رأي

فوق رأي

شعر مستعار
هناء إبراهيم

(1)
لو أنَّ حبكِ كان في القلبِ عاديَّاً
لمَلَلْته مِن كثرةِ التكرار
لكنَّ أجمل ما رأيتُ بِحبِّنا
هذا الجنونُ وكثرةُ الأخطار
حيناً يُغرِّدُ في وداعةِ طِفلةٍ
حيناً نراه كـماردٍ جبار
لا يستريحُ ولا يُريحُ فدائماً
شمسٌ تلوحُ وخلفها أمطار
حيناً يجيءُ مُدمراً فيضانه
ويجيءُ مُنحسراً بلا أعذار
لا تعجبي
هذا التَّقلُّبُ من صميم طِباعهِ
إن الجنونَ طبيعةُ الأنهار
ما دمتِ قد أحببتِ يا محبوبتي
فتعلمي أن تلعبي بالنار
فالحبُّ أحياناً يُطيلُ حياتنا
ونراهُ حيناً يقصفُ الأعمار
(تقلب الأجواء في نشرة الأخبار العاطفية)
(2)
ولي فؤادٌ إذا طال العذاب به
هام اشتياقاً إلى لُقيا مُعذبه
(حينئذ)
(3)
قال:
على قدر الهوى يأتي العِتاب
ومن عاتبتُ يَفديه الصِّحاب
ألوم معذِّبي فألومُ نفسي
فأغضبها ويرضيها العذاب
ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه
ولكنْ كيف عن روحي المتاب
ولي قلب بأن يهوى يُجازي
ومالِكُه بأن يُجنى يُثاب
ولو وُجد العِقابُ فعلتُ لكن
نفارُ الظَّبي ليس له عقاب
يلوم اللائمون وما رأَوه
وقِدماً ضاع في الناس الصُّواب
(4)
هجرت فلم نجد ظلاً يقيناً
أحلماً كان عطفك أم يقينا
أهجراً في الصبابة بعد هجرٍ
أرى أيامه لا ينتهينا
لقد أسرفتِ فيه وجرتِ حتّى
على الرمق الذي أبقيت فينا
كأن قلوبنا خلقت لأمر
فمذ أبصرن من نهوى نسينا
شغلن عن الحياة ونمن عنها
وبتن بمن نحب موكلينا
(وكيل معتمد)

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية