تقارير

سماسرة الحج وأصحاب الوكالات ينتصرون على الدولة في البرلمان

لماذا عاد الدب الروسي في هذا الشتاء لقلب العالم الإسلامي؟
هل يتقبل د.”فيصل حسن” (الفاتحة) في روح الحكم الفيدرالي؟؟
حديث السبت
يوسف عبد المنان

في شتاء هذا العالم عاد الرئيس الروسي “فلادمير بوتين” إلى قلب العالم الإسلامي والعربي بعد أن أخذت روسيا في التعافي من المرض الذي سكن جسدها المنهك بعد سقوط الإمبراطورية الشيوعية.. وغروب شمس سنوات “بوريس يلتسن” و”غرباتشوف”.. وبزوغ في موسكو الجديد الذي يعيد نسبياً التوازن الدولي بعد سنوات عاشها العالم في كف القوة الواحدة.. والقطب الأمريكي الذي أذاق مخالفيه في الرأي والتوجه مر الشراب.. و”فلاديمير بوتن” الشاب الطامح في انتخابه رئيساً لروسيا مرة أخرى خطف إعلامياً حصاد الانتصار الذي تحقق في الأراضي السورية على تنظيم الدولة الإسلامية داعش بعد القضاء عليه في بلدة الرقة السورية وتختلف التقديرات ما بين الدول الغربية وموسكو بشأن الحرب على الإرهاب، فالتحالف الغربي يعتبر دخول روسيا في الحرب على الإرهاب دوافعه حماية حليفها “بشار الأسد” أكثر من كونه حرباً على تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش.. ونددت فرنسا بإعلان موسكو الانتصار في الحرب على الإرهاب بما أطلق عليه “أيف لوريان” وزير الدفاع الفرنسي (بتضليل الوقائع).. ولكن جاءت عودة الدب الروسي إلى قلب العالم الإسلامي والعرب بما أثار الرعب في العواصم الغربية باريس ولندن وبون.. بعد زيارة اليوم الواحد في الحادي عشر من ديسمبر الجاري حينما طار الرئيس الروسي “فلادمير بوتين” إلى سوريا وهبط بقاعدة (حميميم) الجوية التي شكلت أهم قاعدة انطلقت منها المقاتلات الروسية لضرب المعارضة السورية وتنظيم داعش حتى قضت عليها، ولحظة مخاطبة الرئيس “فلاديمير بوتين” لجنوده المقاتلين في تلك القاعدة.. كانت القوات الروسية قد أخذت في الانسحاب من الأراضي السورية عائدة إلى قواعدها بعد الانتصار الذي أعلنه “بوتن” في حضور الرئيس “بشار الأسد” الذي كان يتحدث بلغة من انتصر له حليفه القوي وأبقى عليه في الحكم وبسط جناح الحماية له من ثورات شعبة المدعومة من أشقاء له في المنطقة.. أعطى “بشار الأسد” زيارة الساعات القصيرة تفسيراً مغايراً للأهداف التي أعلنها “بوتن” وقال “بشار الأسد” إن زيارة “بوتن” جاءت من أجل الإعداد المرحلة الثانية من الحرب على الإرهاب في إشارة واضحة لتمسك “بشار الأسد” بالعمليات القتالية لتأمين حكمه وبسط نفوذه في الدولة التي كادت أن تموت واقفة جراء حروبات دول المنطقة في الأراضي السورية، فالمعارضة السورية بأجنحتها الديمقراطية والسلفية والدواعش تمثل تيارات خطرة على البلدان الخليجية.. لكنها أي الدول الخليجية وضعت أموالها في كفة مناوئة لإيران، وقد اختار الرئيس الروسي البعث برسائل صريحة وواضحة إلى حلفائه وأصدقائه وخصومه ومناوئه خلال يوم واحد فقط خصصه “بوتن” لزيارة ثلاث دول قبل أن يستلقي في عاصمة الشتوية.. في تركيا حيث عقد مباحثات مع الخليفة العثماني الجديد “رجب طيب اردوغان” تناولت القضايا الراهنة وخاصة المشكلة العراقية وأزمة الإكراد.. والأوضاع في اليمن.. ومن هناك.. طار الرئيس الروسي إلى القاهرة وهو يتذكر كيف طردت القاهرة الخبراء الروس مجاناً حتى دون أن تطلب شحنة قمح واحدة رغم حاجتها إلى الخبز منذ ذلك الحين وحتى اليوم.. وقد كتب وزير الخارجية الأمريكي لو طلبت مصر أي شيء لوجدته مقابل طرد الخبراء الروس.. ومصر دولة مفتاحية لأفريقيا والعرب وعودة روسيا إلى قلب العالم الإسلامي أثار الرعب في الغرب.. فهل قرأ الرئيس “البشير” جيداً توازن القوى الجديدة في المنطقة واختار أن يتقدم صفوف العرب نحو روسيا حتى لا يأتي في مؤخرتهم.
