نوافذ

سأريك ضراوة النمر الجريح..

نضال حسن الحاج

على رسلي.. أدور في فلك التحدي.. أنتقي أهدافي بإصرار امرأة في العقد الخامس من العمر.. وبعزيمة وإرادة صبية في الثالثة عشرة منه..
أشعر أنني خرجت لتوي من معركة حاسمة.. خسرتك فيها ولكنني ربحت نفسي..
أعد الجثث الملقاة على أرض المعركة فأبتسم لأن أولاها كانت جثة ضعفي..
ضعيفة كنت للدرجة التي لم أكلف نفسي فيها عناء أن أسأل عنك أحدهم.. أو أن أصدق حديث أحدهم عنك..
ضعيفة كنت للدرجة التي ملكتك مفتاح الإحساس بي كامل عقلي ومكنتك..
والناس بتجكن جيبها قروش أنا فضيت قلبي وسكنتك..
ضعيفة كنت.. كريشة في مهب الرياح.. لا ارتضت بالأرض ملاذاً ولا لامست حدود السماء في رحلة البحث عن الحرية..
لذا سعدت لأول مرة في حياتي وأنا أرى ضعفي على قائمة الموتى الذين قتلتهم بيدي خنقاً حتى آخر الأنفاس..
أعترف أنني عدت خائرة القوى.. باهتة الروح.. غريبة الملامح.. غير أنك تستحق..
تستحق أن تعاقب بي.. بصمتي القاتل.. وبابتسامتي البريئة التي استخلصت عبيرها لتفرقه على مواعيدك الهباء..
تستحق أن أبكيك فرحاً ليس لسعادتي بفقدك.. بل لأن حرب الكبرياء لا يستطيع خوضها غير الكبرياء وحده..
تستحق أن أقابلك وعلى ثغري ذات الابتسامة التي التقيتك بها كأنك لم تذبح فرحي بك وتوزعه على الفقراء من كل شيء سوى إيلامي..
تستحق أن أغنيك على كل إذاعات الروح حباً لم يجد بمثله الزمان.. وأن أبكيك سراً على قارعة خلوتي.. وأن ألعن حبك ما أن تأبى العين وابل الدمع..
أنا أحبك.. أجل..
ولكنني الآن مدينة لرحيلك بقوة لم أعهد مثلها منذ أول جرح أقام مأتمه في زوايا الروح..
لا عقاب لصانع الحزن سوى الابتسامة..
ولا عقاب لهازم القوة سوى حلاوة الانتصار..
ولا عقاب لعاشق العناد سوى بالتحدي..
وأنا الآن في أروع حالات ابتسامي..
أشعر أن حبات الفرح تتقافز من بين ثنياتي..
أن أخبار انتصاري على ضعفي بك قد تتناقلها قنوات العالم أجمع..
وأنني أتحداك بقوة لا قبل لألف نيوتن بمعرفة كنهها..
لذا أنا بخير.. فلتمض قدماً.. وسأريك ضراوة النمر الجريح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية