رأي

مسامرات

قاطعوهم..واعزلوهم…
محمد إبراهيم الحاج
*ولأن الحياة في بلادنا تمضي عكس منطق الأشياء، كان طبيعياً أن تكون كثير من التفاصيل ضد المنطق، و(تردم) العقل بكثير من التفاصيل المتناقضة التي ليس لها مبرِّر ومع ذلك تصبح مع كثرة تكرارها بمثابة (عادة يومية) أو استحقاق اجتماعي لا مناص منه..
* ما أريد أن أشير إليه بداية أنه لا مشكلة لي مع أي مطرب شاب..ولا أقصد بما سوف أورده في سياق الحديث التالي سوى محاولة للانحياز إلى عامة الشباب الذين يؤرقهم أكثر من أي شيء آخر تفاصيل الارتباط والزواج.
*يبدأ بعد أيام قليلة موسم الزواج الذي عادة مايكون في بدايات السنة…ويعرف الناس حجم العبء الثقيل لمن يرغبون في اكمال نصف دينهم..
*إذا تجاوزنا كثيراً من عادات الزواج وتقاليده وتكاليفه التي أرهقت الأسر بكاملها..وتشكِّل حاجزاً قوياً أمام الشباب في التفكير بالارتباط وإكمال نصف الدين…فإن كانت كل التكاليف من (شيلة ومهر وقيدومة وغيرها في جانب…فإن تفاصيل ليلة العمر أو حفلة الزفاف التي لا يتعدى زمنها أكثر من ساعة ونصف فقط، هي في الحقيقة تمثل أكثر من نصف تكاليف الزواج.
*ولعل أهم ما في حفلة الزفاف هو (عداد) الفنان الذي لا تتعدى مدة غنائه ووجوده في المسرح أكثر من ساعة ونصف لدى أغلب المطربين أي من الساعة (9 ونصف حتى الحادية عشرة).
*فترة لا تتعدى ساعة ونصف فقط قد تكلف الشاب نصف تحويشة عمره ..فقط لأن المجتمع فرض عليه الإتيان بفنان (نجم) وصالة كبيرة وواسعة.
*ومالها حفلات زمان في نص الحلة وفنان الحلة والناس تغني مبسوطة لمدة ثلاثة أيام دون أن تشكِّل تلك الأيام هاجساً أو أرقاً للعريس وأسرته.
* كيف يستقيم عقلاً ومنطقاً أن نمنح أكثر من (35 أو 40) مليوناً، لفنان مهما كانت نجوميته يغني لمدة ساعة ونصف فقط… وصالة (مع العشاء) في الحد الأدنى لن تنقص من (60) مليوناً.
*تلك (100) حسوماً..
* مطرب شاب يردد أغنيات (باردة) تفتقر لكل مقومات العمل الفني المتكامل يمنح (40) مليوناً، في ليلة واحدة.
*أي منطق غبي هذا الذي تم فرضه اجتماعياً وصار واقعاً تتلظى منه الأسر ويرهق العرسان؟.
* مطربون أمثال: “حسين الصادق” و”طه سليمان” و”سامي المغربي” و”الدولي” و”ندى القلعة” و”كمال ترباس” و”ميادة قمر الدين” و”إنصاف مدني” يستلم الواحد منهم في الحفلة الواحدة ما لا يقل عن (30) مليون جنيه.
*مطربون ليس لهم بصمة، ولكنهم صاروا نجوماً بين عشية وضحاها أمثال: “مأمون” و”ملاذ غازي” وغيرهما وليس لهم أغنية واحدة، ومع ذلك فإن عداداتهم ملايين الجنيهات ويملكون مديري أعمال وبطانة وحاشية.
*كان الأولى بالعرسان ادخار هذه المبالغ في تأثيث منازلهم وهي تستطيع أن تفعل لهم الكثير والإتيان بمطرب لا يتعدى أجره اثنين أو ثلاثة ملايين.
*في الحقيقة لا يستحق أغلب المطربين الآن أكثر من (3) ملايين جنيه فقط، في الحفلة الواحدة..ولكنه المنطق المعوج والعادات و(البرستيج) ومحاولات البعض الظهور بعكس واقعهم الاجتماعي.
* قاطعوا المطربين الشباب الذين يغالون في أسعارهم وأحضروا بدلاً منهم مطربين بأسعار أقل ولن تندموا.
سيجد هؤلاء المطربون الذين يغالون في أسعارهم أن (سوقهم مكشوف) وأن لا أحد يريد إحضارهم بهذه المبالغ الفلكية فيضطرون إلى تخفيض أجورهم مرغمين.
*تعاملوا معهم بسياسة (الغالي متروك)..
*قاطعوهم واعزلوهم..حتى يعرفوا قيمتهم الحقيقية ولا تمنحونهم أكثر ما يستحقون.
* لا أجد مبرراً واحداً يضطر أحدهم إلى أن يدفع (40) مليوناً، لمطرب يردد أغنيات الغير .. و(60) لصالة نظير إيجارها لمدة ساعة ونصف فقط.
*أعيدوا إلى الحياة السودانية بساطتها وتلقائيتها وبهائها الفطري وستجدونها أكثر سماحة وصدقاً وسهولة.
*قاطعوهم واعزلوهم لأنهم لا يستحقون كل هذه الملايين التي تضيع في ليلة واحدة.
مسامرة أخيرة
الاسم الكامل إنسان
والشعب الطيب والديَّ
والحزب حبيبي وشرياني
أداني بطاقة شخصية
مـن غير الدنيا وقبالو
قـدامي جزاير وهمية
المهـنة بناضل وبتعلـم
تلميذ في مدرسة الشعب

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية