مسامرات
تكريمات (الاستهبال)
{ بعد أن تترك كل ما في يدك وتلبي دعوة لتكريم شيخ النقاد الفنيين وأستاذنا “ميرغني البكري” في فندق عريق مثل (ريجنسي)، تفاجأ بأن أمسية التكريم (المزعومة) ليست سوى محاولة من منتدى (الميرفابي) لاصطياد الجمهور.
{ ويُسقط في يدك وأنت تهم بالدخول إلى الساحة المخصصة للتكريم وتجد شاباً وفتاة يطلبان دفع قيمة تذكرة للدخول لحضور أمسية التكريم.. ثم تبلع كل ذلك وتعتقد أن الأمر مساهمة (إجبارية) لشيخ النقاد، فتكتشف أن العائد تقتنصه إدارة المنتدى.. ثم تدخل، لتفاجأ بأن قارورة المياه أيضاً بـ(قروش).. لا تملك وقتها سوى أن تخرج غاضباً من هذا (الاستهبال) الذي تم فيه إقحام اسم أستاذنا الكبير “ميرغني البكري”.
{ نهار أمس اتصلت بي الأستاذة “منال العقلي” وهي تبلغني بغضب متهدج ما حدث في أمسية (الأربعاء) الماضي في تكريم الشاعر د. “فرح شادول” في ذات المنتدى.
{ ألف جنيه (مليون بالقديم) هي قيمة الطاولة التي قالت “منال” إنهم اضطروا لدفعها لمنظمي أمسية تكريم د. “شادول”.. ثم زادتني من شعر هذا التكريم بيتاً آخر إذ قالت لي إن المكرم د. “شادول” دفع من جيبه الخاص ثمن كل المشروبات الساخنة والباردة وقيمة قارورات المياه لضيوفه الذين حضروا لأمسية تكريمه في المنتدى الأسبوعي.
{ أدركت وقتها أن منظمي هذا المنتدى ابتدعوا شكلاً جديداً لاستقطاب الناس والجمهور.. شكل لا يكلفهم مليماً واحداً وهو إقحام اسم أحد الشخصيات الفنية المهمة التي يتفق عليها الناس.. ومن ثم تتحول أمسية التكريم إلى (ليلة تجارية بحتة) لا يخسر فيها المنظمون شيئاً.. فالمطربون سيأتون مجاملة للشخصية المكرمة.. وأصدقاء المكرم هم من سيتكفلون بتغطية منصرفات الأمسية وتحقيق أرباح (لا بأس بها) للمنظمين.
{ ولا يهم إن أحرج المكرم مع ضيوفه..
{ إذن على كل الذين سيتم تكريمهم في هذا المنتدى أن يعبوا جيوبهم بالمال.. لأنهم سيتحولون بـ(قدرة قادر) من مكرمين إلى رعاة لحفلات تكريمهم المزعومة.
{ كيف بالله عليكم تتم دعوة الناس لحضور أمسية تكريم، ويضطر القادم إليها لدفع تذكرة الدخول وثمن المشروبات و(الموية الزرقا)؟
{ من حق منظمي بعض المنتديات بالخرطوم تنظيم أمسيات بقيمة مالية لتغطية منصرفاتهم.. ولكن ليس من حقهم (اصطياد) الجمهور بهذه الميكافيلية البغيضة.
{ قد يأتي شخص (ما عامل حساب جيبو) وهو يضع في ذهنه أنه في طريقه إلى أمسية تكريم.. فيتم تنظيف جيوبه جراء ما اقترفه من (جرم) مجاملة صديقه أو زميله أو أحد اساتذته.
{ من أعطى الإذن لهكذا منتديات أن تعبث بهذه الطريقة؟
} مسامرة أخيرة
لحظة فيها الماضي كلو مرة بي أذهاني طافَ
لما كانت عابرة فيهو فاقت النسام لطافة
لما كانت بي رؤوفة خضرة بالجيهتين ضفافه
وأي قصة ريد أشوفا ألقى صورتا في غلافه
“الحبيب”