المدير العام لهيئة الطرق والجسور بالخرطوم مهندس "الصافي أحمد آدم" في حوار مع (المجهر) (1-2)
هذه تفاصيل عمليات الصيانة على جسر النيل الأزرق ونرتب لافتتاحه قبل مضي عام
لدينا مداولات ليؤول الجسر لهيئة السكة الحديد وإنشاء بديل وكوبريين آخرين
طرق الولاية تعاني مشاكل كبيرة وهي ليست مواصفات فقط
لدينا برنامج صيانة شاملة للطرق غير الخريف والآن “الحُفر” انتهت بنسبة (100%)
حوار ـ هبة محمود
على الرغم من أن الفترة الزمنية المسموح بها للحوار معه هي ربع ساعة من الزمن لتناول مشاكل الطرق والجسور داخل ولاية الخرطوم، وفي مقدمتها جسر النيل الأزرق وتداعيات إغلاقه التي خلفت ربكة مرورية حادة، إلا أن الحديث مع مدير عام هيئة الطرق والجسور بالولاية قارب الأربعين دقيقة وربما تزيد.
ظل “الصافي أحمد آدم” يرتب عدداً من الأوراق قبل البدء في الحوار، مستأذناً بضع دقائق لترتيبها استعداداً لاجتماع عقب انتهائه من حوارنا معه، وهو يردد أن أي سؤال حول جسر النيل الأزرق ممنوع، مؤكداً أن الحديث حوله أُخذ على غير محمله، ولكن إصرارنا على أن هذا الجسر هو لبّ الحوار بجانب بعض القضايا، جعله يفصح عن بعض الإشارات حول مراحل الصيانة، نافياً أي حديث عن إغلاق الجسر لمدة عام، مؤكداً أن التأهيل هو الذي يستحق العام وليس الإغلاق، وقال: (ذكرنا أن فترة التأهيل تستغرق عاماً ولم نقل سنغلقه عاماً، وحديثنا أُخذ على غير محمله، الأمر الذي أحدث ربكة)، مشيراً إلى فتحه قريباً.
وكشف “الصافي” عن أن الكشف على الكوبري تم بنسبة (70%)، لافتاً إلى ضرورة تأهيله تحوطاً لأي مخاطر ناتجة عن الصدأ الكبير الذي اعترى مداخل الجسر على حد تعبيره، مؤكداً قيام جسر جديد موازياً له، دون توصل لاتفاق مستقبلي بينهم والهيئة العامة للسكة الحديد حول أيلولة الجسر حتى الآن.
وتناول الحوار عدداً من المحاور حول مشاكل الطرق في الولاية ومواصفاتها، كما تناول الاختلالات بكوبري المنشية، وأسباب تأخر العمل بكوبري المسلمية، ومراحل العمل بجسر الدباسين.. وكشف عن عدد من الجسور والطرق قيد الدراسة والإنشاء.
{ تعاني ولاية الخرطوم من ضائقة مرورية حادة بسبب إغلاق جسر النيل الأزرق.. كيف هو الوضع الراهن الآن وماذا عن أن حالته لم تكن تستدعي إغلاقه لعام؟
_ أولاً صيانة جسر النيل الأزرق كان يفترض حدوثها منذ فترة طويلة، ولكن لأسباب عدة مختلفة من ضمنها عدم التمويل وعدم إغلاق الكوبري نفسه باعتباره سيُحدث إعاقة في الحركة سيما أن الفترة الماضية كانت الجسور قليلة العدد قبل إنشاء جسر (الإنقاذ ـ المك نمر ـ المنشية) وخلافه، لكننا وصلنا إلى مرحلة أنه لابد من بدء صيانته وقد كان وقمنا بإغلاقه، وكان حديثنا واضحاً وهو أن الجسر يحتاج إلى تأهيل.. وحسب الدراسات التي وضعت وحسب العقد الموقع مع الشركات التي كان يفترض أن تعمل على تأهيله منذ فترات سابقة قبل مجيئنا نحن إلى الوزارة وهو فترة العامين، لكن بعد ذلك عندما أتينا قمنا بالضغط على الشركة على أساس تقليص الفترة إلى عام ولم نقل إننا سنغلقه لمدة عام.
{ لكن الحديث كان عن أن فترة الصيانة ستستمر عاماً؟
_ التأهيل هو الذي يستحق العام وليس الإغلاق.. حديثنا أُخذ على غير محمله ما أحدث ربكة.
{ ما هو الوضع الراهن للصيانة الآن.. ما تم وما لم يتم؟
_ الكوبري به أجزاء كثيرة جداً جارٍ العمل عليها.. هناك صيانة تحت الجسر وفوقه، وأيضاً صيانة في مسار العربات ومسار السكة الحديد والمشاة.
