تعلو الحواجب دهشة أحياناً من الشكل والموضوع الذي تخرج به بعض القرارات والإجراءات التي تتخذها أجهزة الدولة وذلك على نحو قد ينبئ بشيء من العجلة والكثير من (الغفلة) و(البلادة)، وقد تأتي العجلة هنا من شيطان لا ينتسب لملة شياطين الجن، كما أن الغفلة تحدث لغياب العقل الجمعي المتخذ للقرار والمحدَّد للإجراء، أما البلادة، فهذه هكذا، تنبت في بعض العقول وتنمو فيها حتى تضحى أشجاراً وأشجاراً تبدأ هي الأخرى في الإنبات والتكاثر لتخلق بيئة شجرية (بليدة) تصيب كل الرقعة من حولها ولا معالجة لوضعية كهذه سوى استئصال الأشجار كبيرها وصغيرها.. يعني بالله عليكم هل يصدق أحدكم أن تقوم الأجهزة المختصة بزيادة تكلفة كهرباء المشاريع الزراعية بما وصل إلى (1000٪) فبعد أن كانت تكلفة الكيلو (16) قرشاً، أصبحت (1.60) جنيهاً.. (1000٪) زيادة في التسعيرة.. ليه بس؟.. بأي مبرِّرات جاء هذا القرار.. من هذا الذي يريد إفشالنا على هذا النحو الواضح والغريب في أهم قطاع مطلوب الاجتهاد والسعي وتحقيق النجاح فيه.. قدر هذا البلد هو الزراعة ولا مخرج لنا ولا ملاذ سوى عن هذا الطريق وهذه الأرض.. الغريب في الأمر أن قيادة الدولة ظلت وعلى الدوام تتحدَّث عن تركيز جهدها لتطوير ودعم القطاع الزراعي وجزء من هذا جاء متكرراً في خطابات الرئيس “عمر البشير” حتى في المؤتمرات والملتقيات العربية والإقليمية.. إذاً ما الذي يحدث.. من يريد إفشال الزراعة في بلادنا؟