وقد أخذ الإقبال على روسيا يتزايد خاصة بعد أن وقعت روسيا على اتفاقية لتوسعة القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري وتمنح الاتفاقية روسيا الحق في استخدام القاعدة البحرية لمدة (49) عاماً دون مقابل مادي وتسمح الاتفاقية بتواجد (18) قطعة بحرية روسية في الميناء وتعتبر قاعدة طرطوس من أهم منافذ الروس على المنطقة ومن يملك نوافذ على البحر يملك الأرض اليابسة.
وبات في حكم المؤكد أن تضع روسيا غواصات نووية في الميناء ومقابل هذا التواجد الروسي تمنح سوريا العسكريين والمدنيين الروس حصانات دبلوماسية في أراضيها.. إلا أن الاتفاقية التي وقعت مع روسيا لم يصادق عليها مجلس الدوما بعد والذي رحب بعودة القوات الروسية منتصرة من سوريا وهو النصر الذي لم يعجب التحالف الغربي.. وزعموا إن روسيا لم تقاتل تنظيم داعش.. وبعد التجربة الروسية الناجحة في سوريا والتحالف الذي نشأ بين أكبر ثلاث قوى اقتصادية وعسكرية خارج حدود جغرافية الاتحاد الأوروبي المرعوب والمرتاب من طهران وانقره.. وموسكو.. فإن العرب والمسلمين أخذوا في الاقتراب من تلقاء أنفسهم نحو عاصمتين على الأقل من العواصم الثلاث ، ونعني بذلك أنقرة وموسكو.. حيث يرتاب الخليج من الإيرانيين ونفوذهم وتداخل العقيدة الشيعية ومصالح الدولة الإيرانية.. وإذا ما وقعت الحكومة السودانية اتفاقية مع الروس بشأن قاعدة في البحر الأحمر على غرار قاعدة طرطوس السورية فإن موسكو تعود بكامل نفوذها إلى هذه المنطقة الهامة من العالم وهي تعلم جيداً حجم الموارد المعدنية والبترولية التي يمكن لروسيا أن تعيد بها.. وضعيتها السابقة وقد أنفقت المنطقة على الولايات المتحدة مبالغ ضخمة مقابل الحماية الأمريكية لمصالحها من النفوذ الإيراني الذي يبدو  في كثير من الأحيان فزاعة تستخدم لأغراض السياسة أكثر من كونها.. حقائق على أرض الواقع اللزج وعودة روسيا هي عودة التوازن وعودة لقطبين متنافسين على الزعامة.
{ د.”فيصل” والفاتحة على روح الفيدرالية
لا شك أن د.”فيصل حسن إبراهيم” من القيادات السياسية التي تملك رصيداً كبيراً في مفاصل حزب المؤتمر الوطني وخبرة سنوات طويلة أتاحها د.”نافع علي نافع” لشاب هجر مهنة البيطرة.. وأصبح لاعباً سياسياً محترفاً في أكثر قطاعات حزب المؤتمر الوطني حيوية ونفوذاً ألا وهو القطاع التنظيمي.. ومن ملف الجنوب إلى ملف الحكم الاتحادي بزغ نجم د.”فيصل حسن إبراهيم” ليذهب لولاية شمال كردفان (والياً) لفترة ليست بالقصيرة ونسج د.”فيصل علاقات دقيقة بالمجتمع وقيادات حزب المؤتمر الوطني والطرق الصوفية أهلته للمنافسة على أي اختيارات لحزب المؤتمر الوطني.. وبعد مرحلة التغيير والتبديل.. التي عرفت بالإصلاح والتجديد.. ارتقى د.”فيصل” لقيادة الحزب العليا في منصب أمين قطاع الاتصال التنظيمي الذي تمتد خبرته في هذا القطاع لأكثر من عشرين عاماً.. وجمع مع الاتصال التنظيمي الموصول بالولايات بوزارة الحكم الاتحادي التي تم وضعها كوزارة أولى في برتوكول الدولة الرسمي بعد وزير رئاسة الجمهورية وقبل وزارتي الدفاع والداخلية.. رغم أن النظام تطغي انشغالاته الأمنية على ما عداها من انشغالات وهو أي د.”فيصل” من دعا لمؤتمر الحكم الاتحادي للمراجعة والتقويم.. والرجل من المؤمنين بشخصه وقناعاته بالحرية والديمقراطية وتبادل السلطة.. وإذا تحدث إليك عن الحكم الاتحادي ينتابك إحساس بأن د.”فيصل” من قادة التيارات الإصلاحية التي تبتغي التغيير.. لصالح التجربة بيد أن الرؤية الشخصية شيء.. والتوجهات العامة شيئاً آخر. ومؤتمر تقويم ومراجعة الحكم الاتحادي كان بمثابة تجمع لشتات أفكار وتوجهات ومدارس متعددة.. وما بين البسط والقبض تأرجح مؤتمر الحكم الاتحادي بين هذه الرغبات.. تيارات تسعى لإجهاض التجربة وإفراغها من محتواها السياسي بغرض التعيين من الوالي وحتى المعتمد في إغفال تام وتجاهل غير حميد لمطالب الولايات والأطراف عبر سنوات طويلة من النزاع بين المركز وتلك الأطراف.. ومن أجل الحكم الفيدرالي أزهقت أرواح.. وفقدت البلاد خيرة شبابها في حروب عبثية لا طائل من ورائها.. ومثل تبني الإنقاذ للحكم الفيدرالي منذ عام 1994م، تطوراً هاماً أحدث قدراً من الرضاء في الأرياف التي شعرت بالمشاركة الحقيقية في حكم السودان.. إلا أن جيوب المركزية وعقلية الأفندية وعقلية (الحواشات) والأخيرة مرادفة للعقلية الرعوية التي اتخذها.. د.”النور حمد” المفكر الجمهوري مقولة ونظرية يتندر بها على السودانيين.. هذه العقلية الأفندية.. يعاودها الشوق وينتابها الخوف من حرية الناس في حكم أنفسهم وتدبير شؤونهم.. لذلك عمدت هذه العقليات للتربص بالحكم الفيدرالي وانتظار الهفوات الصغيرة واستغلالها للإجهاز عليه وإفراغه من أي محتوى نافع.. وهؤلاء المتربصون بالحكم الفيدرالي من (أهل البندر) أصحاب نفوس وتعاظم دورهم في الحكم مؤخراً خاصة بعد أن فقدت الإنقاذ رجلاً مثل د.”نافع علي نافع” كان من أكثر المنافحين عن الحكم الاتحادي.. لذلك وجد د.”