التدخل الرئاسي
{ لم تنقشع سحابة الأزمة بين رئيس نادي الهلال ولاعبه “هيثم مصطفى” إلا (بتدخل) رئاسة الجمهورية (أبو الزفت).. “البرير” و”هيثم” يوقعان على إنهاء الأزمة و”البرير” هنا قد يمثل “كمال عبيد” و”هيثم” يمثل “عبد العزيز حلو”.. الأول يمثل الشرعية والسلطة والدولة والمؤتمر الوطني، والثاني يمثل البندقية والتمرد على الشرعية!!
{ إذا تدخلت رئاسة الجمهورية قبل (الكتمة) وجمعت “الحلو” و”هارون”، ونزعت من الأول العنف الكامن في صدره والنوايا الشريرة في جوفه واختاره الرئيس إلى جواره في القصر وزيراًَ، ونزع من “هارون” مشروعية الفوز بمقعد الوالي واختاره في مجلس الوزراء وزيراً، وأمر “الحلو” باختيار من يثق فيه لتولي منصب الوالي لمدة عام وبعدها يختار المؤتمر الوطني من يكمل الفترة الانتقالية الاستثنائية لعام آخر حتى تُجرى انتخابات.. كم من الأرواح كانت (تحفظ)؟ وكم من الأموال تذهب للتنمية؟ وكم من المعاقين تجنبنا إعاقتهم؟ دعنا نقول الحرب قدر من رب العالمين، والموت مكتوب في الأزل، ولكن رئاسة الجمهورية نزعت أزمة بين لاعب ورئيس النادي حينما عزّ الرجال القادرون على تسوية النزاعات والخلافات الرياضية، وليست السياسية.
{ رئيس الجمهورية (قدره) أن يتحمل إخفاقات الصغار والكبار، يحول بين “المتعافي” وخصومه.. يبقي على مدير وقاية النباتات ويفصل موظفاً آخر في التجارة عيّنه الوزير.. ويحمي وزير المالية بالحق حينما تربص به المتربصون!! الرئيس مثقل مكتبه بالقضايا، من القرار (2046) الصادر عن مجلس الأمن إلى قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة (الهكر) الذي يجد رفضاً من وزير التجارة لشيء في نفس “عثمان”، والرئيس يراقب ويتابع ويقرر في مصير المفاوضات بأديس أبابا.. يقول لـ”كمال عبيد” (لا تعجل) نحن نعد لهم عدا! ويقول لـ”عبد الرحيم محمد حسين” (هذه حدودك فالزمها)، والفريق “طه عثمان” مدير مكتب رئيس الجمهورية والوزير النافذ بتواضع ورقة إحساس وومضة خاطر وطيبة قلب يجمع “البرير” الرئيس و”هيثم” اللاعب وتحت ظل “البشير” (يتصالحان)، ولكن الفريق “طه” والدكتور “عبد الرحمن الخضر” أغفلا تكوين آلية لرعاية الصلح حتى يكتب له الديمومة والاستمرار وتكوين مفوضية للدمج وإعادة التسريح، ولعبة الكرة هي (لعبة).. في يد المدرب قرار، وبيد اللاعب التمرد، وبيد رئيس النادي قلم الشطب، فمن يضمن صفاء النوايا وانقشاع الأزمة التي صعدت لرئاسة الجمهورية، لأن الرجال الذين عهدت إليهم إدارة الشأن الرياضي لا يحترمهم لاعب ولا يحترمهم إداري، وحينما يفقد الوزير احترامه ويصغر الصغار حتى يبلغوا مثقال حبة من خردل، (ينزل) الرئيس من أعلى سلطته ويرعى صلحاً خطط له مدير مكتبه الفريق “طه عثمان” الصامت لحد الغموض، والمتواضع جداً حد التصوف، والصارم حد الغلظة!!
{ بعد أن دخل “هيثم مصطفى” مكتب الفريق “طه” مدير مكتب الرئيس وأصبحت أزمته مع رئيس النادي مدعاة لتدخل رئاسة الجمهورية، لن يحترم هيثم بعد اليوم إلا الرئيس، ويصبح وجوده في تشكيل الفريق بيده لا بيد المدرب الفرنسي (العجوز).. أما “البرير” فقد أشبع غروره وبيده قلم الشطب ليقول: حتى لو تدخلت رئاسة الجمهورية فأنا “الأمين البرير” (قادر وبسوي)، وليس في الأمر عجب!!