"أردوغان" في الخرطوم.. يا مرحبا
زيارة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لبلادنا يوم (الأحد) زيارة بالغة الأهمية لضيف كبير وبالغ الأثر والتأثير في المنطقتين العربية والإسلامية.
كما أن حجم ونفوذ وريادة الدولة التركية في الشرق الأوسط واضح وبائن للعيان .
تركيا قفزت اقتصاديا وصارت في مصاف الدول الكبرى صناعة.. وتجارة.. وزراعة، حيث بلغ الناتج القومي الإجمالي نحو (857) مليار دولار في العام 2016 م .
في الجانب العسكري تعتبر تركيا (سابع) أكبر جيش في العالم، و(ثاني) أكبر قوات مسلحة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إذ يبلغ عدد منتسبي الجيش التركي أكثر من (700) ألف جندي وضابط .
هذه الخلفية الاقتصادية والعسكرية زادت من الوجود والتأثير السياسي للدولة التركية في منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة والعالم عموماً.
عند اندلاع أزمة الخليج الأخيرة بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، كان السند العسكري والدبلوماسي التركي هو العامل الحاسم في توازن القوى، فقد قرر البرلمان في “أنقره” سريعاً إرسال قوات تركية إلى “الدوحة” استجابة لطلب الرئيس “أردوغان”، وقد كان.
وفور إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، دعا الرئيس “أردوغان” بصفته رئيساً لمنظمة التعاون الإسلامي إلى قمة طارئة في “أسطنبول”، غاب عنها بعض الرؤساء والملوك العرب، وقررت القمة رفض القرار الأمريكي والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
هذه التفاعلات الكبيرة والمهمة مع مشكلات وأزمات العالم الإسلامي صعدت بأسهم “أردوغان” في الأوساط الشعبية بدول العالم المسلمة من “أندونيسيا” إلى “المغرب”.
وفي ظل هذه الأجواء، فإن زيارة الرئيس التركي للسودان، تكتسب أهمية مضاعفة، وتستوجب الاستفادة منها في تطوير العلاقات بين بلدينا إلى آفاق إستراتيجية في قطاع الاقتصاد والتنمية والبنيات الأساسية، وفي مجال الدفاع والأمن، بما في ذلك إبرام اتفاقية للدفاع المشترك بين البلدين .
مرحباً بالرئيس البطل “رجب طيب أردوغان” في خرطوم اللاءات الثلاث.. خرطوم الإباء والكبرياء.
جمعة مباركة.