نوافذ

كتلوك ولا جوك.. جوك

علمتني الحياة أن أرتوي من العجز حتى النخاع لكي تؤتي ثمرة الصبر أكلها، وعلمتني السنين أن أسعى خلف عامل الزمن ليس إلا هباء، وأنت علمتني أن لا أخاف؛ لذا أواجه الدنيا كلها وأغادرك بكامل الرضا وشتان ما بين الرضا والسعادة..
سأكتب على كل مدخل من مداخلك الغريقة عبارة (أدخل بحذر لأنك أمام تحدٍ قاسٍ) لأنك ألبستني التحدي ستراً حين بدت سوءات الاستسلام تلوح بالبشارات من بعيد..
نادراً ما تتوج قصص الحب بالزواج، ولكن لن يدوم الحب في ظل الغموض الأسري أبداً؛ لذا دعنا نفترق وكلانا راضٍ عن دوره في الحياة.
ذكرياتك التي كانت تستحق كبريائي وتمزق ذاكرتي لم تعد تعنيني بشيء ومجيئك الذي كان يرتب إيقاع حياتي لم يعد يهمني..
حتى اسمك الذي كانت ترتعد أطرافي لهفة حين ذكره ما عاد يحرك في ساكناً؛ لأنك لم تترك لي خياراً سوى النسيان..
لو كنّا ندرك معنى (الحب) كما ينبغي لنا أن ندرك لما حدث هذا..
فالحب غدا أشبه بلعبة قديمة على وشك الانقراض تدعى (شختك بختك).. فهي علاقة لا ندرك خطورتها إلا بعد أن تغادرنا، أي أن الحب كائن مثله مثل المبدع السوداني الذي لا يلتفت نحوه الناس بشدة إلا بعد موته، حيث الغياب، أنت لم تدرك إحساسي إلا بعد أن قررت الرحيل ولم يعد في الروح ما يكفي من الصبر لأضمن لك امتداد الإحساس..
والآن شكراً..
لحدي هنا وكفاية شديد..
 كفاية أوقف الأفراح على جيتك وأكف العيد..
كفاية أحنس الأيام تعيد قصة هواك وتعيد..
كفاية أكوس تفاصيلك على الطرقات وإنت بعيد..
كفاية شديد..
أجل أكتفي بهذا القدر من الصبر والاحتمال، رتِّب حياتك على غيابي كيفما شئت، ولا تحاول ردعي، فأنا أعددت العدة للرحيل، أن أغادرك أنا فجأة خيرٌ من أن أعتصر خوف أن تغادرني حين كل بزوغ شمس، وأن أرحل بصمت خير من أن يثير رحيلك ضجة تكفي الكرة الأرضية لآلاف السنين؟!!
و(كتلوك ولا جوك.. جوك)!!
ما أجمل هذا المثل السوداني الذي يحرض على المواجهة والصدام، وأنا على عكس فكرتك عني مصادمة جداً، ولكني كنت أبدو على غير ذلك؛ لأني كنت تحت تأثير (مخدر) ما يدعى الحب.. والآن بعد أن أهنت هذا الرابط الجميل سأخرج وجه ملامحي وسأرتدي وجه تلكم الأنثى التي يهابها العالم، الأنثى التي تنكر أنوثتها لتشتري حريتها..
{ خلف نافذة مغلقة:
كتلوك ولا جوك.. جوك..
والموت يشيل روحك ولا يضربوك بالشوك
ما قالوا رايدنك ليه بالحنان غشوك..
خليهم أنت ومُش دام بالكضب تهموك..

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية