المشهد السياسي
الأحزاب الكبرى متى تحسم أمرها؟
موسى يعقوب
العام 2017م، يشارف نهاياته وأحزابنا التاريخية الكبرى (الأمة القومي والاتحادي) تعاني ما تعاني من خلافات وظروف القيادة.الأمة القومي يمارس فيه الحزب الرأي والقرار عبر زعيمه في مقالاته الصحفية واستنطاقاته التلفازية والإذاعية، والعام يشارف النهاية لا يجري فيه الاهتمام بأكثر من ميلادية السيد الإمام الثالثة والثمانين – حفظه الله.
لم شمل الحزب وغيره من الهموم الحزبية تم تعليقه على المؤتمر العام الذي لا يعرف أجله وزعيمه التقليدي والتاريخي الإمام “الصادق” يقول إنه سيترك موقعه ليتفرَّغ إلى أنشطة أخرى سياسية وفكرية داخلية وخارجية عامة.
ومن يخلف السيد “الصادق” إذا تم ذلك ولا بد منه، قضية كان ينبغي أن تشغل الحزب وطائفته من القمة إلى القاعدة لما يعرف من أن هناك صعوبات وتعقيدات حزبية وطائفية، فالسيد الإمام جمع بين السياسة والقداسة وهذه الآن مهمة صعبة ولا يوجد من يقوم بها في الظرف الراهن.
والمهمة السياسية – أي رئاسة الحزب لا تقل أهمية عن ذلك وفي الأمر توريث غير مكتوب كشف عنه قيام ابنة الإمام د.”مريم الصادق” – بدور لم يقم به آخر في طاقم نواب السيد رئيس الحزب الستة! فهي كما يقولون تمارس دورها بماكينة السيد رئيس الحزب.
الأمر على كل حال يترك إلى مؤتمر الحزب العام الذي نرجو انعقاده في وقت يتلافى الأزمات المذكورة وأن كان بعضها صعب في حضور الطائفة الأنصارية كجماعة لها دورها العقدي والسياسي.
الحزب والإمام يعلن تخليه عن دوره التقليدي والمعروف منذ منتصف عقد الستين يصبح بحاجة إلى المؤسسية والقيادات السياسية التي تمارس أوزارها بكل ما هو مطلوب.
أما الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) وهو تاريخي، أيضاً، وله هموم أكبر وقد غاب زعيمه ومرشده السيد “محمد عثمان الميرغني” عن الساحة لسنوات طويلة تنسب إليه فيها التصريحات وتنفى، والزعامات والأجنحة في الحزب تتصارع.. يعني أن ثمة حاجة إلى مؤتمر الحزب العام الذي قيل إنه سيعقد بعد أسبوع تقريباً – أي في التاسع عشر من الشهر الجاري.
وأمام ذلك المؤتمر أكثر ولا يعني لملمة الحزب وحدها، وإنما الزعامة على الصعيدين السياسي والطائفي، فالسيد “الميرغني” الأكبر يشارف الثمانين من العمر – حفظه الله – وذلك يحتاج إلى تحسب فضلاً، عما هو جار بالفعل.
الحزب الاتحادي شأن غيره من الأحزاب التاريخية يحتاج إلى إعادة ترتيب أوضاعه والنظر إلى المستقبل بموضوعية – والله المستعان.