نحن داخلياً لما قلنا نصينه في سنة على اعتبار إنو دا ما شغل جديد إنت عارف عايز تعمل شنو، يعني تصب العلب وخلافه، لكنه عمل يتطلب الكشف ثم بعد ذلك اعتماد الموجودات التي ستجد عليها حالة الجسر خاصة أن أجزاء كبيرة منه مدفونة، سواء كانت مدفونة بالأسمنت أو الخرسانات، وبالفعل كشفنا عليه الآن ووجدنا أجزاء كبيرة منه مدفونة وبها جزء كبير جداً (صدئ)، وفي ذات الوقت وجدنا أجزاء بحالة جيدة، لذلك امتنعنا عن تحديد وقت للإغلاق وذكرنا أن الصيانة هي التي تحتاج فترة العام، والحمد لله الآن كشفنا (70%) من الأجزاء المخفية في الجسر، وفي الحقيقة وجدنا هناك أجزاء محتاجة للتغيير وأخرى بحاجة للصيانة العاجلة، بينما يمكن لبقية الأجزاء الاستمرار بشكلها الحالي دون إجراء أي تغيير عليها، ونحن الآن بقدر بالإمكان قمنا بتجزئة العمل لأربعة أجزاء، في الأول التركيز على جزء العربات ثم المشاة وبعده الأجزاء السفلية للكوبري حتى السكة الحديد، يعني في الأول نعطي الأولوية لمسار المركبات، وإن شاء الله نفتح الجسر للناس قبل السنة بإذن الله.
{ هل هناك موعد بعينه؟
_ ما بنقدر نقول متين، لكن سيتم افتتاحه قبل السنة بمدة إن شاء الله، وذلك لسببين أولاً الحمد لله وجدنا كثيراً من الأجزاء التي بحاجة إلى تغيير موجودة في السودان، وقمنا بالاتفاق مع مصانع لتصنع بعض الأجزاء، مثل مصنع “طولان” و”رينا رول”، وسنقوم بتصنيعها هنا بدلاً عن استيرادها من الصين.. ثانياً نحن تعاملنا مع الأمر بكل مهنية وشفافية واشتركنا وعقدنا لجنة وزارية كبيرة جداً ضمت كل الخبراء وأساتذة الجامعات المعنيين بصناعة الجسور في السودان، وهذه اللجنة تابعت معنا مراحل الكشف عن الجسر ومراحل الحلول المقترحة وكان لها أيضاً دور كبير جداً في اختصار وقت كبير جداً من المعالجات الفنية المطلوبة.. وهذا جميعه إن شاء الله يصب في خانة تعجيل فتح الكوبري قبل إكمال العام، لكن متى، لا نستطيع تحديد فترة زمنية بعينها لأن هناك (30%) من أجزاء الجسر لم يتم الكشف عليها.. لكن مؤكد نعد أهلنا المواطنين أننا لن نأخد فترة العام إن شاء الله وسنفصح عنها عما قريب بعد إكمال العمل واتضاح الصورة كاملة لنا و(نشوف ما تبقى من المطلوبات).
{ هل كانت هذه المشاكل الفنية للجسر بحاجة ضرورية لإعادة تأهيل.. ولماذا لم تتدارك الولاية الخلل من خلال الصيانة الدورية؟
_ كان لابد من إعادة تأهيل الجسر، المشاكل الموجودة به لم يكن يجدي معها إجراء صيانة دورية عادية، وكان لا بد من إغلاقه وإزالة الأسفلت والخرسانات حتى نكشف المشاكل. الآن هناك أجزاء مدفونة تحت الماء.
{ هل كان هناك خطر كبير على حياة المواطنين؟
_ إلى حد ما، لأن الكباري التي على شاكلة جسر “الحديد” تأتي خطورتها فجأة، هناك صدأ في أجزاء من الكوبري، والناس شافوه في التلفزيون في المدخل من ناحية الخرطوم والمدخل من ناحية بحري به صدأ كبير جداً.. بعض الأجزاء (نقصت النص) والناس عرضوها في الجرائد، وهذه لابد من عمل تقوية لها لأنها من الأجزاء الخطرة والتي نحن الآن بصدد تقويتها وتمتينها.
{ هناك حديث عن إنشائكم “كوبري” جديداً على النيل الأزرق بدلاً عن جسر “الحديد” على أن يؤول الأخير لهيئة السكة الحديد؟
_ هناك فكرة لإنشاء ثلاثة جسور سيتم إنشاؤها خلال هذين العامين إن شاء الله، وهي جسر (النيل الأزرق الجديد ـ جسر النيل الأبيض الجديد ـ جسر كافوري)، وهناك مداولات بيننا وإخواننا في السكة الحديد على أن يتبع هذا الجسر لهم، لكن في الحالتين نحن لابد لنا من إنشاء جسر موازٍ لجسر النيل الأزرق الحالي، وننشئ المعابر على النيل الأزرق لفك الضائقة المرورية داخل مراكز المدنيين الخرطوم والخرطوم بحري، وبعد ذلك يتم الاتفاق هل نترك هذا الجسر للسكة الحديد أم يكون تابعاً لنا.. لكن حتى الآن الأمر متروك. ونحن داخل الوزارة لدينا فكرة في أن يتم تحويل قطارات السكة الحديد العابرة عبر الطريق الدائري وتخرج عبر سوبا ويكون الخط الداخلي للقطارات الداخلية فقط.
