(12) اتفاقية ومجلس أعلى للتعاون الإستراتيجى برئاسة " البشير وأردوغان"
“أردوغان” : نشكر السودان على وقفه معنا بعد الانقلاب الأخير على السُلطة
الخرطوم – ميعاد مبارك
دعا الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، إلى رفع حجم التبادل التجاري بين أنقرة والخرطوم إلى (10) مليارات دولار، وقال خلال مخاطبته المؤتمر الصحفي الذي أعقب جلسة المباحثات المشتركة بين البلدين، برئاسة رئيس الجمهورية “عمر حسن البشير”، ونظيره التركي بالقصر الجمهوري أمس (الأحد)، قال: (إن حجم التجارة بين البلدين يبلغ (500) مليون دولار فقط، برغم أن عدد مواطني البلدين بلغ (119) نسمة، وأضاف: (هذا لا يليق بعلاقات البلدين)، مشيراً إلى مساعي البلدين إلى الوصول إلى مليار دولار، بنهاية العام 2018 وفي المستقبل (10) مليارات دولار.
وقال “أردوغان” إن بلاده عازمة على مكافحة الإرهاب، موضحاً أن انقرة ستهتم بالسودان باعتباره مركزاً استثنائياً في القارة الأفريقية.
وشكر “أردوغان” السودان على وقوفه مع تركيا في المحاولة الانقلابية الفاشلة الأخيرة، مشيراً إلى أن حكومة بلاده تسعى لاقتلاع منظمة “غولن” من الجذور والتي وصفها بالإرهابية، وأضاف (هنالك تعاون تركي أفريقي في هذا الصدد).
من جانبه وصف رئيس الجمهورية، مواقف “أردوغان” بالقوية خاصة فيما يلي القدس، وقال إن القرار الأمريكي بخصوص الاعتراف بفلسطين عاصمة لإسرائيل كان جائراً، وأضاف: (موقف القمة الإسلامية والرفض القوي مثل هزيمة للقرار الأمريكي).
وقال إن قمة اسطنبول وحدت مواقف الأمة الإسلامية والعربية في ظل ما تتعرض له من ظلم، وكان لها دور بارز في عزل القرار الأمريكي الذي وصفه بالجائر بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس ورفضه في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
ووقع الجانبان على برنامج للتعاون الإستراتيجي وإنشاء مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين السودان وتركيا، فضلاً عن (12) اتفاقية تعاون مشترك.
وفى السياق اصطف آلاف المواطنين أمام البرلمان، لاستقبال الرئيس التركي “رجب طيب أرودغان”، شعبياً، وقوبل بحفاوة بالغة، مظهرها تكبيرات وتهليلات من نواب البرلمان، ووقفوا له عدة مرات مصفقين خلال مخاطبته إياهم.
وأعلن “أرودغان”، خلال مخاطبته البرلمان، أمس (الأحد)، عن تطلعه زيادة التعاون الاقتصادي بين أنقرة والخرطوم إلى (10) مليارات دولار في غضون عام أو عامين، وكشف عن عزمه عقد اتفاقية تعاون بين جيشي البلدين، ضمن جهود تطوير العلاقات الثنائية، التي أبدى أمله بأن تكون شاملة في كل المجالات الاقتصادية والعسكرية والتراثية. وقال إن التعاون الاقتصادي بين بلاده والسودان دون المطلوب، وقال إن الاتفاقيات التي وقُعت بين البلدين ستكون خارطة طريق، مؤكداً دعمه للخرطوم، قائلاً: (لا شك إن دعم السودان بعد الحصار الأمريكي أمر مهم بالنسبة لنا).
وكشف “أرودغان” عن تهديد الإدارة الأمريكية لدول إسلامية بسحب المنح منها حال معارضتها قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال إنه أبلغ أمريكا أن الأنظمة الديمقراطية لا تشترىٍ بـ(الدولارات)، وأضاف: (دولاراتكم تشتروا بيها الأمتعة وليس الإنسانية). وشن هجوماً عنيفاً على رئيس أمريكا “دونالد ترامب”، قائلاً له: (القوي ليس من يملك الأسلحة والمال وإنما هو صاحب الحق)، وطالبه بإلغاء قراره القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وطرح “أردوغان”، مبادرة تعاون بين الدول الإسلامية، التي حذرها من وجود جهات تعمل ضدها عبر المنظمات الإرهابية، وطالب بمكافحة التطرف بعيداً من المعايير المزدوجة، وشدد على عدم سماحه بظلم الضعفاء من قبل المنظمات الإرهابية والدول التي تمارس إرهاب الدولة، بحد قوله، وأضاف: (لن أقف صامتاً بما يتعرض له المسلمون) مؤكداً استعداده لتحمل ثمن ذلك.