نقاط في سطور
تمضي المملكة العربية السعودية بخطى متسارعة في الاندماج ثقافياً واجتماعياً في منظومة الدول العصرية.. ومغادرة نادي الدول المحافظة.. وبعد أن سمحت السلطات في المملكة للمرأة بقيادة السيارة وإطلاق سراح المرأة السعودية من القيود البالية.. مضت في السماح بإقامة حفلة غنائية بمناسبة اليوم الوطني لشقيقتها الإمارات، ونشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية في عددها الصادر (الثلاثاء) الماضي، خبراً عن عودة السينما للسعودية بعد أربعة عقود من غلقها.. وسمحت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بإصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي في السعودية.. وتعتبر الخطوة بمثابة تطوُّر مهم جداً في هذه الدولة المحافظة تتسق مع مطلوبات العصر.. ومنذ أن أصبح الأمير “محمد بن سلمان” نافذاً في الحكم بالمملكة السعودية اتجهت الرياض لإطلاق الشخصية وإعادة النظر فيما يطلق عليه في السابق المحظورات اجتماعياً.
رغم الأوضاع الاقتصادية بالغة السوء.. وطحن الغلاء لغالب الشعب السوداني، إلا أن الخير يظل مركوزاً في قلب هذا الشعب تجربة صغيرة في منطقة نائية تكشف عن إمكانيات كامنة وهمم عالية.. وحب جارف لهذا الوطن.. في قروب اجتماعي يشرف عليه الشاب “ياسر مختار” مدير العلاقات العامة بمكتب والي جنوب كردفان تم طرح فكرة لصيانة مدرسة أساس لقرية طيَّبة الواقعة بمحلية القوز.. القروب على تطبيق الواتساب استقطبت من أبناء المنطقة نحو مائة وعشرين ألف من الجنيهات.. كل أبناء القرية بكل أطياف انتمائهم الفكري والثقافي والسياسي قد شاركوا في النفرة أو حملة بناء المدرسة المغتربين من السعودية وقطر.. والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإيرلندا ساهموا الموظفين والعمال البسيطين أصدقاء القرية مثل: الوالي “آدم أبكر” والأستاذ “الهندي عز الدين” كانت لهم مساهمات كبيرة في معانيها.. شباب القرية “عمر آدم مالك”.. و”عصام حسن عبد القادر” أشرفوا على الصيانة حتى أصبحت أنموذجاً لإرادة التعمير والتغيير.. وجاءت زيارة وفد الجامعة العربية للقرية، ويعلن د.”أحمد آدم” ومفوَّض العون الإنساني.. عن إنشاء الجامعة العربية لمدرسة ثانوية للبنات ضمن مشروعات الجامعة في المناطق المتأثرة بالحرب.. حينما تصبح همة الشباب للبناء والتعمير.. تشمخ قيمة التعاون.. وأدب المشاركة وفضيلة الإيثار على النفس.. وبذلك يصبح المجتمع قائداً للحكومة.. والدولة.. وهكذا ينبغي أن يبني الشعب مؤسساته ولا ينتظر الحكومة.
في مذكرات د.”إبراهيم منعم منصور” الصادرة حديثاً عن مركز بروفيسور “محمد عمر بشير” لم يخف الرجل حسرته الشديدة على قرار اتخذه بقبول منصب مفوَّض قسمة الإيرادات القومية بعد توقيع اتفاقية السلام، وذكر بروفيسور “منعم منصور” واقعة مسيئة للنظام وللأستاذ “علي عثمان محمد طه”، حيث ذكر إنه ظل يكتب المذكرة تلو الأخرى ويبدي رؤيته الخاصة حول الأداء في المفوَّضية.. وفي إحدى لقاءاته بالسيد “علي عثمان” سأله لماذا تكتب كثيراً هل تريد أن تكتب مذكرات؟ نحن في الإنقاذ لمدة خمسة عشر عاماً، لا نكتب، فقط نصدر القرارات.. إن صحت رواية د.”إبراهيم منعم منصور” تعتبر تعزيزاً لما ورد في كتابات د.”التجاني عبد القادر حامد” الذي زعم هو الآخر إنه بحث في أضابير حزب المؤتمر الوطني والحكومة والقصر ومجلس الوزراء والحركة الإسلامية ولم يجد ورقة واحدة عن أسباب الخلاف ومواقف الأطراف التي قادته.. كمرجعية للأجيال القادمة.. إذا كانت الحكومة لا تكتب فإنها بالطبع لا تقرأ ما يكتب سواءً أكان ذلك لها أو عليها، وبالتالي تصبح بلا ذاكرة.. وفي ذات مذكرات “إبراهيم منعم” قال إن أهم نصيحة أسداها إليه د.”منصور خالد” بعد تعيينه وزيراً في حكومة مايو لأول مرة أن يكتب ويحتفظ بالوثائق الحكومية ليومٍ يحتاج إليها وتصبح لها قيمة عالية.