فيصل حسن إبراهيم”.. مشقة بالغة في إدارة مؤتمر تقويم ومراجعة الحكم الاتحادي ما بين سلطة مركزية تسعى لاحتكار كل شيء من تعيين الوالي وحتى المعتمد.. وتغييب الحكم المحلي والحيلولة دون قيام المجالس التشريعية للمحليات حتى في ولاية الخرطوم ويستخدم هؤلاء في بعض الأحيان فزاعة دخول الأحزاب بثقلها في معترك المحلي.. ويستخدمون في أحيان أخرى إدعاءات عن قلة الموارد في الوقت الراهن.. لكن يبقى الهدف غير المعلن هو تجريد الحكم الفيدرالي من كل فضيلة ونهش عظامه.. ووأده.. والآن في دوائر مجلس الوزراء أحاديث عن مراجعة الحكم الفيدرالي.. وقانون جديد يجهز على ما تبقى من الحكم الفيدرالي.. بإحالة الولاة إلى موظفين عموميين بلا سلطات حقيقية.. وقد جرب هؤلاء من قبل جعل الأراضي ملكاً للمركز يتصرف فيها في شأن الاستثمار بما يروق له ويحقق مصالح الدولة المركزية في إغفال كامل لحقوق المجتمعات في الانتفاع من الأرض إلغاء لدور الولايات التي مطلوب منها فقط أن تراقب وتنتفع  من بعض الهبات التي تتنزل عليها من مستخدمي الأرض بما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية وهي كلمات فضفاضة تجعل حقوق الولايات نذهب للجيوب المنتفخة في المركز؟؟ وتصبح السلطة تعييناً من أعلى.. والمال يتم صرفه هنا في مقرن النيلين.. والأراضي توزع من المركز.. ويمسي الحكم الفيدرالي مسخاً مشوهاً.. يبدو من  مظاهره حكماً فيدرالياً لأغراض التسويق الخارجي وتجميل الوجه وفي حقيقة أمره حكماً مركزياً قابضاً.. وذلك ما يهدد ما تبقى من وحدة السودان.. وحينما طرحت حركة شعبية انفصالية يقودها “عبد العزيز الحلو” وجدت من يغازلها.. ويمدحها ويتواصل معها بينما الحركة في شقها الثاني التي طرحت وحدة السودان مع حكم ذاتي للمنطقتين ، لم تجد حتى كلمة غزل من المركز.. ربما د.”فيصل” من الذين يؤمنون بأن الحوار مطلوب مع النقائض.. لذلك يجري التواصل اليوم مع “عبد العزيز الحلو” ويتم تجاهل “مالك عقار”!! لكن في السياسة من يحاورك بالضرورة أن يكون معترفاً بك!!
 الحكم الفيدرالي اليوم في محنة حقيقية ما بين أن يبقى أو يذهب كلياً.. وقد وضع مؤتمر الحوار لبنة لأساس حكم فيدرالي حقيقي بإقراره بضرورة انتخاب الولاة من الشعب.. وتلك خطوة هامة جداً إذا أقبلت عليها الحكومة وتدبرت في كيفية النأي بالتجربة من سلبيات الاختيارات الماضية وهي  اختيارات خاصة بالمؤتمر الوطني ربما في مقبل الأيام يستفيد المؤتمر الوطني من تجارب غيره من الأحزاب في اختيار مرشيحها لمنصب الوالي.. والأحزاب الصغيرة تستطيع المنافسة في الولايات إن هي تحلت بالشجاعة والإقدام على خوض الانتخابات وخرجت من عباءة وأحضان المؤتمر الوطني وشخصية مثل “موسى محمد أحمد” يستطيع الفوز على المؤتمر الوطني في البحر الأحمر و”أبو بكر حامد محمد نور” يستطيع منافسة د.”عبده داؤود” في شمال دارفور.. وإذا قرر حزب الأمة خوض الانتخابات فإن شخصية مثل د.”بشير عمر فضل الله” تستطيع المنافسة ومزاحمة “أحمد هارون” في الأبيض ولن يجد “مالك عقار” مشقة في الفوز بمنصب الوالي في النيل الأزرق إذا وضع البندقية وخاض منافسة مع “حسين أبو سروال”.. وحتى حزب المؤتمر الوطني لا يمكنه إغفال نفوذ “إبراهيم الشيخ” في دار حمر.. ولذلك يكسب النظام الفيدرالي بتنافس الأحزاب وتقوية السلطة الرقابية في المحليات ولن يسقط الحزب الشيوعي النظام إذا فاز بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي لمحلية أم درمان؟؟ ولكن فيما كان البعض يعتبر القبضة المركزية هي الضمانة للإستقرار فهؤلاء واهمون.. وعلى الحكومة أن تقبل على تقديم مزيد من التنازلات لصالح المواطنين ولصالح تجارب الحكم الرشيد وان لا تعميها القدرة الحالية على فعل ما تريد عن النظر بعيداً لمآلات المستقبل.
