تصدُّع حزب
الذين تشغلهم مظاهر الاحتجاجات الظرفية بسبب تنافس القيادات وتكالبها على المواقع ويتخذون من تلك الاحتجاجات وتنامي الطموحات وعدم الالتزام الصارم من البعض بقرارات المؤسسات داخل المؤتمر الوطني ذريعة وشهادة للنيل من المؤتمر الوطني ومحاولة استثمار ما يصنعوه في الليل عند صباح الغد وتوجيه سهام النقد لتجربة المؤتمر الوطني الحالية التي يقودها المهندس “إبراهيم محمود” بحنكة وهدوء بعيداً عن ضجيج الإعلام وفحيح التصريحات العنترية، هؤلاء لا ينظرون لإقبال القوة الحية في الأحزاب الأخرى نحو المؤتمر الوطني بالانضمام إليه أفراداً وجماعات في كل ولايات السودان وما حدث في كادقلي يوم (الثلاثاء)، إلا شاهداً على حيوية الوطني.. وجاذبيته التي جعلت القوى السياسية الباحثة عن تقديم نفسها للشعب تهرع إليه.
في كادقلي انضم الأستاذ “حمودة شطة” نائب “الطيب مصطفى” السابق في منبر السلام العادل، وهو سيف قاتل به المنبر و”الطيب مصطفى” في كل معاركه الصحافية والسياسية، وحينما تعرَّض منبر السلام إلى محنة الديمقراطية الداخلية والتصدُّع المعلن شأنه كبقية الأحزاب، اختار “حمودة شطة” الوقوف في الصف المناوئ لـ”الطيب مصطفى” قريباً من فرقائه الآخرين ومعه تيار أطلق عليه (الإصلاح) ودخل “حمودة شطة” البرلمان الولائي عن دائرة أهله وعشيرته بالمنطقة الشرقية (مستقلاً)، لكنه حظي بدعم المؤتمر الوطني جهراً وسراً، ولأن الرجل له قيمته عند أهله فاز ودخل المجلس التشريعي بصفته مستقلاً، لأن حزبه قد قاطع الانتخابات، وخلال الفترة الماضية جرت مياه تحت جسره وبين يدي الوطني حملته للعودة لحيث منشأ الشباب الإسلامي قبل أن يخرج غاضباً مع “الطيب مصطفى”، وأمام المهندس “إبراهيم محمود” قال “شطة” إن (117) من عضوية منبر السلام تقف معه وتطرق الآن أبواب الوطني، منهم أعضاء شورى ومكتب قيادي في الوقت الذي جذب المؤتمر الوطني إليه د.”محمد الصادق جلال الدين” رئيس حزب الأمة القومي بمحلية أبوجبيهة وكامل مكاتب الحزب، وقال إن (204) من عضوية حزب الأمة غادرته للوطني الذي رحَّب بها في احتفالية كادقلي.. وتبعاً لذلك أعلن د.”نجيب آدم” مدير صندوق الدواء الدائري عن انضمامه للوطني، وكذلك الصحافيين “حامد علي بلال” و”جبريل موسى فودة”.. فكيف لحزب تهرع إليه القيادات ذات العطاء والتاريخ في الأحزاب أن يكون ضعيفاً ومتصدعاً، فقط بسبب مجموعة صغيرة هتفت في المؤتمر الصحافي الأخير لأمين الدائرة العدلية مطالبة ببعض الوجوه التي تراها.. أحق من التي اختارتها المؤسسات.. واتخذت تلك الوقائع الصغيرة شاهداً على ضعف الحزب المزعوم ومدعاة للتغيير قبل انقضاء الدورة التنظيمية، كما تنص على ذلك لوائح الحزب ما لكم كيف تحكمون! وتدَّعون تصدع حزب لا وجود له إلا في مخيلة بعض الطامعين في المقاعد والمناصب.