بكل الوضوح
حضر الرئيس التركي واختفى رجال المرور!!
عامر باشاب
{ والرئيس “البشير” يستقبل نظيره التركي “رجب أردوغان” عصر أمس الأول ويصطحبه إلى القصر الجمهوري ثم إلى البرلمان، في هذه الأثناء بل وابتداءً من الظهر شهدت العاصمة المثلثة أزمة مرورية خانقة غير مسبوقة في الشوارع الرئيسة، وامتدت الأزمة إلى الشوارع الفرعية في مختلف المناطق بالمدن الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان.
{ الأزمة المرورية التي بقيت مستمرة حتى وقت متأخر من الليل تقريباً شملت كل الشوارع الرئيسة والفرعية والكباري والأنفاق والأسواق، حيث ظلت السيارات بكل أحجامها وأنواعها مصطفة في تتابع دون أن تتقدم متراً لفترات طويلة من الزمن.
{ الغريب أن رجال المرور الراجلين والراكبين الذين اعتدنا وجودهم بكثافة في جميع الطرقات في الأيام العادية اختفوا في وقت الزنقة إياها من معظم الشوارع بوسط الخرطوم، وانتشروا فقط على الشوارع التي مر بها الموكب الرئاسي من المطار إلى القصر الجمهوري ومن القصر إلى قاعة البرلمان، وكان واضحاً جداً أن عدم وجود رجال المرور تسبب في تفاقم الأزمة المرورية ليصل الازدحام الخانق إلى مرحلة يصعب معالجتها، ليضطر الكثير من المواطنين للنزول من المركبات (المواصلات) ويواصلوا الطريق إلى منازلهم زحفاً على الأقدام.
{ أما أصحاب السيارات الخاصة فلم يكن أمامهم حل ليقضوا وقتهم مع تلك الزنقة سوى اللجوء للدردشات والونسات الهاتفية، لتنضم بذلك الأزمة المرورية لمجموعة الأزمات التي ظل المواطن السوداني يسخر منها عبر الـ(واتساب) والـ(فيسبوك) وغيرهما من وسائل التواصل الإلكتروني.
{ السؤال الذي يطرح نفسه تحدث هذه الربكة و(الشربكة المرورية) بسبب رئيس دولة واحد فقط زار البلاد؟! فكيف سيكون حال الخرطوم لو استقبلت أكثر من رئيس زائر للبلاد في تلك اللحظة؟!
{ كل دول العالم حتى (النائمة) في مثل هذه الظروف ترسم خططاً مرورية استباقية وتكثف الدوريات المرورية على الطرق كافة لضبط حركة السير في كل المدينة، ولملاحظة ومتابعة الحالة المرورية إلى حين انتهاء الزيارة الرسمية. فإلى متى يا سعادتو “خالد بن الوليد” ينحصر وجود رجال المرور عندنا فقط في الشوارع التي تمر عبرها المواكب الرسمية أو في الأماكن التي تستضيف المؤتمرات الدولية أو بالساحات التي تشهد الفعاليات الاحتفالية الكبيرة.. إلى متى؟!
{ متى نستفيد من التجارب حتى لا نسقط في نفس الامتحان ولا نحصل حتى على درجات (المرور)؟!
{ إلى متى نتنقل ببرود بين طرقات ومعابر الفشل القاتل؟!
{ إلى متى…؟!!