{ برلمان العمرة
أخيراً انتصرت حفنة من أصحاب الوكالات وشركات التسويق وتجار السوق العربي.. ونجح هؤلاء في زحزحة الدولة عن الحج والعمرة.. وفتح فضاء استثماري لصالح نخبة من التجار الذين يحصدون من شعائر الحج والعمرة مليارات الجنيهات وبعد معركة طويلة خاضتها مجموعات الضغط ولوبيات السوق في مواجهة الدولة ممثلة في وزارة الإرشاد وفي إدارة الحج والعمرة.. نجحت اللوبيات في الوصول لمقاصدها.. وصدر قرار من المجلس الوطني عشية الثلاثاء الماضي يقول القرار ألغي البرلمان حج قطاع المؤسسات ووجه وزارة الإرشاد والأوقاف باسترداد الأموال التي تم تسليفها لموظفيه بالوزارة بالريال السعودي، وقد بدا على رئيس البرلمان الضيق والضجر وهو يوجه حديثه للنواب لو قلتوا نلغي الوزارة نلغيها وتابع (لو قلتو نقطع رأس الوزير بنقطعو) وهو قول مجاف لمنطق المسؤوليات فالبرلمان ليس من سلطته إلغاء الوزارة ولا أصبح “إبراهيم أحمد عمر” رئيس قضاء يقطع رأس المتهمين أو المدانين لكنه عبر عن ضجره من أثارة النواب سنوياً لقضايا الحج والعمرة وشن الحرب على موظفي الحكومة بحق ودون وجه حق وبعض النواب يعتبرون قضية الحج والعمرة قضية حياة أو موت.. وقديماً قيل قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق وبعض نواب البرلمان أصحاب وكالات سفر وسياحة مستفيدين من خروج الدولة من الحج مثلما (أخرجوها) من العمرة.. وهؤلاء يعلمون إن الحج مؤتمر للمسلمين تنظمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف السعودية وعضويته كل وزراء الشؤون الدينية في الدول الإسلامية مع اختلاف المسميات والحج له ظلال سياسة وعلاقات دولية، وهو شأن سيادي بالدولة فكيف تتنازل عنه لتجار الشنطة والسماسرة أصحاب اللحي البيضاء ممن يقتاتون من جيوب المسلمين الصادقين.. الذين يؤدون هذه الفريضة سنوياً.. وقد أفسدت الرأسمالية شعائر الحج بالحج السياحي وحج المترفين في المدينة حتى تجاوزت تكلفة الحج السياحي المائة ألف جنيه.
وتم تجريد الحج من أهم مقاصده في ترويض الجسد على الرهق والتعب. وحينما فرض رب العباد الوقوف بعرفة والسعي بين الصفا والمروة والهرولة بين العمودين الأخضرين فرض ذلك وهو عالم بحال المسلمين.. ومشقة الصوم هي جزء من العبادة الضرورية ولكن السماسرة والتجار جاءوا ببدعة الحج السياحي.. واليوم يقدم المجلس الوطني سابقة في الممارسة وسابقة في الانحياز للرأسمالية من عضويته بإرغام الدولة بالخروج من حج المؤسسات والتنازل عنه للوكالات لأنها تبحث أصلاً عن المال والثراء، وإلا لماذا تطالب أن يتنازل لها عن الحج العام وهي التي  لا تربح فيه شيئاً، وحين لا ينبغي لدولة إسلامية أن تتنازل عن مسؤولياتها في تنظيم شعيرة الحج لحفنة من التجار والسماسرة.. فهل ينفذ الرئيس “البشير” الوضع ويتدخل بسلطته ويعيد للدولة سلطتها المسلوبة كما تدخل بالطوارئ وحمي “محمد طاهر أيلا” من محاسبة برلمان الجزيرة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية