قبل حلول 2018.. هل تُراجِع جميع الأحزاب دفاترها؟
1
{ مع نهايات العام 2017م الذي يتأهب للرحيل بعد أيام قلائل، ينبغي أن تتوقف جميع القوى السياسية ببلادنا في محطة المغادرة، فتراجع أداءها ومشروعها السياسي والاجتماعي، وتحاسب قياداتها، وتنتقد ذاتها، تطويراً لمسيرتها في العام 2018، لصالح الوطن الكبير.. الآمن.. المتحد والمستقر.
{ دعوتنا للمراجعة والنقد الذاتي تبدأ من المؤتمر الوطني أكبر أحزاب الحكم، ولا تنتهي عند الحزب الشيوعي السوداني، مروراً بأحزاب الأمة، الاتحادي الديمقراطي، المؤتمر الشعبي، البعث، الناصري والمؤتمر السوداني.
2
{ يقود حزب المؤتمر الوطني دفة الحكم عبر ائتلاف حزبي عريض، لكن نشاط الحزب خفت بصورة واضحة خلال السنوات الأخيرة، وقد ظل البعض يردد بعد مفاصلة الرابع من رمضان (12/12/1999)، أن الحزب رأى توحيد القيادة السياسية والتنفيذية منعاً لتكرار الشقاق، مع التركيز على إطلاق سراح الجهاز التنفيذي من قبضة الحزب، ليحقق اختراقات في مجالات الاقتصاد والتنمية والدفاع والأمن.
{ ولكن ثبت بالمتابعة خلال السنوات الأربع الماضية، ابتداءً من العام 2013م الذي تقاعد فيه عدد من قادة الحرس القديم بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، أنه كلما ابتعد الحزب عن حكومته ضعفت الحكومة في أدائها التنفيذي، وبالمقابل تراجع أداء الحزب السياسي، بتحجيم دوره ومهامه، في المركز والولايات.
3
{ مع إطلالة العام 2018م، تدخل البلاد في دائرة طقس انتخابات 2020، وقد أعلن أحد قادة التيار الليبرالي من الناشطين السياسيين بمعارضة المهجر “عادل عبد العاطي” ترشحه.. مبكراً لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقبلة، وقبله بأسابيع دعا رئيس الحركة الشعبية – شمال (الجناح السياسي) “مالك عقار” القوى السياسية إلى الاستعداد لخوض انتخابات 2020.
{ ولا شك أن مثل هذا الحراك السياسي هو الذي يصنع الفعل الإيجابي وينجب المبادرات الوطنية الخلاقة، كما أنه يحقق الغاية الأسمى التي يصبو إليها الجميع، وهي الاتفاق على اللجوء لأدوات (الحل السياسي) بوسائل المواجهة المدنية وأهمها صناديق الانتخابات، بديلاً حكيماً وعقلانياً لخيار (حمل السلاح) والاستنصار بالأجنبي الذي لم يعد راغباً ولا متحمساً لدعم المعارضات المسلحة في المنطقة.
4
{ في ظل هذا الواقع.. والمؤشرات، فإن المؤتمر الوطني سيواجه (انتفاضة انتخابية) ربما تكون مختلفة عن تجربتي انتخابات 2010 و2015، ما يحتم عليه إعادة ترتيب بيته الداخلي، والدفع بقيادات فاعلة وقوية، واسترجاع عدد من الطاقم (القديم) القادر على العطاء، خاصة وأن السيد الرئيس “البشير” رئيس الحزب قد تابع (الشوطين) الماضيين خلال الـ(4) سنوات المنصرمة، من كنبة (المدربين)، ويستطيع أن يحكم ويقيّم، ويعدّل ويبدّل بالتشاور مع هيئة الشورى والمكتب القيادي والنابهين والمتجردين من قادة الحزب، وصولاً لـ(فريق) سياسي وتنفيذي بأداء رفيع، يعبر معركة 2020 بثبات وثقة واطمئنان.