{ على الرغم من إنشائكم عدداً من الجسور إلا أن الولاية تشهد اختناقات مرورية بسبب قلة الكباري الطائرة وضيق المعابر الامر الذي يفسد حلاوة إنجازاتكم؟
_ مشاكلنا في الخرطوم هي أننا بحاجة لمعرفة من أين تأتي الاختناقات المرورية هذه.. صحيح التقاطعات بها مشاكل وبحاجة إلى معابر فوقية وإلى أنفاق، أضف إلى أننا نعاني من مشكلة كبيرة جداً في السودان.. الآن الخرطوم عليها ضغط غير محتمل ولا توجد طاقة استيعابية لها، وكذا الطرق أيضاً أصبحت لا تحتمل كمية السيارات التي دخلت الخرطوم ولا الطاقة الاستيعابية تستوعب كمية الناس الذين هاجروا نحوها وهي في الحقيقة مشكلة.
{ كم عدد التقاطعات التي يحويها مخططكم الهيكلي؟
_ في المخطط الهيكلي للولاية هناك حوالي (23) تقاطعاً داخل المدن الثلاث لابد من إجراء معالجات لها لفك الاختناقات المرورية، من ضمنها أنفاق وكبارٍ طائرة ويمكن في العام 2018 ـ 2020 سنقوم بإدخال (7) أن شاء الله، بعد ما البلد شوية الآن حصل لها انفتاح وستأتي شركات من الخارج، ونحن نؤمل أن نتحصل على عدد من التمويلات والاستثمارات لإنشاء معظم هذه الأنفاق خلال العامين القادمين بالإضافة للكباري النيلية.. لكن نحن أصلاً ساعون لمعرفة المسبب الأساسي للاختناقات وهي في تقديري بخلاف كثرة العربات هي الحركة العابرة أيضاً من الولايات، لذلك فكرنا في الطرق الدائرية.. الآن نحن شغالين في الطريق الدائري الثاني وخلصنا جسر سوبا وسوف نخلص جسر الدباسين عما قريب إن شاء الله، حتى تخرج كل الحركة العابرة خارج المدن وتخفف الحركة على الطرق الداخلية.
{ الطرق الداخلية واحدة من مشاكل الاختناقات المرورية لما تواجهه من معاناة في مواصفاتها تجعلها متهالكة رغم مرور وقت قصير على إنشائها؟
_ الطرق تعاني من مشاكل كبيرة جداً، المشكلة ليست مشكلة مواصفات بقدر ما هي مسألة خبرات وتعديات عليه.. نحن مِن جينا عملنا (السيد عبد الرحمن) والآن ما فيه حُفر، وعملنا طرق جديدة ما فيها حُفر، لكن هذه الطرق معرضة لتعديات أولاً الخريف والتصريف السيئ جداً يتسبب في امتلائها بالمياه وهي تسبب مشاكل للطريق، نجد أيضاً بعض المواطنين يقومون بغسل السيارات فوق الأسفلت ما يؤدي إلى إحداث مشاكل بها.. الأمر الثاني الذي تواجهه الطرق هو الكسور، ونحن لدينا كسور مستمرة لأن شبكات المياه الموجودة بحاجة للتأهيل وهي متهالكة، وأيضاً شبكات الصرف الصحي على قلتها أيضاً متهالكة وتحدث فيها انفجارات تحت الأسفلت تؤدي إلى انهيارات وحُفر.
{ مواصفات الطرق سليمة.. والمشكلة كلها تمكن في التعديات والمياه فقط؟
_ هناك عيب، أنا ما بقول في المواصفات، لكن في التنفيذ ومتابعة التنفيذ ونحن حرصنا الآن في العمل بالمواصفات الفنية المطلوبة حسب المواصفات البريطانية، والحمد لله نطبقها بنسبة (100%).. المشكلة تأتي في المواد، كان بها مشكلة، يعني مواد منطقة حطاب كان يتم استعمالها كأساس للطرق وهي لا تكون بالقوة الكافية، لكن نحن الآن أحدثنا تعديلات في المواصفات نفسها وأدخلنا عليها نسبة من الحجر المكسور، بجانب الحجر الطبيعي وجعلناها تأتي بقوة التحمل المطلوبة للطرق داخل الولاية.. الآن الطرق الجديدة جميعها أُطمئن الناس أنها لن تكون بها مشاكل ما لم تحدث تعديات عليها أو ينفجر خط مياه أو خلافه، لكن كمواصفات نحن مطمئنون عليها تماماً.
