بكل الوضوح
تسألوا مين ولّا مين؟!
عامر الباشاب
{ عبر تصريح صحفي أعلن البرلماني “محمود عبد الجبار” عزمه رفع دعوى قضائية لاستعادة أصول مشروع الجزيرة التي قال إن صندوق النقد الدولي قدرها بـ(100) مليار دولار. وذكر أن هذه الأصول ومن بينها السكة الحديد الجزيرة وقطاراتها وغيرها من الآليات الهندسية الزراعية لا يُوجد منها ما يذكر، ثم أشار “عبد الجبار” إلى أنه بصدد الدفع بطلب عبر رئيس البرلمان لاستدعاء وزير الزراعة “عبد اللطيف العجيمي” لسؤاله عن أصول مشروع الجزيرة، وأضاف إنهم حال عدم اقتناعهم بإجابة وزير الزراعة سيُصعد الأمر إلى المحكمة لرد الأصول ومحاسبة المسؤولين عن إهمالها أو بيعها.
{ تعجبت كثيراً وأنا أطالع التصريح أعلاه الذي ملأ الصحف الأيام الماضية.. وسبب عجبي أن مشروع الجزيرة (تشلع) مع سبق الإصرار والترصد ومات و(شبع موت) من زمان ويا دووب وبعد كل هذه السنوات من مراسم دفنه، يأتي صوت من تحت قبة البرلمان يطالب باستدعاء وزير الزراعة الحالي لمساءلته عن أصول مشروع الجزيرة أين ذهبت؟!
{ كم وزير زراعة وكم والٍ وكم مدير لمشروع الجزيرة تعاقبوا منذ لحظة الإهمال الأولى إلى أن أصيب المشروع بالشلل الكامل؟ بل وجراء الإهمال المزمن مات سريرياً مأسوفاً على أيام مجده وعز حراكه.
{ كلنا عشم في مساءلة ومحاكمة كل من تسببوا في كسر ظهر اقتصاد البلاد (مشروع الجزيرة).. ولكن، وبعد ما فات الأوان تسألوا مين ولّا مين، وتحاسبوا مين ولّا مين؟!
{ حتى وقت قريب كنا نأمل في عودة حراك الزراعة، وحراك الحصاد، وحراك القطارات، وحراك المحالج، وحراك الورش، وحراك.. وحراك.. وحراك…
{ وبعد ما فات الأوان، لم نعد نحلم حتى مجرد حلم بعودة مشروع الجزيرة كمشروع إستراتيجي يسند ظهر اقتصاد البلاد ويعيد الحياة للأرض والأنفاس للناس.
{ انتظرنا إنقاذ مشروع الجزيرة وإعادته إلى سيرته الأولى عندما كنا نباهي ونفتخر به بين الأمم، ووقتها كان زعماء ورموز كل دول العالم يتحمسون لتلبية الدعوات لزيارة السودان من أجل زيارة مشروع الجزيرة والوقوف على (شنة ورنة) تجربته وإمكانياته وقدراته العجيبة في إنعاش الاقتصاد بالداخل والخارج.
{ وللأسف الشديد الآن رؤساء الدول القادمون إلى بلادنا تحولت زياراتهم للمصانع والمزارع.
} وضوح أخير
{ حقاً واقع الحال يقول إن عودة مشروع الجزيرة فات أوانها، وصارت أمراً مستحيلاً، ومساءلة من تسببوا في ضياعه أكثر استحالة!!
{ أخيراً.. نقول لنواب البرلمان عليكم الله فضوها سيرة واستعرضوا عضلاتكم الكلامية في طرح ومناقشة قضايا قد يوجد أمل في معالجتها أو حلها.