{ قبل البدء في إنشاء الطريق تتم مراجعة جميع خطوط المياه والصرف الصحي للتأكد من سلامتها ومن ثم البدء في العمل.. لما لا يتم الكشف بدلاً عن إهدار الأموال في الإنشاء والصيانة؟
_ الكشف موجود قبل البدء في إنشاء الطريق لكن الخط أحياناً يحدث به عطل وينفجر عقب اكتمال عملية الإنشاء، لذلك نحن درجنا في كل الطرق الجديدة على أن تكتمل كل الخدمات تحت الطريق ومن ثم الشروع في إنشائه مثلما حدث في شارع (السيد عبد الرحمن).
{ خدمات مثل ماذا؟
_ الطريق دا ما حقنا برانا، هناك الصرف الصحي والمياه والزراعة والتلفون والكهرباء وأخطرها بالنسبة لنا المياه والصرف الصحي، وأيضاً الزراعة لأنها مرتبطة بالماء وهي عدو بالنسبة للطريق.. عشان كدا أي طريق ما لم نتأكد من سلامة هذه الأشياء والحاجات لن نبدأ العمل فيه، لذلك توقفنا في طريق الميناء البري سنة كاملة حتى تم علاج مشكلة المياه، وتم تشييد الصرف الصحي بالوضع الجديد ثم أتينا ووضعنا الأسفلت، وكذلك شارع (السيد عبد الرحمن)، وأنتم في الصحافة تحدثتم وقلتم طريق يتم العمل فيه سنتين وثلاث سنوات ونحن ساكتين وعارفين لماذا أخذ هذا الطريق وقتاً طويلاً استمر لسنوات، وكان في إمكاننا إكماله في ستة أشهر لكنه كان سيُخرّب ويحتاج لصيانة مجدداً. نحن انتظرنا حتى تم إنشاء خط صرف صحي بصورة حديثة جداً يمكن يعيش (50) سنة لقدام في نص الطريق، وأيضاً تم عمل خطين مياه (18) بوصة شمال الشارع ويمين الشارع بمواسير حديثة ومواصفات حديثة تعيش (50) سنة لقدام، ثم أتينا بعد ذلك وقمنا بتغطية الشارع بالأسفلت، وهذه إستراتيجيتنا للمرحلة القادمة، وهذا ما قصدتِه من حديثك عن انهيار الطرق.. لكن نحن نتحدث عن الشيء القائم الآن.. أنا ما عندي المقدرة الليلة حتى أقوم بتغيير جميع شبكات الصرف الصحي وفي أوقات كثيرة أضطر لوضع الأسفلت على شبكات قديمة قائمة وتحدث فيها انفجارات وتؤدي إلى حدوث حُفر وهذا ما كان يحدث.
{ هل تتم محاسبة الشركات المنشئة للطرق حال حدوث أية مشكلة في طريق تم إنشاؤه حديثاً؟
_ ما بنحاسبها لكن نلزمها بصيانة الطريق على حسابها.
{ هناك عدم رضا عن ما تقدمونه فالبنية التحتية للولاية بحاجة للمزيد من العمل؟
_ لو عايز ترضي كل الناس بالتأكيد ما ح تقدر ترضيهم، صحيح نحن عندنا مشاكل في الطرق عارفنها، لكن بالمقابل هناك إشادات تصلنا ونحن قبل لقائك هذا جاءتنا أكثر من إشادة من جهات مختلفة بالعمل الذي تم في الطرق وصيانتها وفي إغلاق الحُفر، هناك عمل كبير جداً سيتم ومجهود يتم إنجازه إذا ما قارنتِه بحجم الطرق الموجودة.. نحن بنتكلم عن خمسة آلاف كيلو مسفلتة داخل الولاية هذا غير الطرق غير المسفلتة، إذا قارنا حجم الطرق والإمكانات المتاحة أصلاً المقارنة بتكون واضحة بالنسبة ليك.. المجهود كبير، معظم الطرق السيادية في مراكز المدن ما فيها أي مشاكل، هناك طرق في أطراف المدن ما فيها مشاكل.. الآن نحن نتحدث عن (زيرو حُفر)، ونحن عندنا برنامج صيانة شاملة غير الخريف وغير برنامج (زيرو)، والحمد لله قفلنا- الحُفر- تماماً بنسبة (100%) والمفروض ينتهي العمل في 31/12، وما تشاهدونه من حُفر هنا وهناك هي حُفر جديدة لأن الطرق دائماً بحاجة لإعادة تأهيل.